"إبداعات عُمانية"

 

حاتم الطائي

مُشاركات واسعة تبشِّر بنجاح النسخة الرابعة من معرض "إبداعات عُمانية"، الذي يلتئم -وعلى مدى ثلاث سنوات ماضيات- بغرض تشجيع ودعم أبنائنا من روَّاد الأعمال، وغرس ثقافة العمل الحُر لدى الجيل الجديد، وفتح المجال أمام مزيد من الدعم الفني والتدريب، وإيجاد سُبل جديدة للتمويل.

ويجيء معرض 2016 تحت عُنوان "الاستدامة"، وتتمحور فكرته حول ثلاث نقاط رئيسية؛ أولاها: تفعيل فرص الدعم والشراكات -ويُعنى بالعقود والمناقصات والمشتريات- ومن ثمَّ تطوير الموارد البشرية والمواهب، وأخيرا: رأس المال المُبادر. تدعمها جميعاً جُملة من الفعاليات والمشاركات وورش عمل وحلقات نقاشية تعزِّز رسالة المعرض وتضمن تحقيق أهدافه.

ويعكس رقم 90 مؤسسة صغيرة ومتوسطة، وأخرى حكومية وكبيرة تشارك في الحدث، حجمَ الآمال المعقودة على النسخة الحالية؛ خصوصا في ظلِّ حراك حكومي واسع خلال الفترة الأخيرة للارتقاء بهذا القطاع؛ من خلال إحداث تعديل يصحِّح مسار الإنتاجية، ويوجِّه سياسة الاستثمار إلى أهداف أبعد، ويُعيد توزيع الأدوار بين القطاعين العام والخاص، بما يجعل الأخير هو الرائد في المرحلة المقبلة للتنمية، وتقديم معالجات فورية لكافة التحديات التي تعترض طريقه.

وتتزامن رسالة معرض "إبداعات عُمانية" هذا العام، مع إطلاق غرفة تجارة وصناعة عُمان لمبادرة "تأسيس"، والتي تستهدف هي الأخرى شباب الخريجين من الباحثين عن عمل؛ وما رافقها من مُوافقة على تخصيص مليون ريال لإنشاء صندوق يدعم المبادرة؛ بهدف تمكين رواد الأعمال. وبلا شك فإنَّ كافة هذه الجهود تعكس اهتمامَ حكومتنا الرشيدة -استلهاماً من توجيهات سامية يوجِّه بها مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم حفظه الله ورعاه- بشبابنا من روَّاد ورائدات الأعمال؛ باعتبارهم ثروة ينبغي دعمها وحسن استغلالها وضمان تجويد إنتاجيتها؛ وإزالة كافة العراقيل التي قد تعترض طريقهم، وتحجِّم قدرتهم على المساهمة في النهوض والارتقاء باقتصادنا الوطني. ويبقى الزمام اليوم بيد الشباب للمبادرة باستغلال تلك الجهود البنَّاءة أيَّما استغلال حتى لا نجد أنفسنا ندور بحلقات مفرغة تعيدنا مرة أخرى إلى "المربع صفر".

تعليق عبر الفيس بوك