عماني يحصل على الماجستير في المملكة المتحدة بمشروع يحول النفايات إلى وقود غني بالطاقة

 

 

ليدز (بريطانيا) - العُمانيَّة

حَصَل الطالب المبتعث ماهر بن منصور الوهيبي على درجة الماجستير في الهندسة البيئية وإدارة المشاريع، بتقدير امتياز مع مرتبة الشرف، وجائزة البرنامج الدراسي التي تُمنح للطلاب المتفوقين في برنامج ماجستير الهندسة البيئية وإدارة المشاريع من جامعة ليدز بالمملكة المتحدة؛ وذلك من خلال مشروع يحول النفايات من مصدر ضرر وقلق إلى وقود معزز غني بالطاقة الحرارية.

وأعرب ماهر بن منصور الوهيبي عن شكره وتقديره للمقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- الداعم الأول لبناء فكر الإنسان العماني، الذي أكد في العديد من خطاباته السامية على أهمية بناء القدرات الوطنية، وتأهيل الموارد البشرية؛ لتتمكن من القيام بواجباتها على أكمل وجه في خدمة عُمان الغالية. وقال -في تصريح لوكالة الأنباء العمانية- "ينتابني الشعور بالفخر والاعتزاز لنيل شرف تمثيل السلطنة وتفوقي علميًّا ونيل درجة الماجستير بتقدير امتياز في تخصص الهندسة البيئية وإدارة المشاريع بمجال إنتاج الطاقة من النفايات من إحدى أكبر الجامعات البريطانية كجامعة ليدز".. مضيفا بأنَّ هذا الإنجاز جاء ثمرة جهد ومثابرة مستمرة وعمل دؤوب وطموح لا حدود له وتخطيط سليم وإستراتيجية عمل منظمة، وإرادة قوية؛ استكمالا لمشوار التميز والتفوق بالمرحلة الجامعية الأولى في جامعة السلطان قابوس.

وحول تخصصه، قال إنَّ إدارة النفايات هي ليست مجرد توفير حاويات أو مركبات جديدة أو حتى مرادم فحسب، بل هي منظومة متكاملة تعزز من فرص الاستفادة من الموارد وتوجد فرص عمل واعدة ومتجددة من خلال عمليات إعادة استخدام وتدوير المواد لتدخل في صناعات ثانوية أخرى أو تحويلها لوقود حيوي؛ وبالتالي تحقيق تحكم أكبر في الموارد المالية وتقليل الانبعاثات الضارة، وما هي إلا بداية لمشوار جديد. وأوْضَح أنَّ أحدَ الأسس الرئيسية لاختيار جامعة ليدز بالمملكة المتحدة يعود لخبرة وتقدُّم دول الاتحاد الأوروبي في قطاع إدارة النفايات، خاصة في مجال المعالجة وإنتاج الطاقة من النفايات، ووجود عدد كبير من هذه المحطات في عدد من الدول الأوروبية من بينها المملكة المتحدة؛ مما يسهل زيارتها والتعرف على تفاصيلها عن قرب فضلا عن السجل البحثي المتميز والسمعة الجيدة للجامعة، إلى جانب اهتمامها بالأبحاث العلمية النادرة وتوفر أحدث التقنيات والاجهزة المخبرية للحصول على نتائج دقيقة تسهم في نجاح المشروع البحثي.

وأشار الوهيبي إلى أنَّ الفضل يعود للقاعدة الأساسية الرصينة التي هيَّأت لي طريق التميز خلال مشوار دراستي بجامعة السلطان قابوس، والتي نهلنا من فيضها العلوم والمهارات الأساسية. مؤكدًا أنَّ الطالب العُماني المبتعث لا يزال يواصل ويثبت جديته وتفوقه على نظرائه من مختلف الجنسيات والثقافات، بل حتى على الطلاب المحليين في ذات دولة الابتعاث، وهو ما يعكس نمو ونضج مخرجات التعليم والإمكانات التي وُفِّرت لنا طيلة مراحل دراستنا؛ سواءً من المراحل المدرسية أو مراحل التعليم الجامعي.

