بعد التوسع العمراني الكبير

أهالي البريمي يطالبون بوضع لافتات بأسماء الشوارع والطرق الرئيسية والفرعية لمواجهة التوسع العمراني

...
...
...
...
...
...
...
...

 صعوبة في وصول المواطنين والمقيمين والخدمات المختلفة للعنوان المطلوب

وضع أسماء الشوارع في مكان واضح ينعكس إيجاباً على المظهر الحضاري

البريمي- سيف المعمري

طالب أهالي البريمي الجهات المختصة بوضع لافتات تتضمن أسماء وأرقام الطرقات الداخلية لتسهيل الوصول إليها من مختلف المواطنين والمقيمين وكذلك لتسهيل دخول وخروج مختلف المرافق العامة وخاصة الدفاع المدني والإسعاف وناقلات المياه والغاز وغيرها، حيث تشهد المخططات السكنية توسعا عمرانيا مستمرا لايتزامن معه وضع لافتات بالأسماء والأرقام للطرق الرئيسية والفرعية الجديدة.

وفي هذا الصدد يقول سعيد بن سالم اليعقوبي إنّ تسمية الطرق الرئيسية والفرعية الداخلية وترقيم الشوارع والمباني والمنازل السكنية أحد أهم عناصر المدينة الحديثة التي أصبحت متطلبا حيويا في عصرنا الحالي وتطبقها أشهر المدن العالمية وتشكل لبنة رئيسية في تخطيط المدن، وكلنا شاهدنا عند السفر للخارج التطور السريع في الدول المتقدمة والصناعية العملاقة مثل اليابان وألمانيا وبريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة والتي تمتاز بالتقدم التكنولوجي والتطور في شتى نواحي الحياة حيث سرعة وسهولة الاتصالات، بسبب اهتمامها الكبير بدقة ترقيم الشوارع والأحياء بطرق مختلفة وباستخدام تقنيات عديدة للعنونة.

ويضيف اليعقوبي قائلا: "تحتاج البريمي مع التطور العمراني الذي تشهده إلى الجدية في تطبيق نظام ترقيم وتسمية الطرق والأحياء بالمناطق السكنية، خاصة وأنها تتمتع بمقومات منها موقعها الجغرافي المتميز وقربها من دول مجلس التعاون الخليجي مما جعلها وجهة رئيسية للقادمين من المحافظات الأخرى بالسلطنة أو من الدول المجاورة، وكذلك الاستثمار الاقتصادي والسياحي والتطور العمراني السريع، واتساع اسـتخدامات الأرض وتنوع المباني وانتشارها مما أدى إلى صعوبة الوصول إلى العنوان المطلوب للمسكن أو الشارع المقصود من قبل المقيمين بها أو الزائرين، وكذلك صعوبة الوصول من قبل وسائل الخدمات المختلفة سواء كانت خدمات حكومية أو خاصة كالمطاعم أو الفنادق؛ لذلك تبرز أهمية الحاجة إلى إيجاد نظام متطور للعنونة يتناسب مع هذا النمو السريع الذى تشهده ولاية البريمي ويساعد في نفس الوقت في توضيح المعالم المختلفة الموجودة، وذلك لحاجتنا إلى نمط جديد في التعرف على المناطق السكنية والأبنية بمختلف مسمياتها والطرق والأماكن، ففي الماضي لم تكن هناك أي معاناة في الوصول إلى أي حارة أو شارع، أمّا الآن فقد تطورت البريمي واتسعت رقعتها العمرانية إلى خارج الحدود القديمة، وصار هناك كثير من الشوارع والمخططات السكنية الجديدة، مما جعل مهمة الوصول إلى الشارع أو المسكن صعبة على المواطن أو الزائر أو الخدمات الأخرى كالهاتف، والكهرباء، المياه، الأمن والدفاع المدني والصحة والتعليم، مما يوجب إيجاد نظام متطور للعنونة يتناسب مع هذا النمو ويساعد في نفس الوقت في توضيح معالم الولاية، حيث وصل عدد سكان محافظة البريمي حسب آخر إحصائية من المركز الوطني للإحصاء والمعلومات في شهر 10 لعام 2016م نحو (108,810) ألف نسمة منهم (53,798 ) عمانيا و (55,012) وافدا.

