مستشفى صور المرجعي.. صرح طبي يوفر على المرضى عناء السفر للخارج

...
...
...

 

 

صور - حَمَد العلوي

يُواصِل مُستشفى صور المرجعي تقديم خدماته لأبناء محافظة الشرقية والمقيمين، منذ إنشائه في أكتوبر عام 2000م، ويضمُّ المستشفى بين جنباته عدداً من العيادات والأقسام التخصصية المزودة بخدمات متكاملة، إضافة إلى أجنحة التنويم بأقسامها المتعددة المعروفة، وأقسام العناية المركزة والعناية القلبية وعناية الأطفال وعناية الخدج والعمليات، وهو ما يعد صرحاً طبياً مهمًّا يوفر على المرضى عناء الذهاب إلى مسقط أو الخارج.

وفيما يخص أمراض الكلى، قال الدكتور مُحمَّد بن صالح الداودي مدير المستشفى: إنَّ القسم بدأ العمل منذ افتتاح المستشفى وتطورت خدماته بشكل كبير مع ازدياد عدد المرضى وللحاجة إلى تقديم مستوى راقٍ ومتطور من الخدمات. وفي هذا الصدد، هناك تعاون كبير من المديرية العامة للتنمية الاجتماعية؛ حيث إنَّ هناك عددًا كبيراً من فئة الضمان الاجتماعي، وهناك فئة من المرضى يتكبدون الكثير من الصعاب للحصول على الخدمة الطبية ممثلة في غسيل الكلى، ويأتون لإجراء الغسيل مرتين أو ثلاثة في الأسبوع، وما يُرافق ذلك من حاجة لتوفير وسيلة النفل والدواء، وهو ما يحتم علينا التعاون مع دائرة متخصصة كدائرة التنمية الاجتماعية؛ حيث يتم دعم المرضى ماديا ومعنويا، وهناك جُهود كبيرة تبذل في هذا السياق من قبل وزارة الصحة والجهات الحكومية المعنية والجمعيات الخيرية والأفراد الداعمين حتى ينعم المواطن والمقيم بحياة هانئة كريمة وفي أتم الصحة وكمال العافية.

وبدوره، يُؤكِّد الدكتور طارق زيان رئيس قسم أمراض الكلى بمستشفى صور المرجعي، أنَّ مستشفى صور المرجعي يسعى إلى أن تكون وحدة الكلى مواكبة للمواصفات العالمية من حيث المساحة والتقسيم؛ وذلك بأن نخصص قسماً للرجال وآخر للنساء، كما نأمل أن نتمكن من إنشاء قاعة مخصصة لمرضى فيروس سي وبي.. مشيرًا إلى أنَّ الفشل الكلوي من الأمراض المزمنة، ويعرف على أنه اعتلال في وظائف الكلى نتيجة تلف الأنسجة المكونة للكلى، وكلما كان تشخيص الإصابة مبكرا كانت فرصة العلاج أقوى، وفي هذا السياق لابد من إيضاح الفرق بين الفشل الكلوى الحاد والمزمن؛ فالأول إصابة يمكن علاج الكلى منها تماما، أما في الفشل الكلوي المزمن من الصعب استعادة الكلي لوظائفها، ويتم تحديد الإصابة بالفشل الكلوى الحاد من خلال التشخيص المرضي والأعراض والعلامات والتغييرات الإكلينيكية والكيميائية وهي تختلف من يوم لآخر، وإذا لم يشخص ويعالج فى الوقت المناسب قد يؤدى إلى الوفاة. أما الفشل الكلوي المزمن فهو فى الغالب مرض صامت وإصابته مزمنة وأكثر ما يشعر به المريض هو تعب ووهن لمدة طويلة، ولا تظهر علامات المرض إلا فى الحالات المتقدمة، وتتمثل أهم الأعراض في الشعور بالإرهاق مع أقل مجهود، قلة الشهية للطعام، صعوبة التنفس، كثرة التبول، الضعف الجنسى، الحكة، التورم العام، فقر الدم ضغط الدم المرتفع، الالتهابات العصبية الطرفية واضطرابات الوعي، هشاشة ولين العظام. والمشكله الفعلية لهذه الحالات أنه قد لا تظهر أعراض نهائيها حتى الوصول للفشل الكلوي النهائي.

ويضيف بأنَّ تشخيص مرض الفشل الكلوى المزمن يكون من خلال إجراء فحوصات بالدم للكشف عن وجود أى تغيرات الكيميائية: مثل ارتفاع الكرياتيين والبولينا فى الدم وتراكم الأملاح والشوارد بالدم والخلل فى تركيزها، وتتجمع السموم بالدم بسبب عدم قدرة الكلى على إخراجها، إضافة إلى فحوص الأشعة التى تثبت ضمور الكليتين وإصابتهما بالتليف.

أما عن إستراتيجية علاج الفشل الكلوى، فقال إنَّها تتم على 3 محاور رئيسية؛ وهى: العلاج الغذائى مع بعض العقاقير، وتسمى بالطريقة المحافظة والديلزة الدائمة (غسيل الكلى) بنوعيها: الدموي والبريتوني وزراعة الكلى.

