حصة الرياضة المدرسيَّة

 

 

محمَّد العليان

منذ أن دخلت الرياضة المدرسية في المدارس وهي تمثل حصة أو حصتين في الأسبوع ، على أيامنا في أواخر الثمانينيات كُنا نعتبر هذه الحصة كطلاب مباراة تحدِّي بين طلاب الفصل، وتقسيم الطلاب الرياضيين إلى فريقين. أما غير الرياضيين، فكانوا إمَّا مشاهدين أو متفرجين، والروح والحماس كانا موجودين بيننا، والتنافس على من سيفوز بالمباراة؟! وكان مدرس التربية الرياضية في أغلب الأوقات هو حكم هذه المباريات في الحصة الرياضية؛ حيث كانت الحصة بعيدة كُل البعد عن هدفها الرياضي في المدرسة، هكذا كانت حصة الرياضة في المدارس التعليمية لا نظام ولا أسس ولا تدريبات ولا ثقافة...إلخ؛ حيث كنا نحن كطلاب ننتظرها بفارغ الصبر في الأسبوع لنفرغ طاقتنا فيها بصورة عشوائية؟ ولما وصلنا للمرحلة الثانوية تقلصت هذه الحصة من حصتين إلى حصة واحدة في الأسبوع.

أما الأحلى والممتع بعد هذه الحصة في الرياضة المدرسية، هو دوري الصفوف الداخلي للمدرسة لكرة القدم؛ لما لهذا الدوري من تحدٍّ بيننا كطلاب؛ حيث كانت الملاعب في المدارس من الأسمنت والأخرى من تراب. ورغم خطورتها على اللاعب، إلا أنَّ اللعب عليها كان ممتعًا، أما إذا تحدثنا أو وصفنا حصة الرياضة في وقتنا الحالي، فسنجد معظمها تُستبدل بحصص أخرى علمية، وأيضا لا تجد في الملعب سوى طلاب لاعبين قليلين يُمارسون لعبة كرة القدم وأيضا بدون نظام. وبالمحلية ممكن نقول ونصف الحصة الرياضية في وقتنا الحالي بأنها حصة لـ"شم الهواء" لدقائق معدودات، رغم أنَّ هذه الحصة تُعتبر فسحة للطالب، وترفيها لنصف ساعة في الأسبوع المكتظ بالدراسة، والمضغوط أيضا بالواجبات والبحوث، وفقدت هذه الحصة الرياضية من قيمتها في الوقت الحالي كترفيه للطلاب رغم توافر الملاعب المعشبة وملاعب الترتان على مستوى كافة الألعاب، وأصبح لا وجود لها حيث لا يجد الطالب إشباعَ رغبته من هذه الحصة.

إنَّ الرياضة المدرسية تعتبر في الدول الأخرى هي تأسيس للطالب الرياضي وتثقيفه وبث روح الانتصار والتحدي ورغبة الفوز فيه، وتعتبر مساعدة للوصول إلى البطولات، إضافة إلى كيفية تعامله مع المجتمع الرياضي الداخلي وغير الرياضي وتعليم السلوك والأخلاق واحترام الآخرين. وباختصار؛ تعتبر منهج تدريس ومادة في معظم الدول المتقدمة، ولكن عندنا للأسف يعتبر الأغلبية حصة الرياضة هي مضيعة للوقت في المدرسة وللطالب عن دروسه؛ لذلك نجد أنَّ التربية البدنية مفقودة في مدارسنا ولدى طلابنا، والرياضة المدرسية يعتبرها الأغلبية هي أساس ومخرجات وتطعيم المنتخبات بالمواهب المختلفة لمعظم الألعاب، والمدرسة هي التي تصقل الموهبة الرياضية أولا، ويتم تصديرها للأندية والمنتخبات ثانياً. وما نراه عندنا هو العكس.. والهرم بالمقلوب!

-------------------------

آخر الكلمات: "الحر الجائع خير من العبد السمين".