المدرب الهولندي فيربيك في الميزان

 

 

 

≤ محللون وفنيون: لا جديد إذا استمرت السياسة السابقة مع لوجوين ولوبيز

≤ سيرته الذاتية جيدة لكن أي مدرب يحتاج إلى وقت

≤ المدرسة الهولندية تتميز باللعب الشامل والمفتوح ومناسبة للكرة العُمانية

 

 

الرُّؤية - وليد الخفيف – عادل البلوشي

مع إعلان اتحاد الكرة اختيار الهولندي فيربيك للتفاوض معه من أجل قيادة المنتخب الوطني الأول، تباينتْ الآراء حول اسم المدرب، وإن صبَّت معظمها لصالحه.

فمن جهته، قال سيف الجابري الرئيس الأسبق لنادي السويق: "مازلت مؤمنا بأن الفترة الحالية تحتاج لمدرب وطني حتى نرسم ونحدد أهدافنا القصيرة والبعيدة المدى".. وأضاف: "فيربيك كمدرب يعد خيارا جيدا، ولكن السؤال الأهم: ما الذي يمكن لهذا الرجل صنعه في هذه الظروف الصعبة؟ إضافة لغياب العقلية الاحترافية التي يحتاجها أي مدرب أوروبي لتحقيق أفكاره".

وطرح الجابري عدة أسئلة وجهها لاتحاد الكرة: هل هناك لجنة فنية وإدارية تستطيع وضع الاأهداف القصيرة والطويلة الأجل بما يتفق والإمكانيات المادية والبشرية المتاحة وتكون بمثابة المرشد والدليل للمدرب للمضي قدوما في تنفيذ الخطوط العريضة التي اتفق عليها الطرفان مسبقا؟! وألمح إلى ضرورة الاهتمام بالأعمار السنية التي ستدافع عن ألوان المنتخب العُماني في التصفيات المؤهلة لكأس العالم 2022 بالدوحة.

وقلل من العائد والمردود إذا استمرت السياسة السابقة التي انتٌهجت إبان عهد لوجوين ولوبيز، داعيا لتغيير جذري في التعاطي مع هذا الملف الذي وصفه بالشائك. وتابع قائلا: "الإرث لم يخلف لنا منتخبا قويا يُمكنه تحقيق الطموح؛ فالتراجع واضح للعيان وباتت مواجهاتنا بمنتخبات آسيا الضعيفة محفوفة بالمخاطر، لذا فلابد من عمل فني كبير تحت مظلة إدارية ناضجة تثمر في النهاية عن تحقيق الطموح". ومضى قائلا: "نحتاج إلى أهداف واضحة يضعها المدرب نصب عينيه، ويتعين علي الاتحاد تشكيل فريق عمل منفصل تماما عن اللجنة الفنية ويكون معنيا بالتقييم المستمر ورفع تقارير دورية للمجلس الذي يجب أن يأخذ بما جاء في تلك التقارير لإيمانه بقيمة أعضاء الفريق، وفي حالة وجود تضارب في التنفيذ فيعني ذلك أن المدرب جاء لغرض مالي بحت، أما إذا جاء التنفيذ متوافقا مع الخطة فيعني ذلك أننا في الطريق الصحيح لمستقبل أفضل كرويا".

وشدد على أهمية مخرجات المسابقة المحلية بالنسبة للمنتخب. لافتا في هذا السياق إلى قيمة الاستقرار الفني والإداري للأندية.. وختم قائلا: "العبرة في إيجاد منظومة لا تجامل وتضع المصلحة العامة فوق كل شيء، ونتوسم خيرا بأن تتقدم كرتنا بخطوات مدروسة وواعية نحو الأمام".

من جانبه، قال أحمد مبارك العلوي مدرب نادي العروبة: "فيربيك يحمل سيرة ذاتية جيدة وسبق له تدريب أقوى منتخبات القارة (كوريا وأستراليا)، وشارك في نهائيات كأس العالم مرتين، ولعب نهائي آسيا أمام اليابان، ولديه معرفة بمنتخبات القارة الصفراء، فضلا عن قيادته للمنتخب الاولمبي المغربي، وقادهم إلى أولمبياد لندن؛ الأمر الذي يصبُّ في المجمل نحو ارتفاع أسهم خبرته، ويعزِّز أسباب نجاحه. ويرى العلوي أن أي مدرب يحتاج لوقت لبناء قاعدة صلبة ينطلق منها نحو أهدافه، ونأمل أن يحقق فيربيك ما أخفق فيه سابقوه، وأن يقود الكرة العمانية نحو مستقبل أفضل على كافة المستويات، واثقين بأنَّ القائمين على شؤون الكرة في السلطنة لن يدَّخروا جهدا في سبيل تحقيق الأهداف التي ترضي طموح وتطلعات الجماهير.