ويشير اليعقوبي إلى أنّ العنونة ستحدد بشكل دقيق كافة المواقع في البريمي وتسهل الوصول إلى عناوين السكان، خصوصا في الحالات الحرجة والطارئة، ومعرفة عنوان الشخص أو الجهة المراد الذهاب إليها، وتوضيح الاتجاهات الأربعة، وتواصل أفضل عبر الهواتف الذكية باستخدام أنظمة التطبيقات الحديثة والاستغناء عن اللجوء إلى السؤال أو استعمال الخارطة في كل مرة، إضافة إلى سرعة الاستجابة بالنسبة للخـدمات الأمنية كالإسعاف والدفاع المدني، وتوزيع التجهيزات الأساسية لمختلف المرافق كالهاتف والكهرباء والماء والصحة والتعليم وتسهيل مهمة المواطن والمقيم في حصوله على الخدمات بأقل جهد وبدقة، وكذلك المساعدة في قاعدة بيانات صحيحة ومتجددة، ورفع مستوى أداء الخدمات البلدية القدمة للسكان، وربط الولاية بالعالم الخارجي، إضافة إلى ضرورة تسمية الشوارع بأسماء نابعة من تراث المحافظة لتجسيد التراث وحضارة الولاية وعدم اندثارها بمرور الوقت، وتقليل استهلاك الوقود، وخفض معدلات التوث وتعزيز الخدمات اللوجستية، وفي هذا السياق نجد معاناة عندما نطلب إحدى الخدمات من مطعم مثلاً ونضطر لوصف العنوان حسب قرب المنزل من مدرسة أو مسجد او محطة.. كذلك نعاني مع شركات المفروشات والأثاث أو مكاتب الشحن بنفس الدرجة، حتى الشرطة أو الدفاع المدني تعتمد على معرفة رقم الهاتف وعندما يصبح قريباً من السكن لابد أن تذهب لإحضاره.!! ، والمعاناة تبلغ ذروتها في المناسبات، إذ يأتي الزائرون من أماكن بعيدة ولا يتمكنون من الوصول بسهولة إلى المكان الذي تقام فيه المناسبة، وكثيرا ما نشاهد بين حين وآخر لوحات ولافتات مشوهة للمنظر الحضاري للولاية بأشكال مختلفة غير منظمة توضع في طرق الولاية لتدل على مناسبة ما.

كذلك يتطلب الأمر ضرورة وضع برنامج شامل للتوعية باستخدام برامج الإعلام المختلفة وإعداد دراسات توضيحية مبسطة لتعريف المواطنين بالنظام وتلقي أي ملاحظات عليها، كما يتطلب البدء في تغيير بعض مسميات الأحياء بالولاية، وإطلاق تسميات حضارية أو تاريخية بدل أسماء أحياء كـ "العوهه أو العقدة" بأسماء تعكس هويتنا وتراثنا الثقافي وأيضا البعد عن الأسماء المكررة نسبيا كـ "الخضراء القديمة، الخضراء الجديدة، الخضراء السيح" حان الوقت لتسمية بعض الشوارع بأسماء "أعلام عمانية" تذكرنا بسيرة هؤلاء الشخصيات سوءا كانوا (علماء أو مشايخ)، كما أود إعطاء فكرة عما توصلت اليه بعض الدول الأخرى من استخدام رموز الاستجابة السريع الذكية QR"" "كيو آر كود" والتي هي عبارة عن مربعات بيضاء اللون وسوداء متصلة بعضها بعضا توضع على جنب لافتات الطرق حيث تستطيع الهواتف المحمولة أو الأجهزة الذكية عموماً مسح هذه المربعات وقراءة بيانات إضافيّة فكل ما على المستفيد من الخدمة هو مسح بيانات رمز الاستجابة السريع ليحصل على معلومات كاملة حول اسم الشارع ومعناه وتحديد أهم المواقع المجاورة المهمة إلى جانب الفعاليات المحلية في المنطقة من خلال إرسال إحداثيات المواقع بدقة عالية وكذلك يتيح لك إرسال موقعك لمن ترغب في الوصول إليك بسهولة.

