برنامج "عين على عمان"

 

 

خلفان الطوقي

 

اقترحت قبل عدة أشهر وجود مظلة ترويجية إعلامية موحدة تروج لأنشطتنا الاقتصادية والسياحية، واكتملت سعادتي عندما علمت بتوقيع شركة (أساس) لمذكرة تمويل البرنامج التلفزيوني"عين على عمان" الذي سوف يبدأ بثه اليوم  اﻷحد 8 يناير2017م، في القناة العالمية (CNBC) القسم العربي، وسيكون بثه أسبوعيًا، وسيُعاد مرتين في الأسبوع، علماً بأنَّ هناك عناوين تحمل أسماء بعض الدول العربية مثل اﻹمارات وقطر والكويت ومصر والسعودية وغيرها.

 

فكرة البرنامج تتشابه مع البرنامج التلفزيوني المحلي الأسبوعي (عمان في أسبوع) ، لكنه برنامج إقليمي يُركز على اﻷنشطة الاقتصادية والسياحية، ويستهدف المستثمرين والتجار وعشاق اﻷخبار الاقتصادية من كافة الدول العربية، ويتابع هذه القناة آلاف المُتابعين والمُهتمين بالشأن الاقتصادي، وتبث في كافة الدول العربية ومُعظم الفنادق والمنتجعات ذات الفئة الخامسة والرابعة وحتى ذات الفئة الثالثة.

 

توقيع هذا العقد التجاري بين شركة أساس وقناة عالمية بهذا الجحم ومتخصصة مهم جداً وإن تأخر كثيرًا، وأهميته تمكن في عدة نقاط منها الترويج للسلطنة اقتصادياً وسياحياً بوجه عام من خلال قناة متخصصة وتحمل مصداقية فيما تنشر وتبث، أضف إلى ذلك خروج السلطنة من التقوقع المحلي إلى نطاق واسع وجهمور إقليمي منتقى بدقة، وخلق قناة ترويجية غير تقليدية تتجمع من خلالها اﻷنشطة الاقتصادية في السلطنة لتكون في قالب دولي تحت مظلة واحدة لتصل للمشاهد العربي وخاصة الفئة المستهدفة من مُتخذي القرارات والمستثمرين، كما ستمكن الاتفاقية رجال وصاحبات اﻷعمال من الترويج لأنشطتهم ومشاريعهم التجارية على نطاق أوسع مقارنة بما سبق، وتدعم حضور اسم السلطنة بين المتنافسين من دول عربية أخرى.

 

ولكي ينجح هذا البرنامج التلفزيوني في تسليط الضوء على السلطنة وشركاتها بالصورة المشرفة، فلابد لأصحاب العلاقة أن يتفاعلوا مع إدارة هذا البرنامج خاصة مُتخذي القرارات والجهات الحكومية المعنية بالتجارة والاستثمار في السلطنة وتجارها والمشرعين القانونيين وخاصة في الجانب التجاري، والمبادرة للتواصل معها لإبراز كل ما يكشف النقاب عن وجه عمان الحضاري، إضافة إلى ضرورة تفاعل الصناديق والشركات الحكومية، باﻹضافة إلى الشركات الخاصة والصناديق الاستثمارية، كما يجب خروج بعض المسؤولين من دائرة كتم المعلومة وإجراء الحوارات وإثراء النقاشات.

وبما أننا خرجنا للترويج للسلطنة خارجياً ومن خلال قناة يتابعها أكثر من 50 مليون مشاهد على مستوى العالم، ولنعكس صحة ما يُبث عن عُمان في هذه القناة، فكان لابد من سرعة تنظيم بعض التشريعات والقوانين التجارية التي تخص الاستثمار الخارجي لتعكس مصداقية ما يبث عن السلطنة، فلا يكفي الترويج الشكلي ما لم يصاحبه جوهر حقيقي.

 

هذه المبادرة أراها بداية الغيث لتغيير إيجابي مرتقب ولمُبادرات دولية تتناسب مع مكانة عمان الحضارية وموقعها الاستراتيجي، وأرى أنها ستفتح آفاقاً أرحب لعُمان خاصة للمترددين والمتخوفين من الخروج من عباءة التقوقع المحلي، وتمتد فوائدها لفك عقدة بعض القوانين الجامدة والمعرقلة لجذب استثمارات خارجية مباشرة، وبما أننا  نسعى للترويج للسلطنة، فإما أن نكون أعضاء نشيطين في المنظومة الدولية من حيث التشريعات التنافسية الانفتاحية لتنويع مصادرالدخل، أو أن نُبرر أن ما وصلنا إليه أفضل ما يمكن أن نصل إليه، والخيار لنا.