ووصف يوسف الوهيبي نائب رئيس نادي السيب، اختيار اتحاد الكرة للهولندي فيربيك بالموفق، ممتدحا في السياق نفسه الخيار الثاني للبوسني صافيت، لافتا إلى أن فيربيك الذي يحمل سيرة ذاتية قوية على حد وصفه نظرا لقيادته لأقوى منتخبين في القارة، لافتا إلى نجاحه مع الكرة المغربية نقلا عن أصدقاء له في الدولة الشقيقة. وأضاف قائلا: "إذا لم تكلل المفاوضات مع فيربيك بالنجاح فالخيار الثاني بالتعاقد مع البوسني صافيت يعد جيدا؛ إذ نجح المدرب في قيادة منتخب بلاده للمونديال بعد أداء متميز أمام أعرق منتخبات أوروبا".

أما المدرب الوطني جمال بخش البلوشي، فأكد على أن المدرسة الهولندية مناسبة للكرة العمانية، إذ تتميز هذه المدرسة باللعبة الشاملة وتتيح الفرصة للاعبين باللعب المفتوح وهذا ما يتميز به لاعبو منتخبنا الوطني، خصوصا في جوانب المهارة والسرعة والتنويع في اللعب، مما يبشر ذلك بتناسب المدرسة الهولندية مع على منتخبنا الوطني. وذكر جمال بخش أن الخيارات التي تم طرحها لتدريب المنتخب جيدة وتظل الأفضل في ظل الإمكانيات الحالية، ولكن القضية الأكبر ليست متعلقة باسم المدرب، وإنما العمل الأكبر يجب أن يكون على المنظومة بشكل عام، لافتا إلى أنَّ المدرب بحاجة لوقت أكبر للعمل، والجمهور بدوره يطمح للنتائج بشكل سريع.

وقال عبدالعزيز الطارشي مدرب وطني والمشرف السابق على فرق المراحل السنية بنادي الشباب، إنَّه كان يتمنى أن يُتيح الاتحاد الفرصة للمدرب الوطني ليدير الإشراف على الجهاز الفني للمنتخب الوطني، خصوصا وأن المنتخب الوطني ليس لديه أي استحقاقات قادمة في المرحلة المقبلة. لافتا إلى أنَّ المدرب الوطني أثبت كفاءته، وكان بالإمكان التعاقد مع حمد العزاني للمرحلة المقبلة، وأوضح الطارشي أنَّ الهولندي فيربيك سيرته الذاتية غير واضحة كما أن السؤال الذي يطرح نفسه هو: هل اللاعب العماني مؤهل لتطبيق الخطط الفنية للمدرسة الهولندية التي تتميز باللعبة الشاملة، وتطرق الطارشي في حديثه إلى أن عودة منتخبنا الوطني إلى الواجهة من جديد ليست مرتبطة بمدرب معين، لكن بالعمل الجاد في اكتشاف المواهب والتخطيط السليم وإيجاد رؤية مستقبلية واضحة للمنتخبات الوطنية وتطورها والعمل على الاهتمام بشكل أكبر لفرق المراحل السنية كونها تعد الأساس للمنتخبات الوطنية مستقبلا.

وقال العراقي ثائر عدنان مدرب فريق مرباط: "إنَّ المدرب الهولندي جيد وله اسم وسيرة ذاتية جيدة، ولكنني ما زالت عند قناعتي بأنَّ اختيار مدرب وطني في هذا التوقيت سيكون الأفضل؛ فالمنتخب يمر بمرحلة إحلال وتجديد؛ الأمر الذي يحتاج مدربا ملما بكل جزئيات الكرة العمانية فضلا عن إدراكه للتحديات والعقبات التي تواجه الكرة العمانية". وختم قائلا: "ناديت في مناسبات عدة باختيار المدرب الوطني رشيد جابر لما يمتلكه من مقومات النجاح في هذه المرحلة الصعبة، وتبقى وجهة نظر شخصية، غير أنَّ ذلك لا يتعارض مع الاحترام العميق لخيار اتحاد الكرة".

تعليق عبر الفيس بوك