 ضرورة ملحة

وبدوره يقول إبراهيم بن خليفة النعيمي إنّ عنونة المناطق السكنية من خلال تسمية وترقيم الطرق الداخلية أصبح ضرورة مُلحة وذلك بعد التوسّع العمراني والتمدد السكاني في الولاية خصوصاً في المناطق الجديدة، وتسهيلاً لوصول الخدمات بصورة صحيحة وسريعة، ولا شك أنّ الولاية بحاجة لتسمية جميع الطرق والشوارع حيث لم أشاهد تسمية لأي شارع في الولاية ما عدا تسمية الدوارات في الآونة الأخيرة مثل دوار السوق ودوار الطلعان ودوار الجامع، ولهذا من الضروري وضع أسماء للشوارع في مكان واضح وبارز حتى يشاهده سالكو الطرق والزوار للولاية وهو ما ينعكس إيجاباً على مظهر الولاية الحضاري، وسيساهم في خدمة مختلف الجهات الأمنية والخدمية ويساهم بالتأكيد في سهولة الوصول للمنطقة ومعرفة المناطق بدقة وأيضا كذلك يخدم ساكني وقاطني وزائري الولاية، حيث إن من الصعوبات التي تواجه الجميع هي عدم المعرفة الكاملة بأسماء المناطق خصوصاً الحديثة، كذلك مرتادو وزوار الولاية يُعانون من صعوبة الوصول للأماكن المراد زيارتها بدقة، وأيضا الجهات الأمنية كالشرطة والدفاع المدني والإسعاف يجدون صعوبة في معرفة الأماكن بالتحديد، كذلك مركبات الأجرة يعانون أحياناً من عدم تسمية الطرق، كذلك من فوائد عنونة وتسمية الطرق، التسمية بأسماء من لهم تاريخ عظيم في الوطن على مر الزمان وأيضا أسماء شخصيات إسلامية معروفة، بالتالي ينمي ثقافة المجتمع بتاريخ تلك الأسماء العريقة وإكراماً لتلك الشخصيات التي قدمت أعمالا جليلة للإسلام والوطن.

أسهل الطرق

بينما يقول غانم الحساني إنّ تسمية وترقيم الطرق الداخلية هي عملية تسهل الوصول إلى المكان بأسرع وأسهل الطرق كوصول سيّارات الإسعاف أو الأجرة التي تطلب عن طريق الهاتف أو حالات الطوارئ وكما هو معلوم ليس بمقدرة الجميع استخدام تطبيقات الهواتف الذكية، كذلك توجد شوارع تحتاج لتسمية في المناطق الأخرى كالخضراء وصعراء وحماسة، وحتى في الوضع الراهن التطبيقات الذكية ليست بالجودة المطلوبة، كما أنّ في بعض الدول المتقدمة يكفي فقط ادخل اسم الشارع ورقم البيت لتصل خلال ثوانٍ، ولا توجد حاجة للقلق والتوتر والانتظار بل استخدام طرق معقدة في الخروج وانتظار القادم لتدله على المنزل وبالتأكيد بعد فترة سوف يحتاج نفس القادم لنفس السيناريو، كذلك توجد طرق غير معبدة في المناطق الجديدة كما تفتقر المناطق والأحياء الأخرى لتعدد الطرق فنجد فقط طريقا واحدًا مما يجعل حركة السير بطيئة خصوصًا وقت الذروة وهذا يولد تأخيرا في المدارس وفي العمل مما يؤدى إلى قلق وضغط وتوتر يؤثر على الصحّة.

ويضيف الحساني قائلا: لابد أن نرتقي بمستوى الخدمات وهنا نحتاج أن يلعب المجلس البلدي في المحافظة دورًا أكبر ويضع يده بيد البلدية والدوائر الحكومية الأخرى في تطوير شبكة الطرق الداخلية وتصميم شبكة طرق مرنة وتسهل الوصول للأسواق والمؤسسات الحكومية والخدمات الأخرى المتعددة في الولاية، كما أنوه أنّ إطلاق أسماء الصحابة أو إطلاق أسماء من التراث العماني من شأنه أن يعزز السلوكيات الإيجابية في المجتمع ويربط المجتمع بماضيه.

وأشار محمود بن سالم الشبيبي إلى الفوائد الكبيرة العائدة من تسمية الطرق الداخلية في الأحياء السكنية، ومنها معرفة المربعات السكنية ومعرفة المناطق وتحديدها ليتسنى الوصول إليها بكل سلاله وخاصة في مناطق أرض الجو والغريفة وحي النفحات ومنطقة العقدة، حيث تسهم العنونة في إيضاح كل مربع سكني كذلك يسهم في شرح اسم المنطقة المطلوب الوصول إليها.

تعليق عبر الفيس بوك