اهتمام كبير من الطلاب وأولياء الأمور والمعلمين بمشروع "فلنقرأ" بشمال الشرقية

حوالي 660 ألف استعارة حتى الآن بالمدارس المطبقة للمشروع والمضيبي في المقدمة

إبراء – الرؤية

أكَّد عددٌ من مسؤولي تعليمية مُحافظة شمال الشرقية ومُعلميها وأولياء الأمور أنَّ مشروع فلنقرأ يُعد أحد المشاريع التربوية الرائدة التي تتبناها تعليمية المُحافظة خلال العام الدراسي الحالي 2016/2017 والذي يستهدف طلبة مدارس المُحافظة من الصف الأوَّل وحتى الصف التَّاسع وذلك بهدف تنمية حب القراءة لديهم وتوسيع مداركهم العلمية، حيث أشارت الإحصائيات والمؤشرات المسجلة حتى الآن إلى أنَّ المدارس المطبقة للمشروع شهدت حتى الآن 658 ألفاً و441 استعارة، وسجلت ولاية المضيبي أعلى نسبة استعارة بمدرسة المعالي للتعليم الأساسي حيث بلغت 4 آلاف و902.

حيث قوبل هذا المشروع التربوي الرائد "فلنقرأ " الذي تُنفذه تعليمية شمال الشرقية باهتمام كبير ومتواصل من إدارات المدارس وطلبتها وأولياء الأمور والمجتمع المحلي والقائمين عليه لدوره في غرس أهمية القراءة لدى طلبة مدارس المحافظة والذي يستهدف فئة مهمة من الصف الأوَّل وحتى التاسع.

وفي هذا الصدد يقول حمد بن علي السرحاني مدير عام المديرية العامة للتربية والتعليم بمحافظة شمال الشرقية إنَّ مشروع فلنقرأ يهدف إلى تنمية حب القراءة لدى الطلبة والطالبات وتوسيع مداركهم العلمية، ورفع مستوياتهم التحصيلية، مشيراً إلى أنَّ إدارات المدارس والمعلمين المشرفين على المشروع وأخصائيي مصادر التعلم يلعبون دوراً مهماً في نجاح المشروع وذلك من خلال تنفيذ الخطط والبرامج الداعمة له في المقابل فإنّ دور البيت والأسرة مكمل لهذه الجهود وذلك بتشجيع أبنائهم على القراءة وحب الإطلاع.

وأوضح أنَّ الإحصائيات تشير إلى ارتفاع عدد مرات استعارة الكتب من مراكز المصادر، بالإضافة إلى ارتفاع إحصائية القراءة لدى الطلبة حيث إنَّ آلية التقييم بالمشروع تقيس هذه الجوانب وفق معايير وضعت من قبل القائمين على المشروع، هذا إلى جانب توطيد العلاقة المجتمعية مع البيت والأسرة حيث توضح المؤشرات الاهتمام الكبير الذي يوليه أولياء الأمور لأبنائهم وحثهم على القراءة والإطلاع ويتضح ذلك من خلال اللقاءات التي تعقدها المدارس مع أولياء الأمور لقياس مدى الرضا عن المشروع وآليته وأهميته لهم كأولياء أمور ولأبنائهم الطلبة في مقاعد الدراسة .

 إحصائيات الاستعارة

من جانبه قال الدكتور يحيى بن محمد البوسعيدي مدير دائرة تنمية الموارد البشرية بتعليمية شمال الشرقية إنّ الإحصائيات والمؤشرات المسجلة حتى الآن بالنسبة لاستعارة الكتب بالمدارس المطبقة للمشروع بلغت 658 ألفاً و 441 استعارة وسجلت أعلى نسبة بمدرسة المعالي للتعليم الأساسي بولاية المضيبي بعدد 4902 استعارة مما يؤكد أنّ الأهداف الموضوعة للمشروع تتحقق بالصورة المخطط لها. وأضاف البوسعيدي أن المشروع يطلب من كل طالب مشارك أن يقرأ عدداً معيناً من القصص أو الكتب المتنوعة في مواضيعها ما بين النصوص العلمية والأدبية على أن يقرأ الطالب في المرحلة الأولى ثلث الكتب المُقررة حيث يستوجب قراءة 5 كتب في المرحلة الأولى للطلبة بالصفين الأول والثاني وقراءة 10 كتب للطلبة بالصفوف من الثالث وحتى التاسع.

 وأشار البوسعيدي إلى أنَّ المشروع يمر بمرحلتين حيث يتاح بالمرحلة الأولى المشاركة لكل الطلبة الراغبين ويطلب من الطالب تلخيص المطلوب منه بأسلوب صحيح يتضمن الشخصيات والزمان والمكان والاستفادة من القصة والقيم التي بها والموضوع الرئيسي الذي يتحدث عنه الكتاب، حيث تسند مهمة التقييم بهذه المرحلة للجنة الداخلية بالمدرسة، أما المرحلة الثانية فتضم المتأهلين من المرحلة الأولى حيث يقوم الطالب بالمرحلة الثانية بالقراءة والتلخيص والتحدث والنقد والتحليل ويشرف على عملية التقييم خلالها لجنة من تعليمية المحافظة، ومن المتوقع أن تتم عملية التقييم في المرحلة الثانية على مستوى المدرسة في مارس 2017 ولجنة تعليمية المحافظة في الأسبوع الرابع من شهر أبريل 2017 .

