استقرار تصنيف السلطنة في مؤشر "مدركات الفساد 2016" الصادر عن "الشفافية الدولية"

"الرقابة المالية" ترفع مشروع الاستراتيجية الوطنية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد إلى مجلس الوزراء

الجهاز يعكف على رصد التقارير الدولية عن السلطنة بشأن مكافحة الفساد

زيادة التنسيق الحكومي لتعزيز التنافسية في التقارير والمؤشرات الدولية

◄ انضمام السلطنة لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد يؤكد الجهود الوطنية لتعزيز النزاهة

مسقط - الرؤية

أعلن جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة عن وضعه لمشروع لإستراتيجية وطنية لتعزيز النزاهة ومكافحة الفساد؛ تمّ رفعه إلى مجلس الوزراء، وذلك استكمالاً للمشاركة البناءة بين وحدات الجهاز الإداري للدولة.

ويهدف الجهاز من هذه الإستراتيجية- وبمشاركة جميع الجهات المعنية بما فيها القطاع الخاص والمجتمع المدني- إلى بث مزيد من التوعية لتعزيز القيم النبيلة في المجتمع والتأكيد على أهمية المحافظة على مكتسبات الوطن ومنجزاته التي تحققت، وتفعيل العمل المشترك بين الجهات الحكومية من خلال تبسيط الإجراءات وتسهيل المعاملات نحو حكومة إلكترونية فاعلة تُساهم في تحسين العمل وتطويره، الأمر الذي سينعكس إيجابًا على الكثير من المؤشرات الوطنية والدولية.

وأصدرت منظمة الشفافية الدولية نتائج مؤشر "مدركات الفساد للعام 2016"، وقد أظهر هذا المؤشر استقرار تصنيف السلطنة في المؤشر عند مستوى 45 درجة دون تغيير منذ عام 2014 على الرغم من تراجع معظم الدول العربية في الترتيب العالمي، في الوقت الذي تزايد فيه عدد الدول التي يشملها هذا المؤشر لتصل إلى 176 دولة مقارنةً مع 168 دولة في العام الماضي، وجاءت نتائج السلطنة في هذا المؤشر لعام 2016 في الترتيب الرابع والستين دوليًا، والخامس عربيًا. والرابع خليجياً.

وتستند المنظمة في نتائج هذا المؤشر من خلال مسح لآراء الخبراء واستطلاعات الرأي المتخصصة وباعتماد ثلاثة مصادر متوفرة على الأقل لتقييم كل دولة، وقد استندت المنظمة في تقييم السلطنة إلى البيانات والتقارير التي أصدرتها خمس مؤسسات دولية، وهي مؤسسة برتلسمان، والتي تقيس مؤشر التحول الديموقراطي والتنمية الاقتصادية، ومقرها ألمانيا. ووحدة الاستخبارات الاقتصادية وهي معنية بتصنيف مخاطر الدول، وهي تتبع مجموعة الإكونومست البريطانية. ومؤسسة البصيرة العالمية (تأسست في أمريكا). ومؤسسة خدمات المخاطر السياسية (تأسست في أمريكا). والمنتدى الاقتصادي العالمي، استطلاع رأي منفذي الأعمال في القطاع الخاص (تأسس في سويسرا).

ويتابع جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة نتائج مؤشر مدركات الفساد وهو يعمل جنباً إلى جنب مع مؤسسات الدولة لتحسين وتطوير الأداء وتعزيز ترتيب السلطنة في المؤشرات الدولية، حيث عكف الجهاز على رصد جميع التقارير التي تصدر عن السلطنة وتتبُّع المؤشرات التفصيلية بكل مؤسسة من المؤسسات الخمس المعنية بتقييم السلطنة ومعرفة مجالات اهتمامها، وجوانب التقييم لديها ذات العلاقة بمؤشر مُدركات الفساد، وأدوات جمع البيانات المُتبعة لديها، وصولاً إلى استخلاص عناصر التقييم والعلامات والمبررات لكل مؤسسة على حدة، وبيان مكامن القوة ونقاط الضعف، وبالتالي النظر في آليات تحسين ترتيب السلطنة في المؤشرات الدولية.

