طاقة مُتجدِّدة (7)

 

 

أحمد الشكيلي *

alshukaili@irecoman.com

المجال المغناطيسي في نظري واحدٌ من أقوى التقنيات للحصول على الطاقة الكهربائية، والى الآن لم نكتشف العديد من الخصائص التي من الممكن أن نستخدمها لتوليد الكهرباء من خلال المجال المغناطيسي؛ حيث إنَّ العالم مُتَّجه إلى توليد الكهرباء من خلال الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بكثرة؛ وذلك بسبب قلة التكلفة لهاتين التقنيتين بخلاف التقنيات الأخرى، وسأتناول في هذا المقال المجال المغناطيسي بشكل خاص.

المغناطيس كتعريف هو أيِّ مادة تستطيع أن تولد حقلا مغناطيسيا وتجذب المواد الممغنطة إليها، والكرة الأرضية كما نعلم تحتوي على مجالين في كل قطب: المجال السالب والمجال الموجب، ومن خلال هذه الأقطاب يتولد مجال مغناطيسي من خلاله يمكن الاتجاه في العالم حيثما كنا.

وحجر المغناطيس هو معدن منتشر في الطبيعة ومعروف منذ القدم ومكون أولي من الصخور النارية، وقد كتب علماء المسلمين منذ القدم عن المغناطيس على سبيل المثال كتاب "الجماهر في معرفة الجواهر" للبيروني، الذي خصص فصلا كاملا عن المغناطيس. وبيَّن العلماء المسلمون أنَّ حجر المغناطيس يجذب برادة الحديد حتى لو كان هناك فاصل بينهما. وأيضا استُخدم المغناطيس بالطب قديما؛ فقد استُخدم لإزالة البلغم مع التشنج، وأشار الأطباء المسلمون إلى أنه إذا أمسك المريض حجر المغناطيس زالت التقلصات العضلية من أطرافه. وذكروا أنَّ حجر المغناطيس يُسكِّن أوجاع المفاصل والنقرس إذا وُضِع بعد دعكه بالخل فوق مواضع الألم، وفي تخليص الجسم من قطع الحديد التي تدخل فيه بطريق الخطأ، وذلك بتمرير المغناطيس فوق جسم المصاب.

ولقد وصل العلم الحديث إلى تطوُّر كبير؛ فقد قامت اليابان بعمل قطار وأسموه "ماغليف" لنقل الركاب؛ حيث وصلت سرعة القطار خلال الرحلة التجريبية إلى 603 كيلومترات/ساعة؛ أي ما يُعادل نصف سرعة الصوت تقريبا، والقطار يسير على عُلو 10 سم فوق مساراته والمميز في هذا القطار أنَّه يعمل ويندفع بقوه المغناطيس بسبب المجال الناتج بين المغناطيس المركب في العربات والمغناطيس المركب في القضبان، وهذا ما يمده بتلك السرعة الفائقة.

وكما أسلفنا، إذا استطعنا أن نجعل القطار يسير على علو 10 سم، فما المانع من إنتاج سيارات أيضا تعمل بنفس الآلية المتبعة للعامة؛ وذلك لتقريب المسافات من خلال السرعة المستخدمة في التقنيات الميكانية الحالية إلى تقنيات فائقة السرعة عن طريق المجال المغناطيسي.

كما أنَّه من الممكن أيضا توليد مجال كهربائي من خلال المجال المغناطيسي عن طريق التجاذب أو التنافر بين أطراف المغناطيس، وكما هو معلوم لدى الكثير منا فإنِّ هناك قطبين لكل مغناطيس الموجب والسالب؛ مما يولد من خلاله التجاذب في الأطراف المختلفة والتنافر في الأطراف المتشابهة، ومن خلال قوة الجذب أو التنافر يمكننا الحصول على طاقة كهربائية دائمة بدون توقف عند وجود المجال المغناطيسي.

 

* رئيس مجلس إدارة الشركة العالمية للطاقة المتجددة

تعليق عبر الفيس بوك