قصف وضربات جوية في حلب.. والأسد يدعو لمحادثات سلام

المعارضة السورية تقتل 68 من "داعش" قرب "الباب".. والحكومة تقطع المياه عن دمشق

 

 

 

أنقرة - رويترز

قالَ الجيشُ التركيُّ، أمس، إنَّ مُقاتلين من المعارضة السورية -تَدْعَمهم الطائرات الحربية التركية- قتلوا 68 مُتشددا من تنظيم الدولة الإسلامية في شمال سوريا، خلال الليل، فيما يتواصل القتال العنيف حول مدينة الباب. ويفرضُ مُقاتلون من المعارضة السورية مدعومون من قوات تركية حصارا على مدينة الباب الخاضعة لسيطرة الدولة الإسلامية منذ أسابيع في إطار عملية "درع الفرات" التي بدأتها تركيا قبل ما يقرب من أربعة أشهر لطرد المتشددين الإسلاميين والمقاتلين الأكراد من المنطقة المحاذية لحدودها مع سوريا.

واحتدمَ القتالُ حول الباب الأسبوع الماضي بمقتل جنود أتراك و138 متشددا في اشتباكات يوم الأربعاء؛ وذلك في أكثر الأيام دموية منذ بدء التوغل التركي في سوريا. وذكر الجيش -في بيان- أنَّه تمَّ "تحييد" 68 متشددا من الدولة الإسلامية في قتال وضربات جوية قرب الباب منذ ليل الجمعة. وأضاف الجيش بأنَّ 141 هدفا للدولة الإسلامية في المجمل قصفوا في الهجمات، وأنَّ مقرا عسكريا للتنظيم دمر. وقال إنَّ اثنين من مقاتلي المعارضة قتلا وأصيب ثالث.

وقال وزير الدفاع التركي فكري إشيق، إنَّه جَرَى تطهير المنطقة المحيطة بمستشفى استخدمته الدولة الإسلامية كمركز قيادة ومخزن للذخيرة من المتشددين؛ مما يمثل تقدما لمقاتلي المعارضة.

وفي تصريحات بإقليم قوجه إيلي قرب اسطنبول، أضاف إشيق بأنَّ السلطات لديها معلومات عن أسر الدولة الإسلامية لثلاثة جنود أتراك دون وجود المزيد من المعلومات المؤكدة. ونشرت الدولة الإسلامية في سوريا تسجيلا مصورا يوم الخميس زعمت أنه يظهر جنديين تركيين أسيرين يحرقان حتى الموت وفقا لما نقله موقع (سايت) المعني برصد أنشطة الجماعات المتشددة على الإنترنت ومقره الولايات المتحدة.

وعلى جانب آخر، قالت المؤسسة العامة لمياه الشرب والصرف الصحي في العاصمة السورية دمشق، إنَّها اضطرت لقطع إمدادات المياه عن العاصمة لعدة أيام بعد أن لوث مقاتلون من المعارضة المياه بالديزل.

وقالتْ -في بيان بموقعها على الإنترنت- إنَّ السلطات ستستخدم احتياطي المياه إلى أن تحل المشكلة. ويقع ينبوع الفيجة الذي يمد دمشق بالمياه في وادي بردى الخاضع لسيطرة المعارضة المسلحة شمال غربي العاصمة في منطقة جبلية قرب الحدود اللبنانية. وقال المرصد السوري لحقوق الإنسان إنَّ الحكومة تسيطر على معظم الأراضي المحيطة بالمنطقة، وإنها نفذت يوم الجمعة هجمات جوية وقصفت منطقة خاضعة لسيطرة المعارضة. وقال الإعلام الحربي التابع لجماعة حزب الله اللبنانية حليفة الحكومة السورية: إنَّ مُقاتلين من المعارضة في وادي بردى رفضوا مغادرة المنطقة، ونتيجة لذلك بدأ الجيش السوري هجوما ضدهم صباح الجمعة.

وقصف مقاتلو المعارضة السورية حلب مع استئناف الضربات الجوية حول المدينة، في حين قال الرئيس السوري بشار الأسد وحلفاؤه: إنَّ انسحابَ مُقاتلي المعارضة من المدينة قد يُمهِّد الطريق أمام التوصل لحل سياسي في البلاد.

وبعد الانسحاب الكامل لمسلحي المعارضة من آخر جيب كانوا يسيطرون عليه في المدينة، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان: إنَّ حوالي 10 قذائف أُطلقت على حي الحمدانية بجنوب غرب حلب. وقال المرصد إنَّ ستة أشخاص بينهم طفلان قتلوا، فيما قال التليفزيون السوري الرسمي إن ثلاثة أشخاص على الأقل لاقوا حتفهم. وقصف مقاتلو المعارضة الذين يسعون للإطاحة بالأسد المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة في حلب مرارا خلال الصراع المستمر منذ عام 2011. وكان الدمار في هذه المناطق من المدينة أقل بكثير من المناطق الشرقية التي كانت تحت سيطرة المعارضة حتى هذا الشهر.

واستؤنفت الضربات الجوية في المناطق التي تسيطر عليها المعارضة في الريف قرب حلب يوم الجمعة لأول مرة منذ نهاية عمليات الإجلاء. وأصابت ضربات جوية مناطق إلى الغرب والجنوب الغربي والجنوب من المدينة، ولم تتعرض هذه المناطق لضربات جوية منذ أسبوع على الأقل. ولم يذكر المرصد أي أنباء عن سقوط قتلى أو جرحى.

وبعد أشهر من القصف والضربات الجوية المكثفة في الأسابيع الأخيرة، تقدم الجيش السوري في المناطق الشرقية الخاضعة لسيطرة المعارضة في حلب، وتمَّ التوصل لاتفاق محلي لوقف إطلاق النار في 15 ديسمبر؛ مما أتاح مُغادرة المدنيين والمقاتلين فيما بعد. وغادر آخر مقاتل من المعارضة المدينة في وقت متأخر يوم الخميس إلى الريف الواقع غربي حلب. وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر إن نحو 35 ألف شخص أغلبهم مدنيون غادروا حلب.

وقال المرصدُ السوريُّ إنَّ الجيشَ السوريَّ وحلفاءه -وبينهم جماعة حزب الله اللبنانية- مشَّطوا المناطق التي انسحب منها مقاتلو المعارضة صباح يوم الجمعة لتطهيرها من الألغام...وغيرها من المخاطر. وبثَّ التليفزيون السوري لقطات من منطقة الأنصاري تظهر فيها شوارع خالية ومبان سكنية دمرتها الضربات الجوية.

وخلال المعركة الطويلة للسيطرة على حلب، تلقت القوات الموالية للأسد دعما من ضربات جوية روسية مكثفة ومن مسلحين مدعومين من إيران ومن مقاتلين من جماعة حزب الله اللبنانية. وشكر الأسد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على أنه كان الشريك الأساسي لسوريا في المعركة، وقال إنَّ السيطرة على المدينة فتح الباب أمام عملية سياسية.

وقال بوتين إنَّ رُوسيا وإيران وتركيا والأسد وافقوا على أن أستانة عاصمة قازاخستان يجب أن تكون المكان الذي يستضيف المفاوضات الجديدة للسلام، وقال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله: إنَّ هزيمة مُسلَّحي المعارضة في المدينة يُمكنها أن تمهد الطريق للتوصل لحل سياسي. وتدعم تركيا مقاتلين معارضين للأسد ولتنظيم الدولة الإسلامية.

تعليق عبر الفيس بوك

الأكثر قراءة