الصليب الأحمر: نأمل استئناف عمليات نقل المحاصرين من شرق حلب في أقرب فرصة

سوريا: هجوم على بعض حافلات الإجلاء .. و"توافق" في مجلس الأمن حول قرار بشأن المراقبة الأممية

 

 

 

 

عواصم – الوكالات

 

ذكر التلفزيون الرسمي السوري أمس أنه تم التوصل إلى اتفاق بين الحكومة ومقاتلي المعارضة لإجلاء مجموعة من الناس من شرق حلب مقابل إجلاء مجموعة من سكان الفوعة وكفريا وهما قريتان يحاصرهما مقاتلو المعارضة. وذكرت قناة الإخبارية السورية إن نحو 1200 مدني سيتم مبدئيا إجلاؤهم من شرق حلب مقابل نفس العدد من القريتين الواقعتين في محافظة إدلب.

وأضافت أنه بمجرد وصول من تم إجلاؤهم من القريتين بسلام إلى مناطق خاضعة لسيطرة الحكومة سيتم السماح لمقاتلين في حلب والمزيد من أفراد أسرهم بالمغادرة مقابل السماح للمزيد من الناس بمغادرة الفوعة وكفريا.

ونقلت قناة المنار التابعة لحزب الله اللبناني عن وثيقة حصلت عليها رويترز من المعارضة وناشطين أن الاتفاق سيشمل إجلاء 2500 مدني من الفوعة وكفريا مقابل إجلاء ناس من شرق حلب. وبعد ذلك سيغادر 1500 آخرون الفوعة وكفريا مقابل إجلاء 1500 من بلدتي مضايا والزبداني اللتين تحاصرهما قوات موالية للحكومة السورية.

ومن جانبه، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان والتلفزيون الرسمي السوري إن عدة حافلات كانت في طريقها لإجلاء المرضى والمصابين من قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين تعرضت للهجوم والحرق. ووصلت بعض الحافلات وسيارات تابعة للهلال الأحمر لمدخل القريتين المحاصرتين من مقاتلين من المعارضة في محافظة إدلب.

ويطالب تحالف من قوات تحارب في صف حكومة الرئيس بشار الأسد بالسماح بإجلاء أشخاص من القريتين - وأغلب سكانهما من الشيعة - مقابل السماح باستئناف عمليات إجلاء مقاتلي المعارضة والمدنيين من شرق حلب.

وقالت وسائل الإعلام الرسمية السورية إن "إرهابيين مسلحين" - وهو تعبير تستخدمه لوصف مقاتلي جماعات المعارضة التي تحارب ضد الأسد - هاجموا خمس حافلات وأحرقوها ودمروها.

وقال مسؤول في جماعات المعارضة المسلحة إن حشودا غاضبة ومعها على الأرجح قوات موالية للحكومة هي التي نفذت هذا الهجوم.

وقال أحد السكان في المنطقة لرويترز إن جبهة فتح الشام المعروفة سابقا باسم جبهة النصرة لم تنفذ الهجوم بعد أن قالت من قبل إنها لم توافق على تنفيذ عمليات الإجلاء من القريتين.

وتجمع الآلاف في ميدان بشرق حلب السورية انتظارا لحافلات ستنقلهم خارج المناطق الواقعة تحت سيطرة المعارضة ضمن عملية إجلاء تأمل اللجنة الدولية للصليب الأحمر أن تستأنف خلال ساعات.

وأمضى كثيرون ليلتهم في الشوارع في درجات حرارة تصل إلى حد التجمد بعدما توقفت عملية الإجلاء من المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة يوم الجمعة بعد خلاف مع القوات الموالية للحكومة.

وطالبت القوات الموالية للحكومة بإجلاء السكان من قريتين تحاصرهما قوات المعارضة. وقالت المعارضة ومسؤول حكومي إنه كانت هناك مفاوضات يوم السبت على اتفاق جديد يهدف لاستكمال إخلاء المناطق الخاضعة للمعارضة في شرق حلب سيشمل أيضا السكان الذين يغادرون القريتين وأيضا بلدتي مضايا والزبداني المحاصرتين بالقرب من الحدود اللبنانية.

ويقول سكان إن ما يقدر بنحو 15 ألف شخص تجمعوا في الميدان الرئيسي في حي السكري في حلب ومعظمهم من المدنيين المتبقيين في آخر جيب تسيطر عليه المعارضة وأغلبهم من عائلات المقاتلين ومدنيين آخرين كما يوجد القليل من المقاتلين. وقدم المنظمون رقما لكل عائلة للسماح لهم بركوب الحافلات عندما تصل.

