جائزة الرؤية لمبادرات الشباب 2016

 

 

عـلي بن سـالم كفيتـان

 

تحتفل غدًا جريدة الرؤية بتسليم جائزة الرؤية لمبادرات الشباب 2016 في عرف سنوي أصبح ينتظره من يهتم بالمبادرات التي تحفز الشباب، واكتشاف طاقاتهم الكامنة، في ظل اهتمام متنام من الحكومة الرشيدة بتفعيل المكنونات الشابة ومنحها المساحة الكافية للعمل والإبداع بعد أن تم تبني مختبرات البرنامج الوطني "تنفيذ" الذي يهدف لمزيد من الإنتاجية الفاعلة بعيدا عن البيروقراطية مع تمكين من لديه أي طاقة يخدم بها الوطن الغالي تحت القيادة الحكيمة لمولانا جلالة السلطان حفظه الله وعافاه.

تلقيت دعوة كريمة من المكرم حاتم الطائي لحضور الحفل ولكنّي اعتذرت نظرًا لظروف البعد المكاني إلا أنني أبيت على نفسي إلا أن أشارك هذه المناسبة الكبيرة بمعانيها السامية بطريقة أخرى. ولعل البعض يسأل لماذا هذه المبادرة؟ حيث قل ما تجد في هذا العصر عملا دون تغذية راجعة متوقعة، وأنا ومن واقع قراتي لمختلف مبادرات الرؤية وجدت أن هذا العمل ينبع من روح وطنية وثابة لاستنهاض روح الشباب الواعدة ولا شك أنّ هذا الهدف له خلفيّاته التاريخية لأسرة عريقة جند جميع أفرادها أنفسهم لخدمة بلدهم منذ النفس الأول لفجر النهضة عام 1970 وهنا لا نستغرب أن يتبنى حاتم الطائي هذه المبادرة، ويطوف بقطار الإبداع مختلف المحافظات منقبًا عن التميّز الشبابي الطامح لكي يمسح عنه غبار النسيان ويدخله في ماكينة الوطن.

إنّ مؤسسات القطاع الخاص تحتم عليها المسؤولية الوطنية والاخلاقية المشاركة كل في مجاله لدفع عجلة التنمية في وطننا الغالي وكمؤسسة إعلامية رائدة ومستقلة قامت الرؤية بإطلاق هذه المبادرة مساهمة منها في بناء الوطن وكنت بنفسي شاهداً على هذا الجهد المبارك عندما بدأ قطار القافلة الإبداعيّة من جامعة ظفار حيث لم أكن أتوقع أن يكون هناك تجاوب من الشباب ولكنني تفاجأت بحجم الطاقات المدفونة في نفوس الشباب العماني من خلال تجاربهم العلمية وابتكاراتهم الملفتة ومن هنا علمت الأهمية العظيمة لهذا الجهد الوطني.

لا شك أن الشركات ذات المسؤولية الاجتماعية والاخلاقية يفترض أن تتبنى مثل هذه الأفكار وأن تحذو حذو شركة أوكسيدنتال عمان التي تدعم هذه المبادرة مع مؤسسة الرؤية. وهذا تعبير آخر عن الشعور بالمسؤولية تجاه الوطن فما هو مطلوب ليس توزيع مساعدات مالية نقدية أو حتى مساعدات غذائية أو دراسيّة فقط كما تتوقع الكثير من الشركات بل من خلال الضخ وراء هذه المبادرات الهادفة ذات المصداقية العالية التي يقوم عليها رجال مخلصون.

هنا نتساءل عن دور المؤسسات البحثية في السلطنة ومتى ستساهم في هذه المبادرة التي تحقق نجاحات باهرة عاما بعد آخر وفي ظل محدودية الدعم الحالي ربما هذا الجهد لا يتطور كما هو متوقع لذلك وجب التنويه لمن يهمه الأمر لمد يد العون أو الاستشارة أو حتى الرعاية لمثل هذه المبادرات الخيرة.

إنّ الجائزة بأقسامها الثمانية تمثل طموح كبيرا لأهم البوابات التي يمكن أن نلج من خلالها لعالم اليوم تاركين خلفنا أحلام الماضي الذي نجتره كمسكن لإخفاقاتنا وتراجعنا عن مواكبة التقدم البشري فالشباب هم البذرة المكتملة النمو والممتلئة بالطاقة ويجب تصريف تلك الطاقة في الجانب الذي نطمح لبلوغه من خلال التوجيه لمثل هذه المبادرات بأقسامها العلمية أولا مع عدم نسيان الجانب الإنساني في التجربة.

أتمنى أن تلتقط الجهات الأكاديميّة والبحثيّة في السلطنة ذبذبات الإرسال التي ترسلها مبادرة الرؤية لإبداعات الشباب تحت شعار (أطلقوا العنان لإبداعاتكم) وأتمنى أن يصل الصوت والصورة مكتملة لمن يهمه الأمر في وطننا الغالي ولا شك بأنّهم سيثمنون هذا الجهد ويدعموه بإذن الله ليقيننا بأنّ الوطن يبنيه الجميع من أفراد وجماعات ومؤسسات قطاع عام وخاص.        

استودعتكم الله موعدنا يتجدد معكم بإذن الله.

حفظ الله عمان وحفظ جلالة السلطان.

                                                                                                         

alikafetan@gmail.com