 مكسب تربوي

من جانبهم ثمن المعلمون والمشرفون على المشروع بمدارس المحافظة جهود تعليمية المحافظة في تبني هذا المشروع الهام حيث يقول المعلم هلال بن عامر الحجري من مدرسة الجلندي للتعليم الأساسي بولاية بدية إنّ المشروع غاية في الأهمية لأنه يركز على أهم مهارات اللغة العربية وهي القراءة مع الفهم فهي مرتبطة بجميع فروع اللغة وجميع المواد الدراسية خصوصاً، مضيفًا بأنّ المشروع يركز على المراحل الدراسية في الحلقات الأولى والثانية ويحقق معالجة الضعف القرائي والتطوير الذاتي للطالب بحسب قدراته حيث قامت اللجنة المشكلة في المدرسة بتعميم برنامج فلنقرأ على جميع طلاب الصفوف السابع والثامن والتاسع ليشاركوا في المسابقة ولقد لمسنا تفاعلا كبيرا وتحسنا ملحوظا في القدرات القرائية وهذا يدعونا لتقديم الشكر للقائمين على البرنامج في تعليمية المحافظة لتبني هذا المشروع الرائد والمهم.

وتقول المُعلمة الغالية بنت مسعود الطوقية من مدرسة المنارة للتعليم الأساسي بولاية المضيبي إنّ المشروع يُحقق أهدافه في تنمية حب القراءة لدى الطالبات، وغرسها كعادة متأصلة في حياتهن ويُعزز ملكة الفضول وشغف المعرفة لديهم وتوسيع مداركهم، وهذا بالطبع يعود بالفائدة الكبيرة على الطلبة والطالبات، ويزيد من ثقتهم بأنفسهم ويجعلهم متحدثين لبقين وقادرين على الارتجال، ويعد سبباً مهماً في رفع مستوى التحصيل الدراسي.

وأضافت أنّ مدرسة المنارة للتعليم الأساسي بدأت منذ اللحظات الأولى لانطلاق المشروع بتشكيل فريق العمل وتوزيع المهام ونشر ثقافة المشروع بين الطالبات وتعريفهن بالكتب بمركز مصادر التعلم وشرح أهداف وأهمية المشروع كما خصصت حصة إضافية أسبوعياً لمتابعة الطالبات المشاركات، هذا إلى جانب عقد لقاء بالأمهات لتعريفهن بالمشروع وتشجيعهن على التعاون مع المدرسة في إنجاحه وذلك بإبراز دور البيت في متابعة قراءة الطالبة ومُتابعة تلخيص الكتب المقروءة وبهذا يتوحد هدف البيت والمدرسة وهو الرقي بمستوى الطالبة وتحسين مستواها حيث لمسنا تجاوبا كبيرا من الطالبات ومنافسة في القراءة والاطلاع .

مشروع متميز وناجح

وتقول جوخة بنت حمد الرواحية أخصائية مصادر التعلم بمدرسة المعترض للتعليم الأساسي بولاية القابل :" فلنقرأ مشروع تربوي هادف يصقل شخصية الطلاب ويعزز مواهبهم، كما أنَّ له أهمية كبيرة في تحقيق النجاح، من منطلق أنَّ القراءة جزء مكمل لحياة الشخص بشكل عام وحياة الطالب بشكل خاص، ودور المدرسة والبيت في هذا الجانب كبير جداً فكل منهما يكمل الآخر فيبدأ دور المدرسة من المعلم، الموجه الأوَّل والأساس في تنمية قدرات الطالب القرائية من خلال الكشف عن مواهب الطلاب في القراءة وصقلها وتشجيعه من خلال المشاركة الفاعلة في المشاريع والمسابقات التربوية المتعلقة بالقراءة وإرشاده لمركز مصادر التعلم لوجود أخصائي له دور في نشر ثقافة القراءة من خلال المشاريع والمسابقات والأنشطة المُنفذة خلال العام الدراسي".

 مفتاح المعرفة

ووجه سعادة الدكتور محمد بن سعيد الحجري عضو مجلس الشورى ممثل ولاية بدية التهنئة إلى تعليمية شمال الشرقية على ما تبذله من جهود في هذا المسار الذي يُعد مصيرياً في بناء الإنسان السوي والمواطن الصالح وأضاف: "أشيد بجهود مدرسة بدية للتعليم الأساسي في تطبيق مفردات هذا المشروع الرائد، فالقراءة هي مفتتح المعرفة وبوابتها الأولى وتطورنا العلمي بل والقيمي مرتبط بها".

وأوضح الحجري أنّ مشروع فلنقرأ له أهمية كبيرة في تعويد الطلبة والطالبات على القراءة واستغلال مرافق المدرسة مثل مراكز مصادر التعلم والاستعانة بالكتب المتوفرة بها ولعل مراحل المشروع المنفذ كفيلة بأن ترقى بمستويات الطلبة ورفع مستواهم التحصيلي من خلال القراءة وهذا بحد ذاته يحقق الكثير من الغايات التربوية لكافة أطياف العملية التعليمية هذا إلى جانب الدور الكبير الذي تلعبه المدرسة والبيت في التشجيع على القراءة التي بكل تأكيد ستصب في المصلحة العامة للعملية التعليمية التعلمية بمدارس شمال الشرقية.

تعليق عبر الفيس بوك