مهرجان الشعر العماني يطوي صفحته العاشرة بـ"صور العفية" ويحتفي بشعرائه ومُكرّمِيه

 

 

صور ـ الرؤية

تختتم اليوم بمركز فتح الخير الثقافي بولاية صور، فعاليات مهرجان الشعر العماني في دورته العاشرة التي انطلقت يوم الأحد الماضي، حيث يقام  الحفـــل الختــــامي تحت رعاية معالـي نصــر بن حمــود الكنـــدي أميــن عـــام شـــؤون البلاط السلطانــي، ويتضمن كلمــة الشعراء المشاركيــن في المهرجان، كما تلقي الشاعرة الواعدة عزَّة بنت فيصل الحارثية عدداً من القصائد في هذه المناسبة، بعد ذلك سيبث فيلم وثائقي عن يوميات المهرجان منذ بداية انطلاقه، وسيقوم راعي المناسبة بتكريم المشاركيـن.

 

الشعراء في مواجهة مع لجنة الفرز

تضمنت فعاليات أمس جلسة صباحية مفتوحة واجه فيها الشعراء ولجنة الفرز والاختيار المكونة من الدكتورة فاطمة بنت علي الشيدية والدكتور سالم بن سعيد العريمي، والدكتور محمد بن عبد الكريم الشحي، وفي الشعر الشعبي تكونت من الشاعر محفوظ بن محمد الفارسي والشاعر علي بن سالم الحارثي، والشاعر أحمد الجحفلي والتي كشف من خلالها الكثير من النقاط المهمة في القصائد المتأهلة إضافة إلى طرح الكثير من القضايا التي تهم الشعر والشعراء خاصة فيما يتعلَّق بالقصائد التي لم تتأهل لهذه الدورة من عمر المهرجان الشعري.

 وفي المساء انطلقت الليلة الثانية للمشاركين وشارك فيها 14 شاعرًا في الشعر بشقيه الفصيح والشعبي، وذلك تحت رعاية سعادة الشيخ سعـــود بـــن بــــدر البروانـــي والــي الكامل والوافــي.

 ففي الشعر الفصيح شارك كل من سالــم بن محمـــد الرحبــي بقصيدة "لاجــئ" ومحمـــد بن سيـــف العبــري بقصيدة  "خبز البقـــاء" ومحمــد بن علــي العوفـــي بقصيدة "عراف اليـأس" ومنتظـر بن شـرف الموسـوي بقصيدة "مشهد آخر لسيناريو الفلك" وناصــر بن سعيــد الغسانــي بقصيدة "رهين الجدب" والوليـد بن خلفان الصوافـي  بقصيدة "عن العشـــاق" ويوسـف بن خميس الحارثـي بقصيدة "شهقة في غياب الضوء".

 وفي الشعر الشعبي شارك كل من خميـس بن خلفان الوشاحي بقصيدة "تواقــيــــع" وناظـم بن مبـارك البريدعـي بقصيدة "منـفى" ونبهــان بن مسعود الصلتـي بقصيدة "طارب الحـي" ومحمـود بن خميـس الجنيبي بقصيدة "تجـلّي وعبد العزيـز بن حمد العميــري بقصيدة "الساعة أربعين" وعلــي بن حميــد العلــــوي بقصيدة "من سيرة طفلة" وعلـي بن عبد الله الراسبــي بقصيدة "ميسم الكي".

واستضاف المهرجان مساء أمس عدداً من الشعراء العُمانيين الذين كان لهم الحضور البارز في محطات الشعر العُمانية والخليجية وهم جمال بن عبد الله الملا وطــلال بن سلطـان الشامسي ومنذر بن محمد الفطيسي وعبد الله بن سعود الحكماني، وتأتي هذه الليلة مكملة لليلة التي أقيمت أمس الأول وشارك بها عدد من الشعراء المتأهلين للمهرجان.

 

قالوا عن التكريم

كان  الشاعرحسن بن عبيد سعيد المطروشي ضمن أولئك الذين تمّ تكريمهم في المهرجان، وقد صدر له العديد من المجموعات الشعرية (فاطمة- قسم- وحيداً كقبر أبي- على السفح إياه- لدي ما أنسى، وهذا العام أصدر مجموعته الشعرية الأخيرة : مكتفيا بالليل) قال عن تكريمه :" أنا ابن مهرجان الشعر العماني، فقد رافقته منذ بداياته، وتحديدا من دورته الثانية عام 2000م، التي أقيمت في صحار، تشرفت حينها بنيل المركز الأول عن قصيدتي (من مذكرات الملك حسان بن تبع) التي حظيت باهتمام كبير من الشعراء والقراء على حد سواء، وقد تتابع حضوري وتواصلي بعد ذلك مع المهرجان فشاركت في أغلب لجانه، مثل لجنة تحكيم الدورة الثالثة عام 2002م، في صلالة، إلى جانب أسماء كبيرة من السلطنة والخليج العربي من بينهم الشاعر البحريني قاسم الحداد والشاعر والأكاديمي الكويتي الدكتور خليفة الوقيان، والشاعر العماني الراحل ناصر البلال، كما شاركت في لجنة تقييم النصوص في الدورة التي أقيمت عام 2006م، تزامنًا مع الاحتفال بمسقط عاصمة للثقافة العربية، وبعد ذلك شاركت في اللجان الرئيسية والإعلامية والفرز وغيرها من اللجان، كما كنت متواصلاً على الدوام مع الجهة المنظمة عبر المقترحات والآراء المتعلقة بمختلف قضايا المهرجان وتطويره". 