مؤشرات التنافسية

وفي هذا الإطار أيضاً كان هناك حراك فاعل من قبل مجلس الوزراء بشأن تعزيز موقف السلطنة في المؤشرات التنافسية؛ حيث تمّ تشكيل لجنة وزارية من قبل مجلس الوزراء تعنى بتعزيز تنافسية السلطنة برئاسة معالي الأمين العام للمجلس الأعلى للتخطيط وعضوية جهاز الرقابة المالية والإدارية للدولة. وأوصت هذه اللجنة بإنشاء مكتب وطني لتعزيز التنافسية يتبع المركز الوطني للإحصاء والمعلومات وذلك بعد الوقوف على التجارب الإقليمية والدولية، وقد تمّ إقرار التوصية من قبل مجلس الوزراء مما يؤمل معه أن يُساهم هذا المكتب في تنسيق الجهود الحكومية في تعزيز تنافسية السلطنة في المؤشرات والتقارير العالمية.

وتعتمد منظمة الشفافية الدولية في مؤشرات مدركات الفساد على عدة جوانب مبنية على تحليل وقراءة الأوضاع السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية لكل دولة على حدة، بما في ذلك رصد قضايا إساءة استخدام السلطة والتعاملات السرية والرشوة والتي من شأنها التأثير سلباً على تطور وازدهار المجتمعات في شتى أنحاء العالم، ومن بين هذه الجوانب التي تهتم المنظمة بالتأكيد عليها: النظر في تعزيز وتطوير آليات الأداء البرلماني فيما يتعلق بمحاربة الفساد رقابياً وتشريعياً، وترسيخ دولة القانون من خلال وجود نظام قضائي قوي يتمتع بالاستقلالية والنزاهة، والإفصاح عن الآليات التي تتبعها الحكومة في اتخاذ القرارات والسياسات العامة، وتطبيق صارم وفاعل للقانون، ووضع أنظمة ضبط ورقابة داخلية فاعلة للجهات الحكومية، ووجود إعلام مستقل ومسؤول، وتعزيز قيم المواطنة الصالحة في المجتمع من خلال التعليم والإعلام، وتبني مبدأ المشاركة والشفافية في عملية التطوير وإشراك مؤسسات المجتمع المدني في وضع الخطط التطويرية، والتوسع في خيار إنجاز المعاملات الرسمية عن طريق الحكومة الإلكترونية.

وبالرجوع إلى تفاصيل المؤشر يتضح أنّ هناك تراجعا ملحوظا في كثير من الدول؛ حيث أحرزت 69 في المائة من 176 دولة مشمولة بمؤشر مدركات الفساد لعام 2016، أقل من 50 نقطة على مقياس يبدأ من (0) حيث معدلات الفساد عالية للغاية إلى (100) والتي تعني خلو الدولة من الفساد. وزاد هذا العام عدد الدول التي انحدرت على المقياس عن الدول التي تحسن الوضع فيها؛ ما يُظهر الحاجة إلى التَّحرك العاجل لمكافحة الفساد.

اتفاقية مكافحة الفساد

وفي هذا السياق ومع انضمام السلطنة إلى اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة الفساد، فقد سعت الحكومة إلى تعميق الجانب الأكبر من الجهود في سبيل تعزيز قيم النزاهة ومُشاركة المجتمع المدني في المحافظة على منجزات الوطن وترسيخ قيم المواطنة الصالحة في المجتمع، مستنيرين في ذلك بتوجيهات جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- في كثير من خطاباته السامية التي تدعو لأهمية المُحافظة على مكتسبات الوطن ومقدراته، حيث جاء في خطاب جلالته في الانعقاد السنوي لمجلس عمان عام 2015: "إن ما تحقق على أرض عُمان من مُنجزات في مُختلف المجالات، لهو مبعث فخرٍ ومصدر اعتزاز، وإننا نتطلعُ إلى مواصلة مسيرة النهضة المباركة، بإرادة وعزيمة أكبر، ولن يتأتى تحقيق ذلك إلا بتكاتف الجهود وتكاملها لما فيه مصلحة الجميع".

تعليق عبر الفيس بوك