خسائر انهيارات بيوت العبريين.. لازال العرض مستمراً

...
...
...
...
...
...
...

 

الحمراء - سعيد الهنائي  

 

يومًا بعد يوم تتداعى البيوت والمنازل التاريخية والتراثية في مسفاة العبريين بولاية الحمراء في محافظة الداخلية، وتتساقط الواحد تلو الآخر؛ الأمر الذي يعني تزايد الخسارة بواحد من أهم المواقع والوجهات على الخريطة السياحية في محافظة الداخلية والسلطنة، ناهيك عن فقدان القيمة التراثية والتاريخية لهذه الكنوز التي بقيت شاهدا من شواهد الحضارة العمانية وقصة من قصص إبداع الإنسان العماني في التعامل مع ظروف الطبيعة وتحديات المكان والزمان، كما أن انهيار بيوت مسفاة العبريين الأثرية يشكل ظاهرة خطيرة قد تدفع بالسياح إلى عدم التوجه إلى هذه القرية ذات الجمال الطبيعي الآخاذ نظرا لما يشكله ذلك من خطورة على مرتادي القرية، إضافة إلى خطورة تلك الانهيارات على حركة الأهالي لا سيما وأن الطرق المؤدية إلى بساتين النخيل والمناطق الزراعية والمواقع السياحية في هذه البلدة الجميلة تمر تحت أسقف منازل الحارة القديمة والتي خلت غالبيتها من السكان وباتت متروكة لعوامل الطبيعة التي أثرت فيها كثيرا وبدأت كثيرا من المنازل وكان آخرها البيت الذي يسمى (بيت البيتين) ذو الطوابق المتعددة والذي يتجاوز عمره أكثر من مائتي عام، حيث انهار هذا المنزل الجميل الرائع في هندسته ومعماره منذ نحو خمسة أشهر وسدت مخلفات الانهيار الطرق وتسبب ذلك في تلف بعض أشجار النخيل والمزروعات وأعطى صورة سلبية للغاية للزوار.

صاحب بيت البيتين صالح بن عيسى بن سالم العبري أكد للرؤية أهمية المحافظة على هذه الكنوز التاريخية مشيرًا إلى صعوبة ترميمها بالنسبة للملاك لارتفاع التكلفة، وقال إنّه تقدم مسبقًا إلى وزارة التراث والثقافة بطلب لترميم البيت وحتى الآن لم يتلق أي رد.

وناشد العبري كافة القطاعات ذات العلاقة التي يعنيها أمر المحافظة على مثل هذه الكنوز والنهوض بالقطاع السياحي بضرورة الوقوف بجانب الأهالي وترميم حارة مسفاة العبريين التراثية والتاريخية كما ناشد القطاع الخاص لتقديم الدعم والمساندة.

وأبدى العبري حسرته على انهيار بيت البيتين الذي يعد من أقدم وأعرق البيوت في مسفاة العبريين وله تاريخ طويل ضارب إلى مئات السنين وله شخصيا ارتباط وثيق بالمنزل الذي ورثه عن أجداده وآبائه معتبرا أنّ انهياره هو انهيار وفقدان لكنز من كنوز المسفاة العريقة.

تعليق عبر الفيس بوك