وحَوْل أهمية المشروع، قال: "تُواجه دول العالم عددا من التحديات والمشكلات التي تؤثر على الحفاظ على وتيرة نمو وتنمية تصاعدية، ومن ضمن هذه التحديات مشكلة الطاقة، وهي ثاني أكبر تحدٍّ يُواجهه العالم، إلى جانب مشاكل أخرى كنقص المياه والتلوث، ونقص الغذاء؛ نظرًا لزيادة عدد السكان بشكل متسارع من جهة ومحدودية الموارد من جهة أخرى، وهذا ما حدا بكثير من دول العالم -ومن بينها السلطنة- للبحث ودراسة حلول أخرى لتأمين وتغذية شبكات الطاقة وتقليل فرص الانقطاعات والتركيز على موارد الطاقة المتجددة لكونها متوفرة ويمكن تطبيقها. وأضاف بأنَّ المتابع لقطاع الكهرباء بالسلطنة يُدرك تماما حجم التحديات المستقبلية نتيجة للطلب المتزايد على الكهرباء والمياه، ولا يمكن بأي حال من الأحوال الاعتماد على مصدر مُهدَّد بالنضوب، وهو بداية فكرة المشروع الذي يحول النفايات من مصدر ضرر وقلق على القاطنين بالقرب من مطامر النفايات وتحويلها إلى وقود معزز غني بالطاقة الحرارية يمد بعض المنشآت الصناعية الكبيرة بالطاقة ويقلل من اعتمادها الكلي على الغاز الطبيعي المسال، دون المساس بالمواصفات الفنية لمنتجاتها الأساسية كالأسمنت والحديد الصلب ومحطات تحلية مياه البحر وإنتاج الطاقة الكهربائية؛ حيث تعدُّ تقنيات إنتاج الطاقة الكهربائية من النفايات إحدى الفرص المتاحة، وهي واحدة من تقنيات الطاقة المتجددة النظيفة (متعادلة الكربون)، وبعض مواد النفايات تصنف اليوم كمورد من موارد الدخل، ولها أسواق عالمية وأسعار تحدد قيمتها السوقية وفقا لعمليات المضاربة التجارية كالإطارات والبلاستيك بأنواعه المختلف والورق، وهي كلها محمية وفق اتفاقيات دولية تنظم تنقلها بين مختلف دول العالم. وأشار إلى أن المشروع يحمل قيمة اقتصادية مهمة للسلطنة في انتاج الوقود البديل من النفايات البلدية ومخلفات الرعاية الصحية المعالجة، كما يعتبر إضافة علمية جديدة، خاصة وأنه جاء بفكرة غير مسبوقة ولم يتم التطرق إليها من قبل على مستوى العالم وهي إدخال مخلفات الرعاية الصحية في عملية إنتاج الوقود البديل المعزز أحادي النوع. وأضاف بأنَّ المشروع يُسهم في وضع السلطنة على خارطة الدول المستفيدة من النفايات؛ من خلال وضع إستراتيجية جديدة للتقليل التدريجي من عمليات طمر النفايات وفق خطة زمنية محددة؛ وبالتالي سيتم تقليل الانفاق المالي الحالي غير المستدام والذي لا يمكن أن يستمر على وضعه القائم.

وأشار إلى أنَّ النتائج الأولية جاءت بمؤشرات تفوق التوقعات المبدئية، وجميعها تؤكد جودة الوقود البديل المنتج، ونتوقع أنه مع إنتاج الصنف الجديد يستوجب إضافة مستوى آخر يمكن أن يغير من نظرة العالم حيال هذا النوع النفايات وتضمين مخلفات الرعاية الصحية المعالجة، جنبا إلى جنب مع النفايات البلدية الأخرى ليكون وقودا حيويا مركبا أحادي النوع.

تعليق عبر الفيس بوك