واشنطن – وكالات
عين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب صهره جاريد كوشنر ضمن أكبر مستشاريه في البيت الأبيض.
وكان كوشنر البالغ من العمر 35 عاما وهو زوج ابنة ترامب ايفانكا قد لعب دورًا كبيرًا من وراء الكواليس في حملة ترامب الانتخابية، ويعمل في مجال التطوير العقاري وله أعمال تجارية متعددة أخرى، وستشمل وظيفة كوشنر السياسة الداخلية والخارجية.
وسيكون تعيين كوشنر مثيرًا للجدل نظرًا لمحاباة الأقارب وتحسبا لنشوء نزاعات مستقبلية.
وقال ترامب "كان جاريد سندا كبيرا ومستشارا موثوقا فيه طوال الحملة الانتخابية والفترة الانتقالية وأفخر بأنه سيلعب دورا قياديا بارزا في إدارتي".
وسيجري تنصيب ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة في العشرين من يناير.
وقال أعضاء فريق ترامب إن قانونا يمنع المسؤولين من منح وظائف حكومية لأقاربهم لا يسري على وظائف البيت الأبيض.
كما توجد أيضا قوانين فيدرالية تقضي بألا يتربح موظفو الحكومة من أي أعمال أو شركات.
ونقلت شبكة إن بي سي عن محامي كوشنر قوله في تصريح "كوشنر ملتزم بالتقيد بالقوانين الأخلاقية والسلوكية الفيدرالية، ونحن بصدد التشاور مع مكتب السلوكيات الحكومي إزاء الخطوات التي ينبغي عليه اتخاذها بهذا الصدد".
وفي نفس السياق قارن الصحفي الأمريكي الفلسطيني جمال الدجاني بين تعيين الرئيس الأمريكي المنتخب دونالد ترامب لزوج ابنته جاريد كوشنر كبيرا لمستشاريه في البيت الأبيض وبين النفوذ الذي كان عليه جمال مبارك نجل الرئيس المخلوع حسني مبارك في السنوات الأخيرة من حكمه.
ووصف الدجاني جاريد كوشنر بأنّه "جمال مبارك أمريكا".
وكتب عبر حسابه على موقع التدوين المصغر تويتر أمس الثلاثاء: "النسخة الأمريكية من جمال مبارك! ترامب يعين صهره كبيرًا للمستشارين. يا لها من ممارسة ديمقراطية".
ويقول الديمقراطيون من أعضاء الكونجرس إنّ القانون الفيدرالي لمكافحة محاباة الأقارب، الصادر عام 1967، ينطبق على العاملين في البيت الأبيض، وهو ما يرفضه فريق ترامب.
كما طرحوا أسئلة تتعلق بقدرة كوشنر على تجنب تعارض المصالح في البيت الأبيض، إذ يتزايد القلق من علاقاته بالمستثمرين الأجانب.
وذكرت صحيفة نيويورك تايمز أنّ رجل الأعمال التقى رئيس شركة تأمين صينية لها علاقات بالحكومة الصينية، لبحث خطط تطوير ناطحة السحاب التي تخصه في نيويورك، وذلك بعد أيامٍ من فوز ترامب بالرئاسة.
ونقلت الصحيفة عن متحدثة باسم كوشنر أن توقيت الاجتماع كان صدفة، وأنه قرر بالفعل بيع حصته في البناية.
ولدى إعلان تعيين كوشنر في منصبه الجديد بالبيت الأبيض، قالت محاميته إنّه ملتزم بالقوانين الخاصة بالقيم الفيدرالية، وقد استشار مكتب القيم الحكومي بشأن الخطوات التي يجب أن يقوم بها.
وأضافت أنّه لن يحصل على راتب مقابل عمله الاستشاري.
وكان الرئيس ليندون جونسون قد أصدر "قانون محاباة الأقارب" عام 1967، ليمنع الموظفين العموميين من ترقية أقاربهم "لوظيفة مدنية في الوكالة التي يعمل بها أو يرأسها."
ويُعتقد أنّ سبب صدور القانون هو إقدام الرئيس السابق، جون كينيدي، على تعيين شقيقه، روبرت كيندي، مدعيا عاما عام 1960.
ويمنع هذا القانون أي رئيس من إعطاء وظيفة وزارية لقريب، ولكن لم يتضح ما إذا كان ذلك ينطبق على فريق العاملين في البيت الأبيض.
ويشير من يقولون إنّ القانون لا ينطبق على العاملين في البيت الأبيض إلى تعيين الرئيس السابق، بيل كلينتون، لزوجته هيلاري في منصب رئيسة برنامجه للرعاية الصحية عام 1993.