ورداً على سؤال حول كيفية تجنب الإصابة بالقصور الكلوى، قال: ارتفاع السكر بالدم والإصابة بضغط الدم يمثلان بالفعل أهم أسباب الإصابة بالقصور الكلوى؛ لذلك يجب على الأشخاص المصابين بهما اتباع التعليمات الآتية لمنع حدوث القصور الكلوى أو لتقليل معدل التدهور فى وظائف الكلى ويجب المحافظة على نسبة السكر بالدم بصورة منتظمة مع المحافظة على نسبة السكر التراكمى (HBA1c) فى المعدل المثالى (أقل من 7) ويجب متابعة قياس ضغط الدم والمحافظة عليه في معدلاته الطبيعية من خلال المتابعة الطبية الدورية وإجراء تحليل البول بصورة منتظمة ومتابعة نسبة الزلال والخلايا الصديدية بالبول، وأخذ العلاج المناسب بواسطة الطبيب المختص فى حالة الإصابة بها وينصح مرضى القصور الكلوى المصاحب لمرض السكر بالحذر عند استخدام المسكنات، وألا يكون ذلك إلا من خلال طبيب مختص فى أمراض الكلى، من أجل تحديد نوعية المسكنات الأمنة للمريض، وتحديد الجرعة المناسبة لها وينصح المرضى كبار السن والمرضى المصابون بالقصور الكلوى المصاحب لمرض السكر بالحذر، وأخذ الاحتياطات اللازمة عند إجراء بعض الإشعات والفحوصات الطبية باستخدام الصبغات التى تؤخذ عن طريق الوريد، وينصح تجنبها تماما فى حال وجود بديل ووسيلة تشخيصية أخرى، كما يجب مراجعة طبيب الكلى أولا فى حال الاضطرار لمثل هذه الإجراءات من أجل تحضير المريض ومراجعة الأدوية التى يحصل عليها، وتحديد نوع الصبغة التى يفضل استخدامها والحفاظ على النظام الغذائى والذى يجب تقييمه وإجراؤه بواسطة أخصائى التغذية، ويعتمد ذلك على وزن المريض والفحوصات الخاصة والمرحلة المرضية لكل مريض على حدة وتشجيع المرضى على ممارسة الرياضة وتحسين نمط الحياة.

ويوجِّه نصائح عامة لمرضى غسيل الكلي؛ منها أنَّ الغسيل لا يقل عن 4 ساعات و3 مرات أسبوعيا ومتابعة الوزن قبل وبعد جلسة الغسيل ومنع تراكم أي سموم وعند الإحساس بأي آلام في العظام مثل الظهر أو الركبتين يجب إجراء تحليل (كالسيوم-فوسفور-الغدة الجاردرقية) لمعرفة السبب، ولعلاج آلام العظام والغدة جاردرقية لمريض غسيل الكلى والمتابعة الدورية لتحليل الهيموجلوبين والحديد للسيطرة علي الأنيميا إذا حدثت ومرضى غسيل الكلى يحتاجون لبروتين بكميات أكبر لبناء الأنسجة والصحة العامة؛ لأنَّ قلة البروتين تسبب ضعفا في العضلات ووهنا بالجسم، إضافة إلى تحليل البولينا والكرياتنين قبل وبعد الغسيل مرة شهريا من أجل معرفة كفاءة الغسيل، وإذا وجدت مشكلة يجب أن تُتخذ الإجراءات اللازمة، كما يجب التعامل مع اﻷدوية بحرص مثل المسكنات أو المضادات الحيوية أو أدوية الأعصاب والتي قد تؤدي لمشاكل كبيرة، إضافة إلى المحافظة على كمية السوائل لمريض الغسيل عن طريق الإقلال من الملح في الطعام لتقليل الشعور بالعطش والملح الطبي أو كلوريد البوتاسيوم ممنوع استخدامه لمرضي الكلى، والالتزام بتناول دوائك اليومي مثل (ضغط-سكر-كالسيوم-ون ألفا…إلخ) وأثناء وبعد جلسة الغسيل عدم الجلوس أو الوقوف بشكل مفاجئ حتي لا يحدث مشاكل للإبر أو تتعرض لدوخة أو هبوط، ويفضل القيام بذلك بشكل تدريجي وعند الإحساس بأي أعراض أثناء الجلسة مثل الهبوط أو صداع أو شد عضلي أو أي شيء أبلغ الطبيب المرافق فورا لعمل اللازم حتي لا يتطور الأمر.

 

خدمة وحدة الكلى

وأضاف الدكتور طارق زيان: لدينا عيادات خارجية لأمراض وزراعة الكلى بمستشفى صور المرجعي ومركز السكرى، ونأمل في الفترة المقبلة أن نتمكن من إضافة خدمات جديدة كتركيب القساطر الدموية لمرضى الفشل الكلوي وخدمة أخذ عينات الكلى من مرضى القصور الكلوي المصاحب والأمراض المناعية؛ وبذلك موفر على المريض عناء السفر إلى مسقط، وقد وفَّرنا مُؤخراً خدمة الاستصفاء الدموي البطيء المستمر وفصل البلازما الحرجة بالعناية المركزة.

ويقول الدكتور عمرو عاطف من وحدة الكلى بمستشفى صور المرجعي: نواجه بعض المشاكل فيما يتعلق بتقبل المريض للغسيل وأخذ الأدوية بانتظام؛ ففي جلسة الغسيل يعطى المريض الأدوية المناسبة، وهناك أدوية يأخذها إلى منزله ويتم مراجعتنا شهريا، ولهذا نطالب المريض ومن يقوم بخدمته بتنفيذ تعليمات الطبيب المعالج بدقة عالية.

تعليق عبر الفيس بوك