استعراض رحلة "جوهرة مسقط" في محاضرة بجامعة السلطان قابوس

...
...
...

 

مسقط- الرؤية

نظم قسّم التاريخ بكليّة الآداب والعلوم الاجتماعية في جامعة السلطان قابوس، محاضرة عن سفينة جوهرة مسقط، وحضر المحاضرة الطاقم الذي أبحر بالسفينة من مسقط إلى سنغافورة بقيادة القبطان صالح بن سعيد الجابري وعدد من أساتذة وطلبة قسم التاريخ في الكليّة.

وسلطت المحاضرة الضوء على 3 محاور متعلقة بالسفينة، وتضمّنت نبذة عن السفينة، وكيف تم بناؤها، والهدف من تأسيس السفينة وإرسالها إلى سنغافورة. وفي بداية المحاضرة، ألقى القبطان صالح بن سعيد الجابري كلمة قال فيها إنّ هذه الرحلة التاريخية لم تأتِ في يوم وليلة بل جاءت بعد جهد ومثابرة وعمل شاق، واستطاع طاقم السفينة تحقيق هذا الإنجاز الكبير من منطلق الإيمان بأنّ الإنسان قادر على الوصول إلى أهدافه إذا وضعها نصب عينيه. وتحدث الجابري عن مسيرته حيث ولد في منطقة حرامل وهي منطقة جبليه، لكنه عشا في البحر منذ الولادة، وكان يمارس الإبحار في منطقة سداب عبر قارب خشبي. وأضاف: "وضعت 3 أهداف نصب عيني وهي أن أصبح ضابطا في البحرية السلطانية العمانية وأن اتجول حول العالم وأرفع علم السلطنة في كل بقعة أصلها، وأن التقي بحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم- حفظه الله ورعاه- ولله الحمد استطعت تحقيق جميع أهدافي". وأشار الجابري إلى أن جوهرة مسقط غادرت مياه السلطنة في 16 فبراير 2009 ورست في عدة محطات؛ منها كوتشن بالهند وريلانكا وماليزيا، وفي 3 يوليو وصلت السفينة إلى سنغافورة؛ حيث استغرقت الرحلة 5 شهور. وأوضح أنّه تمّ بناء هذه السفينة على غرار سفينة عربية مصنوعة من ألواح الخشب المربوطة بالحبال تعود للقرن التاسع وقد عثر على بقايا هذه السفينة قبالة سواحل إندونيسيا 1998، وعلى متنها 60 ألف قطعة من المشغولات اليدوية والفخارية الصينية. وبين أنّه تم تشبيك الألواح الخشبية التي دخلت في بناء السفينة يدويا بشاطئ قنتب بمحافظة مسقط، وذلك باستخدام حبال بطول 100 كم و70 ألف غرزة، وتمّ ربط السفينة بألياف النارجيل لجعل بدن السفينة مقاومًا للماء.

يشار إلى أنّ مشروع جوهرة مسقط يأتي ضمن جهود السلطنة لتعزيز وإحياء تراثها البحري العريق؛ إذ يعمل المشروع على إحياء الطرق التقليدية لبناء القوارب والمحافظة عليها وإحياء التراث البحري العريق للسلطنة   وتاريخها المجيد. ويعمل المشروع على إلهام الشباب في السلطنة وفي الموانئ التي رست فيها السفينة، وتمكينهم من الاطلاع وبشكل مباشر على تقنيات الإبحار القديمة. وتم إنشاء مركز تعليمي بالسلطنة يعنى بتوثيق بناء السفينة وسيرها في رحلتها الملحميّة من مسقط إلى سنغافورة. بعد الانتهاء.

تعليق عبر الفيس بوك