البطولة العسكرية.. عمق استراتيجي!!

 

 

المعتصم البوسعيدي

 

لا صوت يعلو ـ في الشأنِ الرياضي المحلي ـ على صوتِ بطولةِ كأسِ العالم العسكرية الثانية لكرةِ القدم، بطولة وصلت حتى كتابة هذه السطور إلى مربعها الذهبي بقيادة مُنتخبنا العسكري الذي سيواجه الفراعنة مساء اليوم في لقاء جماهيري مرتقب حسب كل المؤشرات والتوقعات، ويجمع اللقاء الآخر المنتخب العسكري السوري بنظيره وشقيقه المنتخب القطري، والمشهد يؤكد السطوة العربية في هذهِ البطولة التي اعتقد جاءت في التوقيتِ المناسب للكرةِ العُمانية على وجه الخصوص لعدةِ اعتبارات سأتناول بعضها خلال هذا المقال.

يُقال :"إذا كنت غنياً فتناول طعامك متى شئت، وإذا كنت فقيراً فتناول طعامك متى استطعت" وكم كانت كُرتنا خلال الفترة الماضية فقيرة تسعى لطعام الغني!! فتخلت عن الموجود حين لجأت للمفقود، وفي "علم عمق النفس" ما لم تكن النفس تدرك اعتلالها فالعلاج غير نافع، وعلى هذا كان لابد من سعي واستكشاف والبحث عن الدوافع الحقيقية حتى إذا ما وصلنا وجدنا الحلول المناسبة والناجعة.

البطولة العسكرية ـ في نظري ـ يمكن أن تكون "عمقا استراتيجيا" لعودةِ الكرة العُمانية، شريطة استغلال مكاسبها؛ فقد أعادت النبض الواحد، ورسمت خارطة جديدة في نوعية الاستضافات، وأوجدت شراكة "مُرضية" لحد بعيد مع القطاع الخاص، ّأما من الناحية الفنية وبحكم تواجد أغلب لاعبي المنتخب الوطني بالمنتخب العسكري، فالظن الحسن أنّها استكشفت قُدرات بعض لاعبينا من جديد، وأبرزت آخرين كالجميل جميل اليحمدي، وجعلت من بنكِ الاحتياط للمنتخبِ أكثر قوة وفاعلية، الأمر الذي سيسهل ويصعب في آن مهمة الهولندي بيم فيربيك؛ حيث المُقارنة ستكون حاضرة مع استحقاقات المنتخب القادمة.

إن الاستغلال الأمثل لمعنى "العمق الاستراتيجي" يتمثل في توظيف إيجابيات هذه البطولة لمستقبلِ المنتخب الوطني، والاستفادة القصوى من إمكانياتِ اللاعبين، واستثمار النبض الواحد لعودة الجماهير الوفية، دون إغفال تطوير الدوري وحلحلة بعض المواضيع العالقة، وحسنًا فعل الاتحاد العُماني لكرةِ القدم بعقد ندوة تناقش أوضاع اللاعبين مع بداية الأسبوع القادم بعد الإشكاليات الأخيرة في التعاقدات المبرمة مع الأندية.

اليوم قد لا نحتاج التذكير بأهمية مساندة المنتخب العسكري الذي سيواجه شقيقه المصري بقدر ما نحتاج تذكير أنفسنا والجميع بأن منطق القوة في كرةِ القدم ينبع من التصالحِ مع النفس "فليس القوي من يكسب الحرب دائمًا، وإنما الضعيف من يخسر السلام دائمًا" والعُماني ـ بحمد لله وفضله ـ جُبِلَ على السلامِ والمحبة، ولذلك نحن أصدقاء الجميع عبر الرياضة كما هو شعار "السيزم" أو غير الرياضة كما هو شعارنا على الدوام.