أداء باهت للمنتخب المصري.. وحضور جماهيري غير مستغل

 

تحليل - وليد الخفيف

بأداء باهت ومستوى شديد التواضع يخلو من الرغبة والحافز والدافعية أنهى منتخب مصر العسكري منافسات دور المجموعات فنال وصافة المجموعة الرابعة التي تسيدها الشقيق السوري عن جدارة واستحقاق، لتلتقي مصر مع الجزائر وسوريا مع ألمانيا في دور الثمانية.

المتابع للمباريات الثلاث التي خاضها المنتخب المصري سيلاحظ شح العطاء وفردية الأداء وافتقاد التجانس وضحالة الرؤية الفنية وتردي الروح المعنوية وغياب الرغبة في الفوز لإسعاد جماهير غفيرة احتشدت خلفهم جاءت من كل حدب وصوب إلى استاد السيب ثم استاد الشرطة وصولا لمجمع السلطان قابوس، فصنعوا لهم أجواء  تشبه استاد القاهرة، غير أنهم لم يستغلوا هذه الأجواء المثالية فكان المقابل تعادلا بشق الأنفس أمام منتخب بولندا الذي يمثل قوامه الأساسي لاعبون في سن المعاش، وفوز منطقي عادي على كندا – القادم للبطولة للاستجمام – وتعادل خالي الدسم أمام سوريا، وعلى ما يبدو أنهم أتوا لأداء الواجب ليس إلا، فمنهم من يعتصر قلبه لعدم التواجد في الجابون فانعكس ذلك على أداء سلبي وآخرون يخشون الإصابة ليتفق الطرفان على أنّ اللقب لا يمثل أولوية فلا داعي للكفاح.

وتمثلت المشاكل الفنية للمنتخب المصري في عدة نقاط واضحة للعيان من المباراة الأولى، فاللاعبون لا يملكون الحلول لكسر دفاع المنطقة التي يلجأ اليها منافسوهم، إذ يعيبهم الأداء البطيء والتمريرات السلبية والتحضير المبالغ فيه، والتحول البطيء للحالة الهجومية فضلا عن الفردية في الأداء وعدم التجانس، فبصمة المدرب غائبة ولم يطبق اللاعبون في ثلاث مباريات أي جمل فنية تدلل على شيء آخر، وإنما أداء فردي واجتهادات لا ترتق لحد التكتيك الجماعي أو بالأحرى اتباع سياسة رد الفعل.

سيطرة بلا فاعلية أمام بولندا وهدف من ركلة ثابتة تنفس المصريون بموجبه الصعداء بعدما عجزت المساعي الهجومية العقيمة عن اختراق خط دفاع قارب رجاله من الأربعين عاما، وتكرر المشهد أمام المنتخب السوري الذي كان أكثر تنظيما وأفضل انتشارا ونجاحا في الضغط على حامل الكرة، ومرت الـ 90 دقيقة بدون فرص حقيقية على المرمى السوري.

وينتظر المنتخب المصري لقاء صعب أمام نظيره الجزائري في الدور الإقصائي، وتميل كفة الترشيحات إلى "الخضر" عطفا على ما قدموه من أداء قوي معزز بروح قتالية ومعنويات عالية ورغبة حقيقة أفضت لثلاثة انتصارات مستحقة تسيد بها المجموعة الأولى.

ويبدو الطريق ممهدا أمام المنتخب السوري لبلوغ نصف النهائي على حساب ألمانيا، فالفرق النوعي والفني يرجح كفتهم ويبقى سلاح الكفاح أبرز ما يعول عليه رجال الشام للتواجد في المربع الذهبي.

تعليق عبر الفيس بوك