الموصل – رويترز
قال متحدث إن قوات مكافحة الإرهاب العراقية مشطت حرم جامعة الموصل أمس الأحد بحثا عن أي عناصر تنتمي لتنظيم داعش بعد أن سيطرت على المنطقة بالكامل.
وكانت قوات جهاز مكافحة الإرهاب قد دفعت مقاتلي التنظيم للتقهقر داخل حرم جامعة الموصل ذي الموقع الاستراتيجي وسيطرت على عدة مبان من بينها كليات أمس الأول في خطوة مهمة صوب استعادة الجزء الشرقي من المدينة بالكامل.
وقال الفريق الركن عبد الوهاب الساعدي "طبعا الجامعة هي كانت مركزا لمقاتلي التنظيم لوجود المختبرات والورش. فتستخدم لصناعة العبوات والأسلحة وصناعة المواد الكيمياوية وكذلك صناعة الطائرات المسيرة.. وهي مقر مُسيطر وكذلك مقر لهم في هذا الساحل.. حيث تمت السيطرة عليها."
كما سيطرت القوات على حي الأندلس المجاور للجامعة.
وقال الساعدي "نحن الآن في حي الأندلس. هذا الحي مقابل للجامعة باتجاه الغابات حيث تم تطهيرها بالكامل وتم قبل قليل قتل اثنين من أعضاء داعش في هذه المنطقة. العوائل موجودة وعملية التطهير مُستمرة وإن شاء الله تعود الحياة للموصل أفضل مما كانت."
وتقول القوات العراقية المدعومة بغطاء جوي من التحالف بقيادة الولايات المتحدة إنها اقتربت من استعادة السيطرة على الضفة الشرقية لنهر دجلة بالكامل الأمر الذي يجعلها تبسط سيطرتها التامة على شرق الموصل ومن ثم نصف آخر معقل كبير لداعش في العراق.
ويمكن للهجمات على غرب المدينة الخاضع لسيطرة التنظيم المتشدد أن تبدأ بمجرد تأمين الشرق. ويمر نهر دجلة من شمال إلى جنوب الموصل.
وذكر تلفزيون رويترز أنّ الحياة بدأت تعود إلى طبيعتها بالمدينة فالسيارات تتكدس في الشوارع ومنصات البيع تزخر بالمنتجات الطازجة والدراجات تشق طريقها وسط زحام السيارات مع خروج المدينة ببطء من القبضة الحديدية لحكم تنظيم داعش المُستمر منذ عامين ونصف العام.
ومع تقدم القوات العراقية في المزيد والمزيد من مناطق أكبر مدينة يُسيطر عليها التنظيم بدأت الحياة تعود لطبيعتها بعض الشيء في الأحياء الشرقية التي استعادتها القوات في المراحل الأولى من الحملة التي بدأت قبل نحو ثلاثة أشهر، وكان السوق زاخراً بمرتاديه.
وقال بائع يُدعى أبو راكان "الوضع بخير ومرتاحين وأشغالنا.. وانفتحت الشوارع والعالم بتشتغل.. والحمد لله وبفضلكم وبفضل القوات الأمنية خير من الله. المواد الغذائية متوفرة وبتستلم العالم ماكو أي نقص. شوي شوي الحياة طبعا ما بيوم ويومين ينراد لها فترة."
وبقي الكثيرون في منازلهم خلال المعركة مخالفين توقعات بخروج جماعي للسكان من المدينة التي تردد أن نحو 1.5 مليون نسمة يعيشون بها.
وبدأ الذين غادروا سواء أثناء القتال أو قبل ذلك في العودة رغم أنه لم يجر بعد إصلاح الخدمات الأساسية مثل الكهرباء ومنشآت الرعاية الصحية والمياه.
واستأنفت البلدية العمل لكن تنظيم الدولة الإسلامية دمر أغلب معداتها وحول بعض سياراتها إلى سيارات ملغومة فاضطرت السلطات إلى استعارة سيارات من محافظات أخرى.
وعند مفترق طرق مُزدحم يحفر العمال الطريق لإصلاح أنبوب مياه دُمر في غارة جوية. ومرت سيارة أجرة يغني ركابها على موسيقى مرتفعة ويرقصون في مقاعدهم.
وقال أحمد فتحي وهو عامل بالبلدية إن كثيرا من مواسير المياه مكسورة مضيفا أنه كان يجري الاعتماد على مياه قادمة من منطقة التحرير لكن الشبكة لم تعد بعد إلى الحالة التي كانت عليها.
وركض شبان وراء كرة في ملعب لكرة القدم بعضهم يرتدي السراويل الرياضية القصيرة التي كان من الممنوع ارتدائها في ظل وجود داعش. لكن لم تكن قمصانهم القطنية الرياضية تحمل أي شارات أو علامات تجارية التي كان التنظيم يعتبرها غير إسلامية ويطلب إزالتها خاصة تلك التي تحمل شارات تشبه الصليب.
وقال أسامة (22 عاما) الذي يدير الملعب إن أعضاء داعش أنفسهم كانوا يأتون في بعض الأحيان للعب الأمر الذي كان يدفع كل الآخرين للفرار خوفا من أن يقعوا في مرمى طائرات قوات التحالف التي تستهدف التنظيم.
وأضاف أسامة إنه في ظل سيطرة داعش كانت المباريات تتوقف في أوقات الصلاة وكان انتباه اللاعبين مُشتت دائما بين النظر بعين إلى الكرة وبالأخرى إلى الشارع تحسبا لمرور دورية من دوريات التنظيم.
وما زالت الآثار ظاهرة لقذيفة مورتر سقطت على أرض الملعب ولم يتبق في النوافذ سوى قطع صغيرة من الزجاج المهشم بعد انفجار سيارة ملغومة في مكان قريب عندما استعادت القوات العراقية حي الزهور في أوائل نوفمبر.
وما زال بعض السكان يحتفلون بعودة الحرية إليهم. وبدت سيارة أُجرة تحمل ركابا يغنون بمصاحبة موسيقى عالية ويرقصون في مقاعدهم. وقال رجل يجلس بجوار السائق وهو من منطقة استعادت قوات الأمن السيطرة عليها في الآونة الأخيرة إنه شعور لا يوصف.