صحفيو المحافظات بين مطرقة المهنية وسندان التهميش!

 

سيف بن سالم المعمري

 

رغم متاعب العمل الصحفي ومنغصاته، ورغم إدراك الممتهنين والهواة لهذه المهنة النبيلة لتلك المنغصات؛ إلا أنها  تلقى إقبالا واسعا بين شريحة عريضة من أبناء السلطنة؛ ليس لمناخ العمل المثالي لهذه المهنة بقدر ما هو شغف الصحفي لإبراز مختلف الفعاليات والأنشطة التي تقام بمحافظته والولاية أو القرية التي ينتمي إليها.

فمعظم العاملين في المؤسسات الإعلامية في السلطنة وخاصة الصحافة الورقية هم من الهواة، والعمل الصحفي بالنسبة لهم عمل ثانوي، وينتسب لجمعية الصحفيين العُمانية أكثر من 600 صحفي، بينما يوجد مئات منهم غير منتسبين للجمعية ويعملون داخل المؤسسات الإعلامية ومن بينها الصحف وكمراسلين بالمحافظات كمتعاون مع الصحف، إضافة إلى عملهم في محافظاتهم في الوظائف الحكومية والخاصة. ومعظم الصحف لا يوجد لها مكاتب في المحافظات، والمراسل يقوم بواجبه الصحفي على أكمل وجه، ويتغاضى عن الكثير من حقوقه المهنية كصحفي في سبيل إبراز الولاية التي ينتمي إليها في أبهى حلة، ويتفاعل مع مختلف الفعاليات والأنشطة التي تقيمها المؤسسات الحكومية والخاصة والقطاع الأهلي.

ومع إشراقة صباح كل يوم جديد يستيقظ المجتمع على مواد متنوعة في مختلف فنون الكتابة الإعلامية والصحفية والتي خطتها أنامل صحفية مكافحة بمختلف مؤسساتنا الإعلامية والصحفية تحدوا الصعاب من أجل تبصير أبناء المجتمع بكل ما يحيط بهم من مشاهد وأحداث.

وتواجه الصحفي في السلطنة صعوبات ومنغصات مثل شح المعلومات والحرص على دقتها من خلال السعي وراء المسؤولين لاسيما في المحافظات، وتذمر الكثير منهم بعد إلحاح الصحفي في الحصول على تلك المعلومات، وإنزعاجهم الذي يصل ببعضهم إلى القطيعة وغلق قنوات التعاون مع الصحفي بحجة أنه لا يتناغم مع ما يريدون طرحه وخاصة إذا تعلق الأمر بتناول قصور هذه المؤسسات، بل يلجأ البعض منهم إلى التهديد والوعيد برفع دعوى ضد الصحفي ونحو ذلك.

الواقع يقول إن هناك ضعف في الإمكانيات التي تعين الصحفي على أداء الأدوار المنوطة منه، وما يحصل عليه الصحفي من مؤسسته المتعاون معها لا يغطي في كثير من الأحيان مصاريف الاشتراك الشهري للإنترنت ولهاتفه النقال ووقود السيارة.

ومع كل ذلك يتم تهميش صحفيو المحافظات في عضوية اللجان والفرق التي تنشأ على مستوى الولايات والمحافظات بحجة أنهم ينتسبون لمؤسسات إعلامية وصحفية، وخاصة في اللجان والفرق التي تصرف لأعضائها مكافآت مالية وحوافز تشجيعية. بينما أعضاء تلك اللجان والفرق يحصلون على مكافآت نظير وجودهم فيها.

والصحفي عندما يقوم بتغطية حدث وطني ما فإنه ينطلق في ذلك من إيمانه بأهمية هذه التغطية، لكن أن يتم اختيار البعض لمنحهم المكافآت وتشجيعهم ودعمهم، بينما يتم تجاهل آخرين فهذا يعني ثمة خلل تضر بمنظومة العمل الصحفي، تستدعي الحاجة إلى حل فوري لهذه الممارسات.

والسؤال الذي يطرح نفسه بقوة: لماذا تصرف مكافآت مالية للعاملين في عدد من اللجان التي تنظم أية فعاليات على مستوى السلطنة، بينما هم في الأساس يؤدون دورهم الوطني في ساعات الدوام الرسمي؟ بل تتعطل مهامهم في مؤسساتهم نظرا لوجودهم في تلك اللجان.. لماذا لا تلغى المكافأة المالية من قاموس عضوية تلك اللجان، ويكافئ من يعمل في تلك اللجان بإجازة ليومين أو ثلاثة أيام بعد انتهاء الحدث الذي يشارك فيه، نظير جهده والتزامه في اللجنة المنضوي إليها لساعات طويلة.

أليس من الأهمية في هذه المرحلة أن نرسخ ثقافة العمل الوطني بعيدا عن المكافأة المالية؟! وإلى متى سيبقى صحفيو المحافظات بين مطرقة المهنية وسندان التهميش؟!

 فبوركت الأيادي المخلصة التي تبني عُمان بصمت ،،،

Saif5900@gmail.com