القيادات العُمانية الحكومية

 

 

خلفان الطوقي

ها نحن قد دخلنا العام 2017.. بعضنا إيجابي ومُترقب لعامٍ أفضل، والبعض متشائم لسبب أو لآخر، والبعض واقعي وعملي يشترط ربط النتائج بالخطوات العملية على أرض الواقع. وهذه الفئات الثلاثة لكلٍّ منها وجهة نظره الخاصة، وأسبابه التي أوْصَلته لتبنِّي الخلاصة التي ترسَّخت في ذهنه.

وسأحاول أنْ أتفادى التحدُّث عن وجهة نظر الفئة الإيجابية أو السلبية؛ لأنها مبنيَّة -إلى حد كبير- على العاطفة والحالة المزاجية التي تتغيَّر بين لحظة وأخرى، وكذا بفعل الخبرات السابقة التي مرَّت على الشخص، وعوامل كثيرة مُرتبطة بالشخص نفسه وبيئته المحيطة، وسأركز على الفئة الواقعية، فأصحابها يركزون على الخطوات العملية في الميدان، وعلى ضوء جودة أو عدم جودة الخطوات -أو بما يُسمَّى "المدخلات"- والتي على ضوئها تكون النتائج (المخرجات).

أصحاب المدرسة الواقعية يُعوِّلون على نمط معين من الشخصيات يُمكنهم إيجاد مُدخلات نوعية لكي تكون النتائج مُميزة وآثارها نوعية وتتناسب مع توقُّعات المواطنين والمقيمين، وأهم مُواصفات هذه الشخصية أنْ تكون مُبادِرَة وجريئة وقيادية، ولا تنتظر اﻷوامر في كل صغيرة وكبيرة، وتحملُ في طيَّات نفسها اﻹحساسَ بالمسؤولية لأنْ تَرَى محطيها (بلدها) يُنافس على المستوى العالمي، وتكون هذه الشخصية قِيْمَة مُضَافة في كل مكان وعند كل مَحْفَل، ولديها حواس إضافية ليست مُتوفرة في الشخصية المتقوقعة والمتزمتة والنمطية والحساسة، شخصية مُؤهَّلة ورشيقة ومنطلقة ومتفتحة تُؤمِن بالعمل المؤسسي واﻹنجاز الجماعي، ولا تُعِيْر صغائر اﻷمور أيَّ اهتمام، شخصية مُطَّلعة ومُتقدِّمة تُؤْمِن بالمنافسة الدولية، يُمكنها تطويع الحلول العالمية لحل المشكلات المحلية، شخصية عصرية لا تُشخْصِن الأمور وترى المواضيع من عدة جوانب وزوايا لا يراها اﻹنسان النمطي، همُّها التنمية والتطوير الحقيقي، وجعل السلطنة في المراتب العليا، مُبتعدة عن المصالح الضيِّقة والنجاحات اﻹعلامية، شخصية تمتاز بالنضج العميق، وتتميَّز بحكمة الكبار وديناميكية الشباب.

أصحابُ المدرسة الواقعية يرون أنَّ الشخصية الفذَّة هي من يُمكنها أن تقلب الطاولة وتطوِّع الظروف لصالحها، وتحوِّل التحديات، خاصة التي تمرُّ بها بلادنا، إلى فُرَص واعدة، خاصة وأنَّهم يرون أنَّ عُمان ما زالت بِكْرا، وبها من الخيرات ما لم يُستثمر بعد في كلِّ رُكن من أركانها، كما أنَّهم يرون أنه ما لم تكن مثل هذه الشخصيات حاضرة في المشهد الحالي، فالوضع سيبقى على هو عليه، ولن يُمكن لبلدنا الخروج من عُنق الزجاجة، وستظل الحوارات مُكرَّرة، وسنظل ندور في حلقات مُفرغة.. الواقعيون لا يمكنهم أن يتبنوا نظرة سلبية أو إيجابية ما لم يربطوا المشهد بالخطوات الميدانية.

وفي الختام، السؤال الذي يطرح نفسه: هل لدينا الشخصيات الكافية والمؤهَّلة التي يُمكن أن تمتلك المواصفات لإيجاد مُخرجات تليق بعُمان، وتتناسب مع متطلبات العصر؟!