العثرات المالية للأندية تحد من الانتقالات الشتوية.. والسويق "لغز محير"

مسقط – وليد الخفيف

تسببت الأوضاع المالية المُتعثرة للأندية في التقليل من حراك الانتقالات الشتوية هذا الموسم، والتي جاءت ضعيفة مقارنة بنظيرتها في الموسم الماضي،إذ كان لتراكم الديون وتأخر استلام الدعم أثره السلبي على بورصة الانتقالات التي شهدت أرقامًا خجولة وركودًا ملحوظًا، تزامنًا مع عوائد استثمارية ضعيفة جراء استثمار بدائي لم يرق لحد الطموح فالمشاريع الضخمة التي أزيح عنها الستار ووضع المسؤولون حجر أساسها لم تر النور بعد، ومازالت رسم جميل على ورق.

الحالة السابقة منحت الأندية التي يمتلك داعموها ومحبوها الإمكانيات المادية فرصة فرض السيطرة والهيمنة، لتستفيد من ضم الأسماء اللامعة بعروض أسالت اللعاب.

ويعد السويق وظفار أبرز من سعوا لتعزيز صفوفهما خلال فترة الانتقالات الشتوية التي تتزامن مع توقف طويل للمسابقة من أجل عيون المنتخب العسكري الذي بات على مشارف المونديال في الخامس عشر من الشهر الجاري غير عابئين بالديون أو ضعف الموازنة أو شح الموارد لاسيما وأن السويق يعاني من هذا الجانب غير أنَّ منح وعطايا محبيهم كانت وراء إنجاح معظم المفاوضات، فالسويق المتعثر في المسابقة يبحث في الدور الثاني عن مكان مع أهل القمة ليصالح جماهيره من جهة ويمحو آثار النتائج غير المرضية خلال منافسات الدور الأول من جهة أخرى، فبطل الثلاثية التاريخية يقبع في القاع محتلا المركز الحادي عشر برصيد 13 نقطة فقط جمع إياهم من فوزين يتيمين وسبع تعادلات وخمس خسائر مدوية، لذا سعت الإدارة جاهدة لتصحيح الأخطاء وتعزيز الصفوف ولعل انضمام حسين الحضري في صفقة قد تكون الأغلى دللت على صدق تلك المساعي الإدارية تزامناً مع التعاقد مع الإيراني ميلاد.

ووصف مراقبون فريق السويق باللغز، فالنتائج التي حققها لا تتفق مع الأسماء التي تزخر بها صفوفه ولا مع إمكانيات مدربه المخضرم حكيم شاكر الذي أتى من بلاد الرافدين لتعديل المسار وهو الثالث بعد المغربي عبد الرزاق خيري والوطني علي الخنبشي.

أما ظفار فنجح في الاستفادة بخدمات أدمير العقل المدبر وحامل أختام صحار، ليعزز الفريق منظومته الهجومية الزاخرة من البداية بكتيبة من الدوليين.

ويعتقد عدد من المحللين أن ظفار بحاجة إلى توليفة متجانسة أكثر من حاجته لأسماء جديدة، فما يمتلكه كافٍ لتحقيق ما جاء علي الرواس من أجله .

أما نادي صحم فنجح في استعادة لاعبه محسن جوهر من نادي النصر بعدما أبدى اللاعب رغبته في العودة لدياره تزامنًا مع موافقة من رئيس نادي النصر نظير مبلغ عشرة آلاف ريال كما ذكرت مصادر لـ (الرؤية)، ويسعى الموج الأزرق لتعزيز صفوفه من أجل الحفاظ على لقب الكأس الغالية تزامناً مع إعلان الإدارة عزمها على خوض منافسات كأس الاتحاد الآسيوي من أجل المنافسة رافضين أن يكونوا ضيوف شرف على المسابقة القارية الثانية.

ونجح مسقط – المُتعثر في دوري المحترفين – في التعاقد مع الكرواتي فيدران قادماً من نادي السويق، إذ يبحث الفارس الذي يقوده المدرب الوطني محسن درويش عن بداية مغايرة تمنحه طوق النجاة من شبح الهبوط، واحتلال مكان آمن في جدول الترتيب بعيداً عن صراع القاع وأخطاره في سيناريو مكرر للموسم الماضي.

وعين الشباب – بطل الشتاء -  مدرب صور السابق سالم سلطان بعد رحيل وليد السعدي المدرب المساعد لفيربيك، ويضع الفريق حالياً مهاجمين تحت التجربة منهما لوكاس لاعبه السابق الذي يبدو الأقرب للانضمام للصقور الجارحة التي أفصحت بجلاء عن قدرتها على انتزاع اللقب شريطة الاستمرار على نفس النهج المكلل بالنجاح.

وينتظر السوداني التاج محجوب تحدٍ كبير مع نادي فنجاء الذي يبتعد عن الشباب المتصدر بعشر نقاط كاملة، بيد أنَّ الجهود الإدارية التي تقوم بها لجنة تسيير الأعمال نجحت لحد كبير في الحفاظ على قوام الفريق في انتظار الانتخابات التي ستعقد في الرابع عشر من الشهر الجاري ومن المُقرر خلالها تزكية أحمد الهدابي رئيسًا للنادي لاستكمال مسيرة حامل اللقب الذي ودع الكأس مبكرًا .

ومن المنطقي أن ينجح الجانب الأكبر من تلك الصفقات بعدما أضحت كل الأجهزة الفنية على قناعة تامة بحاجتها من اللاعبين المحليين أو الأجانب فكشف الدور الأول النقاب عن المستوى الحقيقي للجميع وباتت نقاط القوة والضعف واضحة للعيان، الأمر الذي ترجم على أرض الواقع عبر استغناء عدد من الأندية عن محترفيهم وعدد آخر من لاعبيهم المحليين في مسعى لإتاحة الفرصة لتعزيز الصفوف بأسماء أخرى تستطيع أن تحقق النقلة النوعية المرادة في الدور الثاني الذي من المتوقع أن يكون محتدمًا شرسًا حتى امتاره الأخيرة بحكم صراع منطقي بين أندية القمة والقاع.

تعليق عبر الفيس بوك