المستشفى السلطاني يحقق إنجازا نوعيا في سلامة المرضى المرقدين

 

 

مسقط - الوليد الهنائي

استطاع المستشفى السلطاني تحقيق إنجاز نوعي في مجال السلامة العامة للمرضى المرقدين، يتمثل في استحداث برنامج "إجراءات السلامة لتفادي حوادث سقوط المرضى المرقدين" في كافة أقسام الترقيد بالمستشفى السلطاني.

ويأتي استحداث برنامج "إجراءات السلامة لتفادي حوادث سقوط المرضى المرقدين " الذي يعد مثالا لتطبيق استراتيجيات ترسيخ سلامة المرضى في إطار حرص المستشفى السلطاني على تعزيز إجراءات السلامة العامة للمرضى داخل المستشفى، ورفع مستوى وعي الكوادر الصحية حول مبادئ سلامة المرضى المرقدين خاصة، إلى جانب الارتقاء بجودة الرعاية الصحية وسلامة المرضى بشكل عام.

كما يسهم البرنامج في تطبيق مجموعة من المبادئ ونشر ثقافة التعاون والمساهمة في المشاريع الواعدة وإعداد قياديين متميزين في قطاع التمريض، فضلاً عن إتاحة أفضل الفرص والممارسات لتحسين سلامة ونوعية الرعاية الصحية للمرضى.

البرنامج يشمل قياس خطر التَّعرض للسقوط لبعض فئات المرضى وتصنيفهم حسب قياس معين وإجراءات تضمن تقليص المخاطر من حالات الانزلاق والسقوط خلال مكوثهم في أقسام الترقيد الداخلية أو ارتيادهم لمرافق المستشفى الأخرى، وإجراءات الإبلاغ والتوثيق الصحيح لحالات السقوط حيث يعتمد البرنامج أفضل الممارسات التمريضية المطبقة عالميًا، ويذكر بأن مؤشر سقوط المرضى (لكل ألف يوم ترقيد) يعتبر أحد مؤشرات جودة التمريض المعتمدة عالمياً والمدرجة ضمن مؤشرات جمعية أبحاث الرعاية الصحية والجودة (AHRQ) في الولايات المتحدة الأمريكية.

ويشتمل البرنامج طرقاً لضمان استمرارية وتطوير الإجراءات والممارسات المتبعة وضمان دعم القيادات التمريضية في المستشفى لإنجاحه، كما أوجد البرنامج آليات لنشر التوصيات والدروس التي تستقى من الحالات المبلغ عنها والموثقة لدى المستشفى، إذ يتم عرض ونقاش مخرجات البرنامج ممثلة بأي تغير في مؤشر سقوط المرضى في اجتماعات اللجنة الطبية في المستشفى والتي يترأسها مدير عام المستشفى السلطاني وتعقد اجتماعاتها شهرياً .

فمنذ تدشين البرنامج في الأول من يناير 2016م تَمكن الطاقم التمريضي من تقليص نسبة حوادث سقوط المرضى المرقدين إلى 0,4-0,6 لكل 1000 يوم تنويم مقارنة بالنسب العالمية لهذا المؤشر والتي تبلغ 3,6 لكل 1000 يوم تنويم.

 

وفيما يتعلق ببرنامج "إجراءات السلامة لتفادي حوادث سقوط المرضى المرقدين "، أوضحت ميا الإسماعيلية، مدرسة إكلينيكية ومشرفة البرنامج بالمستشفى السلطاني أن أكثر الفئات التي تتعرض إلى حالات السقوط في المؤسسات الصحية هي فئات كبار السن والأطفال، والمرضى الذين يتناولون أدوية لها آثار جانبية تؤدي إلى اختلال في التوازن أو اضطرابات في الرؤية والسمع، والمرضى الذين يتناولون أدوية مدرة للبول. عليه شَرع المستشفى السلطاني في تكوين فريق تمريضي من كافة الأقسام الداخلية، بهدف الحد من حالات سقوط المرضى المرقدين، وذلك عبر انتهاج مجموعة إجراءات وقائية من أهمها تصنيف المرضى حسب خطورة التعرض للسقوط بقياس معين. حيث تقوم الممرضة بتقييم حالة كل مريض والتعرف على احتمالات تعرضه للسقوط من خلال معلومات تتعلق بحالته الصحية وبيانات تقييم معينة معروفة في القطاع الصحي، في حالة وجود احتمال للسقوط تقوم الممرضة باتخاذ إجراءات معينة بهدف تقليل احتمال سقوط المريض حيث تشمل الإجراءات احتياطات تتعلق بالبيئة المحيطة كالسرير والإضاءة أو تسهيلات استخدام مرفقات الأخرى كما ويتم إعادة تقييم المريض تبعاً لتغير حالته الصحية أثناء مكوثه في المستشفى. كما عمل الفريق على نشر الوعي وثقافة الحرص على سلامة المريض المعرض للسقوط من خلال دورات تدريبية للعاملين الصحيين بصفة دورية حول إجراءات وسبل تقليل حوادث سقوط المرضى، ودليل إرشادي حول معايير ومبادئ السلامة العامة.

كما اسُتحدثت استمارة "المريض المرقد"التي تتضمن بيانات المريض ووضعه الصحي وبيانات عن الأدوية التي يتناولها، وذلك لتقييم احتمالية تعرض المريض للسقوط، إضافة إلى مراقبة ورصد احتياجات المريض باستمرار وبالتالي تقليل حوادث السقوط، علاوة على أنه يجري بعد أي حادثة سقوط مريض إبلاغ وتوثيق الحالة ومن ثم التحقق من الملابسات والأخذ بالدروس والعبر والتي قد تشكل فرصاً أخرى لتطوير منظومة الوقاية على مستوى أداء الطاقم التمريضي كأفراد أو إعادة النظر في البيئة المحيطة بالمريض أو منظومة تقديم الرعاية الصحية.

 

تعليق عبر الفيس بوك