ونُقل الآلاف يوم الخميس من آخر معاقل المعارضة في حلب وهي أول دفعة تغادر في إطار اتفاق وقف إطلاق النار الذي ينهي أعواما من القتال في المدينة ويعد نصرا كبيرا للرئيس السوري بشار الأسد.

وقالت المتحدثة باسم الصليب الأحمر إلودي شيندلر لرويترز في جنيف "نحن نستعد لاستئناف عمليات إجلاء الناس من شرق حلب ونأمل أي يكون ذلك هذا الصباح."

لكن أحد السكان داخل شرق حلب ذهب للمكان المخصص للمغادرة في الخامسة من صباح يوم الأحد وقال إنه ما زال لا يوجد أي عامل إغاثة من الصليب الأحمر ولا الهلال الأحمر العربي السوري ولا أي سيارات إسعاف أو حافلات لنقل الناس.

وقالت إليزابيث هوف ممثلة منظمة الصحة العالمية في سوريا إن فريقا من المنظمة في طريقه للراموسة في جنوب غرب حلب الواقعة على بعد كيلومترين من السكري لكن لم تصل بعد.

وأظهرت لقطات في التلفزيون الرسمي قيل إنها صورت في الراموسة حافلات متوقفة قرب تقاطع لطرق سريعة وسيارة فان ترفع علم الهلال الأحمر العربي السوري. وتوقفت سيارات بيضاء كبيرة تحمل علامات الهلال والصليب الأحمر في منطقة قريبة.

لكن المرصد السوري لحقوق الإنسان قال إن جبهة فتح الشام المعروفة سابقا باسم جبهة النصرة تمنع حافلات الإجلاء من دخول قريتي الفوعة وكفريا المحاصرتين في محافظة إدلب. وأضافت أن الحافلات توقفت لأكثر من خمس ساعات.

وقال مسؤول بارز بالمعارضة السورية من جماعة أحرار الشام التي شاركت في محادثات السبت إن إيران والمقاتلين الشيعة المتحالفون معها يعرقلون الاتفاق إذ يصرون على السماح بمغادرة سكان القريتين المحاصرتين قبل السماح باستمرار الإجلاء من حلب.

وحلب مقسمة إلى مناطق خاضعة لسيطرة مقاتلي المعارضة وأخرى خاضعة لسيطرة الحكومة في الحرب الأهلية الدائرة منذ ما يقرب من ست سنوات لكن مكاسب سريعة حققها الجيش السوري وحلفاؤه بدأت في منتصف نوفمبر تشرين الثاني وسلبت مقاتلي المعارضة أغلب الأراضي التي كانوا يسيطرون عليها في غضون أسابيع.

وتعكس الفوضى المحيطة بعمليات الإجلاء من شرق حلب مدى تعقيد الحرب التي تتدخل فيها عدة جماعات وقوى أجنبية مع مختلف جبهات القتال.

وصوت مجلس الأمن الدولي أمس على مشروع قرار صاغته فرنسا يهدف إلى التأكد من أن مسؤولي الأمم المتحدة يمكنهم مراقبة عمليات الإجلاء من المناطق المحاصرة في مدينة حلب السورية وحماية المدنيين الباقين هناك.

ويؤكد مشروع القرار الذي اطلعت عليه رويترز يوم السبت أن "عمليات إجلاء المدنيين يجب أن تكون طوعية وأن تكون إلى الوجهة النهائية التي يختارونها ولابد من توفير الحماية لجميع المدنيين الذين يختارون أو يضطرون إلى الإجلاء وأولئك الذين يختارون البقاء في ديارهم."

ولم يتضح على الفور كيف ستصوت روسيا على القرار الذي صاغته فرنسا. وقبل تعميم مشروع القرار على المجلس قال السفير الروسي لدى الأمم المتحدة فيتالي تشوركين يوم الجمعة "إذا كانت مبادرة معقولة ونراها على الورق فلماذا لا ننظر في هذه المبادرة؟"

واستخدمت روسيا حليفة دمشق التي تقدم الدعم العسكري لقوات الأسد حق النقض (الفيتو) لعرقلة ستة قرارات لمجلس الأمن بشأن سوريا منذ بداية الصراع في 2011. وانضمت الصين إلى موسكو في استخدام حق النقض لعرقلة خمسة قرارات.

وأدى قمع نظام الأسد لاحتجاجات مطالبة بالديمقراطية في عام 2011 إلى اندلاع حرب أهلية واستغل متشددو الدولة الإسلامية الفوضى للاستيلاء على أراض في سوريا والعراق. ونزح نصف سكان سوريا البالغ عددهم 22 مليون نسمة وقُتل أكثر من 400 ألف.

 

تعليق عبر الفيس بوك