القدس - رويترز
قالتْ شرطة الاحتلال الإسرائيلي إنَّ شاحنة يقودها فلسطيني دَهَست مجموعة من الجنود الإسرائيليين في متنزه شهير بالقدس، أمس الأحد؛ مما أسفر عن مقتل أربعة وإصابة نحو 15 آخرين في هجوم متعمد.
وعرفتْ شرطة الاحتلال السائق بأنه فلسطيني من القدس الشرقية، وقالت إنَّه قتل بالرصاص. وظهرت آثار طلقات رصاص على الزجاج الأمامي للشاحنة. وهذا هو أعنف هجوم ينفذه فلسطينيون في القدس منذ شهور. واستهدف الهجوم مجندين جددا لدى نزولهم من حافلة كانت تقلهم إلى متنزه أرمون هنتسيف المطل على البلدة القديمة في القدس. وقالت متحدثة باسم شرطة الاحتلال: "إنه هجوم إرهابي... هجوم بالدهس". مشيرة الى أن القتلى 3 نساء ورجل وجميعهم في العشرينات من العمر.
وقال أحد مسؤولي شرطة الاحتلال للصحفيين إنه لا يمكنه استبعاد أن الفلسطيني نفذ الهجوم مستلهما حادث الهجوم بشاحنة على سوق لعيد الميلاد في برلين، والذي أدى لمقتل 12 شخصا الشهر الماضي. وأضاف: "من المؤكد على الأرجح التأثر بمشاهدة التليفزيون، لكن من الصعب الدخول إلى رأس كل فرد لتحديد ما دفعه، لكن لا شك أن هذه الأشياء مؤثرة."
وبدأت موجة من الهجمات الفلسطينية التي شملت حوادث دهس في أكتوبر 2015. ورغم تراجعها بشكل كبير، إلا أنها لم تتوقف تماما. وأظهرت لقطات لكاميرا مراقبة أن الشاحنة أسرعت باتجاه الجنود وبعد فترة توقف شملت فيما يبدو عملية القتل عادت الشاحنة لتدهسهم.
وقال حارس أمن لتليفزيون القناة العاشرة الإسرائيلي: "في جزء من الثانية نظرت إلى يساري ورأيت ما أستطيع فقط بأن أصفها بشاحنة مسرعة جعلتني أطير". وأضاف: "كانت معجزة أن يبقى مسدسي معي. أطلقت النار على أحد الإطارات لكنني أدركت عدم جدوى ذلك لأن لديه إطارات كثيرة ولذا عدوت أمام مقصورة القيادة وعند زاوية ما أطلقت النار عليه وأفرغت خزنة مسدسي. عندما انتهيت من إطلاق النار صوّب بعض الطلاب المجندين أيضا أسلحتهم وبدأوا في إطلاق النار أيضا."
وأظهرت لقطات مصورة كثيرا من جنود الاحتلال وهم يفرون من موقع الحادث بينما كانت بنادقهم على أكتافهم. وقال عمال إنقاذ إن نحو 15 مصابا كانوا راقدين على الأرض بينما هرعت سيارات الإسعاف إلى موقع الحادث.
وأشادت حركة حماس الفلسطينية في قطاع غزة بهجوم أمس، وقال فوزي برهوم المتحدث باسم حماس: "تبارك حركة المقاومة الإسلامية عملية القدس البطولية والشجاعة والتي تأتي في سياق الرد الطبيعي على جرائم وانتهاكات الاحتلال الإسرائيلي بحق شعبنا". ومن ناحية أخرى، قال رئيس وزراء دولة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -في بيان صدر بعد الحادث- إن الفلسطيني قائد الشاحنة "كان مؤيدا على الأرجح لـ"داعش". وأضاف: "نعرف هوية المهاجم وبحسب كل المؤشرات هو مؤيد لتنظيم داعش أغلقنا جبل المكبر... الحي الذي جاء منه ونتخذ إجراءات أخرى لن أتحدث عنها بالتفصيل".