86 مريضا يواظبون على الغسيل و7 حالات غسيل بروتيني و10 على قائمة الانتظار

"وحدة غسيل الكلى" بمستشفى عبري.. العمل حتى الفجر لراحة المرضى

...
...
...
...
...
...
...

 

 

 

عبري - ناصر العبري

حقَّقَ القطاعُ الصحيُّ في السلطنة في ظلِّ حكومة حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- وخلال الستة والأربعين عاماً الماضية، إنجازات مشهودة تمثَّلتْ في توفير كافة خدمات الرعاية الصحية الأساسية للمواطن العماني والمقيم، وكان لهذا التطور انعكاس إيجابي على جميع المؤشرات الصحية التي بمقتضاها أصبحتْ السلطنة تُصنَّف حالياً ضمن الدول المتقدِّمة في مجال تقديم الخدمات الصحية على مستوى العالم.

ويُعدُّ مستشفى عبري أحد هذه الإنجازات الصحية؛ حيث يُوْجَد عدد من العيادات التخصصية؛ منها: عيادة الأطفال، وعيادة العظام، وعيادة أمراض النساء والولادة، وعيادة أمراض الكلى، وعيادة الجراحة العامة، وعيادة الأمراض الباطنية، وعيادة الأسنان، وعيادة الأنف والأذن والحنجرة، وعيادة الطب النفسي، وعيادة أمراض القلب، وعيادة العيون، كما تمَّ تدشين خدمة جراحة مناظير الركبة والتي تُعتبر إضافة لخدمات المستشفى المستحدثة، وهذه الخدمة تخدم المرضى بولايات عبري وينقل وضنك، كما تمَّ تدشين خدمة منظار الجهاز التنفسي وهي إضافة جديدة أيضا.

وتعدُّ وحدة الغسيل الكلوي بمستشفى عبري إنجازًا أضيف للإنجازات السابقة، وتوجد بها الأجهزة الحديثة والمتطورة، التي تُسهِّل عملية الغسيل، إضافة إلى الأطباء العمانيين الأكفاء والكوادر التمريضية المتخصصة في التعامل مع أجهزة الغسيل الكلوي.

د. سليمة بنت عوض بن خميس العلوية إخصائية كُلى، رَوَتْ أنَّ وحدة الغسيل كانت في البداية تستوعب 4 أسرَّة فقط، ولكن مع زيادة عدد المرضى تم مضاعفة العدد ، وفي الوقت الحالي لدينا 86 مريضا يواظبون على الغسيل الدموي، ولدينا حوالي 7 مرضى غسيل بروتيني، و10 يحتاجون لبدء الغسيل في المستقبل القريب. وفي هذا الصدد، يجب أن نشكر وزارة الصحة على إنشاء المبنى الجديد الذي سيفتتح قريباً، ليحل الكثير من المشاكل التي نواجهها مع المرضى لأننا نواصل الغسيل الى ما يقارب الثالثة فجرا.

وأضافت: وجود الدكتور حمود الشبنوتي إخصائي الأوعية الدموية يُساعدنا الآن في الحالات غير المستعصية، ويجري العملية هنا في مستشفى عبري بدلًا من ذهاب المريض إلى المستشفى السلطاني. ومع بدء الغسيل البروتيني هنا في مستشفى عبري يقوم الطبيب الجراح بمساعدتنا.

وعن أعداد الطاقم الطبي الموجودين في الوحدة، قالت العلوية: كان لدينا طبيبان في البداية فقط والآن نحن خمسة، والوضع يسير على ما يرام بحيث نقوم بتنسيق العمل فيما بيننا من حيث المناوبات، إلا أنَّ لدينا نقصًا في الكادر التمريضي المؤهل، ومع زيادة عدد المرضى نضطر لإنهاء العمل في أوقات متأخرة، وكذلك يوم الجمعة، لذلك الوحدة بحاجة ماسة لزيادة عدد الطاقم التمريضي.

