موسكو تصف إمداد أمريكا المعارضة بالسلاح بأنه عمل عدائي

روسيا ترعى محادثات بين الحكومة السورية والمعارضة.. والجيش يصعّد حملته لاستعادة وادٍ إستراتيجي

 

 

عواصم – رويترز

نقلت وكالة إنترفاكس الروسية للأنباء عن وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف قوله أمس إنّ الحكومة السورية تجري محادثات مع المعارضة قبيل اجتماع أوسع نطاقا محتمل في استانة بقازاخستان.  ولم يذكر لافروف أين تجرى المحادثات الراهنة ولم يتضح أيّ الجماعات المعارضة تشارك فيها.

وقالت الهيئة العليا للمفاوضات بالمعارضة السورية التي تضم معارضين سياسيين وجماعات مسلحة معارضة للرئيس بشار الأسد لرويترز إنها لا علم لها بالمحادثات. وقال جورج صبرا عضو الهيئة "لا علم لنا بوجود اتصالات بين المعارضة والنظام السوري. بالتأكيد ليس لنا علاقة بهذا الموضوع."

وتضم الهيئة جماعات مسلحة تُحارب الأسد تحت لواء الجيش السوري الحُر وشاركت في محاولة فاشلة لتدشين محادثات للسلام في وقت سابق هذا العام. وتشكلت الهيئة في السعودية بدعم من الرياض في ديسمبر 2015.

وقالت روسيا وإيران وتركيا الأسبوع الماضي إنها مستعدة للمساعدة في التوصل إلى اتفاق سلام بعد أن أجرت الدول الثلاث محادثات في موسكو حيث تبنت إعلانا يحدد المبادئ التي يتعين أن يتضمنها أي اتفاق يتم التوصل إليه.

وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قال إنّ روسيا وإيران وتركيا والرئيس السوري بشار الأسد اتفقوا على أن تكون عاصمة قازاخستان مكاناً لمفاوضات سورية جديدة.

وقالت وزارة الخارجية الروسية إن لافروف أجرى اتصالاً هاتفياً مع نظيره التركي يوم الثلاثاء واتفقا على العمل من أجل التوصل إلى وقف لإطلاق النار والتحضير لمحادثات أستانة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن مصدر دبلوماسي لم تكشف عن هويته قوله إن ممثلين عن الجيشين الروسي والتركي يجرون مشاورات مع المعارضة السورية في أنقرة بشأن كيفية إنجاح وقف محتمل لإطلاق النار على مستوى البلاد

وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان أمس إن أحد أبرز القياديين بتنظيم الدولة الإسلامية في سوريا قتل على الأرجح في معركة عندما تصدى المتشددون لتقدم قوى سورية تدعمها الولايات المتحدة صوب سد استراتيجي في شمال سوريا.

وقال رامي عبد الرحمن مدير المرصد السوري إن القائد الذي يعرف باسم أبو جندل الكويتي قتل لدى محاولة مقاتلي التنظيم المتشدد إخراج قوات سوريا الديمقراطية من قرية جعبر بعد أن انتزعت السيطرة عليها من المتشددين يوم الاثنين.

وفشل الهجوم المضاد الذي شنه التنظيم الليلة الماضية. وتضم قوات سوريا الديمقراطية التي تدعمها الولايات المتحدة مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية وقال عبد الرحمن إن القوات تقدمت لتصبح على مسافة خمسة كيلومترات من السد.

وقالت وزارة الخارجية الروسية في بيان إن وزيري خارجية روسيا وتركيا اتفقا خلال اتصال هاتفي أمس على السعي إلى وقف لإطلاق النار في سوريا والتحضير لمحادثات سلام محتملة من المزمع أن تجرى في أستانة عاصمة قازاخستان. وأضاف البيان أنه تم خلال الاتصال تأكيد "أهمية استكمال الاتفاق على معايير عملية لوقف الأعمال العسكرية (في سوريا) والتفرقة بين المعارضة المعتدلة والجماعات الإرهابية والتحضيرات للاجتماع في أستانة

وقالت روسيا أمس إن قرار الولايات المتحدة تخفيف بعض القيود على إمدادات الأسلحة لمقاتلي المعارضة السورية فتح الباب أمام تسليم صواريخ مضادة للطائرات تطلق من على الكتف وقالت إن ذلك يمثل تهديدا مباشرا للقوات الروسية الموجودة في سوريا. وبدأت موسكو العام الماضي حملة ضربات جوية في سوريا لدعم الرئيس بشار الأسد والقوات الحكومية في قتال قوات المعارضة التي تدعم الولايات المتحدة بعضها.

وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية إن تغيير السياسة وتخفيف بعض القيود عن إمدادات الأسلحة لمقاتلي المعارضة أُدرج في مشروع قانون أمريكي جديد للإنفاق الدفاعي وإن موسكو تعتبر هذه الخطوة عملا عدائيا.

واعتمد الرئيس باراك أوباما مشروع قانون الإنفاق الدفاعي السنوي في الأسبوع الماضي.

وقالت زاخاروفا في بيان "في إدارة باراك أوباما يجب أن يفهموا أن أي أسلحة يتم تسليمها سينتهي بها الأمر سريعا في أيدي المتشددين الذين تعمل معهم المعارضة "المعتدلة" منذ وقت طويل." وأضافت "مثل هذا القرار يهدد مباشرة القوات الجوية الروسية وغيرها من أفراد الجيش الروسي وسفارتنا في سوريا التي تعرضت للقصف أكثر من مرة. لذلك نعتبر هذه الخطوة عملا عدائيا."

واتهمت زاخاروفا إدارة أوباما بمحاولة "زرع لغم" في طريق إدارة الرئيس المنتخب دونالد ترامب المقبلة عن طريق محاولة إجبارها على مواصلة ما وصفته "باتجاه معادٍ لروسيا" من جانب واشنطن.

وميدانياً، قال مقاتلو معارضة وسكان أمس إن الجيش السوري صعد قصفه الجوي لواد تسيطر عليه المعارضة المسلحة شمال غربي دمشق في إطار هجوم بدأ الأسبوع الماضي لاستعادة السيطرة على المنطقة الاستراتيجية التي يسري فيها ينبوع رئيسي تستمد منه العاصمة معظم إمداداتها من المياه.  وأضافوا أن الجيش قصف عددا من البلدات في وادي بردى الذي يقع على بعد نحو 18 كيلومترا شمال غربي العاصمة في إطار هجوم كبير بدأه يوم الجمعة. وتابعوا أن الحرس الجمهوري وجماعة حزب الله اللبنانية يسيطران على الطرق المؤدية إلى البلدات في الوادي ومنحدرات الجبال المحيطة بالمنطقة.

 

تعليق عبر الفيس بوك