ويضيف المطروشي: كانت فكرة جيدة خروج المهرجان من صيغة المسابقة وبالتالي تحولت لجنة التحكيم إلى لجنة التقييم مما أتاح مشاركة الشعراء بدون حساسية المراكز، حيث يتم التعامل معهم بالتساوي، أما فيما يتعلق بتكريمي فهو بالنسبة لي لفتة كريمة وتقدير كبير لجهد متواضع قدمته للشعر في بلدي، وهناك غيري الكثير من الشعراء ممن يستحقون التكريم وهم أهل له.

 

الانطلاقة الحقيقية

 

كذلك فإنّ الشاعر علي بن أحمد الشامسي هو أحد المكرمين في المهرجان وضمن أولئك الذين وضعوا بصمتهم الواضحة في مجال الشعر، وإيجاد نمط شعري قريب من الروح.

حول تكريمه يقول الشامسي:" المهرجان هو الانطلاقة الحقيقية للجيل الحالي من شعراء السلطنة، فمنذ مهرجان نزوى الأول وإلى مهرجان صور العاشر شهدت الساحة بزوغ نجوم لامعة في سماء الشعر العماني بشقيه الفصيح والشعبي، وكان لهذا التجمع الثقافي الفضل الأول والحقيقي في وصولهم لمنصات التتويج في كثير من المحافل المحلية والخارجية".

ويضيف الشامسي: تكريمي من قبل وزارة التراث والثقافة شرف ووسام فخر واعتزاز يتوج مسيرتي الشعرية والثقافية والتي لازالت في بدايتها رغم مرور قرابة الثلاثين عاما على تكونها،  ولكن أن يتزامن هذا التكريم مع مهرجان الشعر العاشر فهو ذو دلالة كبيرة على أن المهرجان يحمل وقودا ذاتيا يدفعه للاستمرار والبقاء فمعظم المشاركين فيه من النقاد ولجان التحكيم والفرز ومقدمي الدراسات والمكرمين هم من الرواد المؤسسين لهذا المحفل الشامخ ، فأنا لا أنسى ملاحقتي لولادة بنت المستكفي في قلعة نزوى العظيمة عام 1998 ورغم أنها لم تف بموعدها المزعوم إلا أني لازلت انتظرها على شواطئ صور العفية.

 

مكرمون راحلون

كرم مهرجان الشعر العماني في دورته هذا العام عددًا من الشخصيات البارزة في المشهد الثقافي العماني، وهم الراحل السيد هلال بن بدر البوسعيدي، والذي كان ممن احتلوا الصدارة متميزاً برقة الأسلوب، وكان يطلق عليه لقب "الشاعر الظريف" أخذ العلم عن علماء وقته، قرأ القرآن عن الشيخ محمد أبي ذينه التونسي ودرس علوم العربية على يد الشيخ راشد بن عزيز الخصيبي والشيخ عيسى بن صالح الطيواني وشغل العديد من المناصب الرسمية، فقد كان نائباً لرئيس المحكمة العدلية ثم سكرتيراً خاصاً للسلطان سعيد بن تيمور ثم رئيساً لأول مجلس بلدي في العاصمة، وكان حقاً يمثل نتاج العصر الذي عاش فيه في مدحه ووصفه وتعاطفه مع الأحداث التي كانت تمر بالأمة العربية، فهو شاعر وطني اجتماعي إنساني، ففي الوقت الذي يدعو الى طلب العلم والتحرر من براثن الجهل نراه يعارض أو يرثي أو يتغزل أو يعاتب أو يشكو أو يتأمل، ويهيب بالفتاة العمانية في اجتماعياته أن تتحرر من قيود الجهل ويحثها على طلب العلم والتمتع بحقوقها التي شرعها لها الإسلام.

 

أما  الشاعر الراحل عبد القادر بن محمد الجيلاني فهو من رموز الشعر الشعبي والفصيح المعروفين في السلطنة، درس في المملكة العربية السعودية ودولة الكويت، ويعد أحد أهم من سخروا جهدهم ووقتهم من أجل الاهتمام بالفنون الشعبية العمانية التي ساهم في توثيقها وحفظها من خلال إبرازها في الكثير من مهرجانات الأعياد الوطنية، كان تربوياً بكل ما تحمله الكلمة من معنى، تدرج في العمل التربوي من معلم  للغة العربية إلى مدير  وموجه ومتابع للأنشطة التربوية التي عمل على تفعيلها وتطويرها، كما أنه- رحمه الله- يُعد من رواد الحركة الكشفية العمانية، ومن الداعمين لها، وله في هذا الجانب الكثير من الإسهامات، أخذ بيد الكثير من الشباب العماني في مجال الشعر والغناء واليوم إذ تكرمه وزارة التراث والثقافة فإن هذا التكريم من منطلق حرصها على الوفاء لمثل هذه القامات العمانية التي قدمت الكثير لهذا الوطن العزيز.

 

 

تعليق عبر الفيس بوك