وأشارت إلى أنَّ وحدة الغسيل الكلوي تقدم خدمات أخرى؛ منها: نقل المرضى من أماكن سكناهم إلى المستشفى، وبعد عملية الغسيل نقوم أيضا بتوصيلهم إلى منازلهم البعض منهم من ولاية ينقل والبعض من قرى بعيدة. كذلك نقدِّم لهم النصائح الطبية والغذائية، كذلك تقديم التحصينات اللازمة التي يحتاجها مريض الفشل.

وتنصحُ الدكتورة العلوية المرضى بعدم تناول أي أدوية عشوائية ومراجعة الطبيب واتباع النصائح والإرشادات، ونحن كأطباء لا نعلم طبيعة تلك الأعشاب ومكوناتها ومن الممكن أن تؤثر على المرضى سلبا، وفعلا واجهنا مثل تلك الحالات وأدت للوفاة. ونتمنى أن يكون هناك وعي مع أهل المريض المصاب بالفشل الكلوي لأن أفضل علاج للفشل الكلوي هو التبرع بالكلى حتى يقدر أن يعيش المريض حياته، ويمارس كل أنشطته اليومية، وإذا تعذر الحصول على متبرع، فعلى المريض عدم الذهاب الخارج السلطنة لزراعة الكلى لأن هناك تتواجد أماكن غير مهيأة لزراعة الكلى، وعليه أن ينتظم في الغسيل ويتبع النظام الغذائي وأخذ الأدوية بانتظام.

والتقتْ "الرُّؤية" داخل وحدة الغسيل الكلوي مع المريض حمد بن حامد بن حمد العلوي من ولاية ينقل؛ والذي قال إنه مُصاب بالفشل الكلوي منذ عام 2014م، ويجد كل التعاون والتسهيلات من الأطباء والممرضين داخل وحدة الغسيل الكلوي، كما شكر وزارة الصحة -متمثلة في مستشفى عبري، ووحدة الغسيل الكلوي- على الرعاية والنصائح الإرشادية والغذائية التي تقدَّم له من قبل الطاقم الطبي والممرضين. وقال العلوي: أنا من سكان ولاية ينقل، وفي كل موعد غسيل تأتي إليَّ سيارة إسعاف وتنقلني إلى مستشفى عبري، وبعد الانتهاء من عملية الغسيل تعيدني مرة أخرى إلى منزلي في ينقل، وتتم هذه العملية ثلاث مرات في الأسبوع الواحد .

أمَّا أحمد بن ناصر بن علي الكلباني رئيس قسم العلاقات العامة وخدمات المرضى، فقال: يتم نقل المرضى من المنزل إلى المستشفى 3 مرات في الأسبوع لكل مريض ذهابا وإيابا، وعند وصول المريض الصباح يبدأ الغسيل الساعة السابعة صباحا إلى الساعة الثانية عشرة مساء، ويتم تغيير كل الوصلات في وحدة غسيل الكلى والسائل والمحلول الموجود في الجهاز، مع تقديم وجبة الإفطار والغداء، فمريض الفشل الكلوي بحاجة لعناية خاصة.

وبدوره، قال الشيخ عبدالله بن حمد الدرعي عضو المجلس البلدي ممثل ولاية عبري: إنَّ الحكومة الرشيدة ووزارة الصحة تولي الاهتمام الكبير والرعاية الكاملة لمرضى الفشل الكلوي من حيث إنشاء وحدات للغسيل الكلوي في مختلف محافظات السلطنة، وفي هذا السياق يجب توجيه الشكر إلى إدارة مستشفى عبري والطاقم الطبي والتمريضي في وحدة غسيل الكلى، على الدور الذي يقومون به في خدمة مرضى الفشل الكلوي، فهم أشبه بالجنود المجهولين يعملون ليل نهار بكل إخلاص لخدمة هذه الشريحة من المجتمع.

تعليق عبر الفيس بوك