هافانا حزينة.. وميامي ترقص

كوبا تودّع "الرفيق" الأخير

 

 

كاسترو قبل وفاته بـ 6 أشهر: لم أتوقع أبدًا أن أعيش 90 سنة

الوريث ينهي خطاب الوداع بشعار الثورة "إلى النصر دوما"

أمريكا تتخلص أخيرا من شوكة "تاريخية" في خاصرتها

أطول الزعماء حكماً في النظم الجمهورية عاصر 9 رؤساء أمريكيين

 

 

 

هافانا – الوكالات

توفي الزعيم الكوبي فيدل كاسترو عن عمر ناهز 90 عاماً، بحسب ما أعلن شقيقه الأصغر الرئيس راؤول كاسترو. وقال راؤول، الذي خلفه في منصب الرئيس عام 2008. وحكم فيدل كاسترو كوبا عبر نظام الحزب الواحد لنحو 50 عامًا قبل أن يسلم السلطة لشقيقه راؤول. ويقول أنصار كاسترو إنّه أعاد بلدهم إلى شعبها. لكنه يُتهم بقمع المُعارضة.

وخاطب الرئيس راؤول كاسترو، الذي بدا شاحبا وحزينا، الشعب الكوبي في خطاب متلفز قائلاً إنّ شقيقه قد مات وإنه ستتم مراسم حرق جثمانه في وقت لاحق وفقاً لوصيته. وأنهى راؤول خطابه بترديد الشعار الثوري الكوبي "إلى النصر دومًا".

وتستمر مراسم الحداد الوطني في كوبا على زعيمها حتى 4 ديسمبر، حيث سيُدفن رماده بعد حرق جثمانه في مدينة سنتياغو الواقعة جنوب شرقي كوبا.

وكان فيدل كاسترو قد تقاعد عن الحياة السياسية في الفترة الأخيرة، باستثناء كتابته أحيانًا عموداً في صحيفة كوبية. وكان كاسترو أدلى بخطاب نادر في أبريل، في اليوم الأخير من مؤتمر الحزب الشيوعي الكوبي.

وأكد خلال الكلمة على أنّ المبادئ الشيوعية في كوبا لا تزال حيّة وأن الشعب الكوبي "سينتصر". وقال: "قريبًا سيصبح عمري 90 عامًا، وهو أمر لم أتوقعه مطلقًا". وأضاف قائلاً "سأكون قريبًا مثل الآخرين" في إشارة إلى أن موته قد اقترب. وقد أحدث موته حالة من الصدمة في العاصمة هافانا.

وقد نجا كاسترو من عدة محاولات لاغتياله خلال القرن العشرين، وكان أطول زعيم ظل في السلطة في نظام جمهوري وليس ملكي؛ إذ تعاقب على حكم الولايات المتحدة خلال فترة توليه السلطة عشرة رؤساء أمريكيين.

وأثناء فترة علاجه من مرض في الأمعاء أصابه في عام 2006، سلم كاسترو السلطة لأخيه راؤول مؤقتًا، الذي ظل يُدير مهام منصبه حتى أصبح رئيساً بصورة رسمية بعد ذلك بعامين. وخلال فترة الحرب الباردة، ظل فيدل كاسترو، الذي اختير رئيساً عام 1976، شوكة في خاصرة الولايات المتحدة.

وقاد كاسترو جيشاً صغيراً من مقاتلي حرب العصابات، ليتمكن من الإطاحة بحاكم كوبا العسكري حينها، فوليغنسيو باتيستا، مستخدماً تكتيكات بارعة في حرب العصابات، ومحققاً دعماً جماهيريًا كبيرًا له.

وخلال عامين من سيطرته على السلطة، أعلن كاسترو اعتماد الأيديولوجية الماركسية- اللينينية خطًا لثورته، وربط كوبا بصلات متينة مع الاتحاد السوفييتي.

وعلى الرغم من التهديد الأمريكي المستمر بغزو كوبا والحصار الاقتصادي الذي فرضته على الجزيرة، فإنّ كاسترو تمكن من المحافظة على ثورته الشيوعية في بلد لا يبعد سوى 145 كيلومترًا عن شواطئ فلوريدا الأمريكية حيث تعيش جالية كوبية من معارضي نظامه.

وقد شهدت مدينة ميامي الأمريكية، التي تضم أكبر جالية كوبية من المعارضين للحكم الشيوعي في بلادهم، بعض الاحتفالات برحيل كاسترو في عدد من أحيائها.

وقد أثر انهيار المعسكر الاشتراكي عام 1991 كثيرا على أوضاع كوبا خاصة الاقتصادية إلا أن بعض المحللين يرون أن الحكومة تمكنت من التقليل من آثاره السلبية.

وقدم الرئيس الأمريكي باراك أوباما تعازيه أمس لأسرة فيدل كاسترو في وفاة الزعيم الكوبي وقال إن التاريخ سيحكم على تأثيره في كوبا والعالم. وقال أوباما في بيان "في هذه اللحظة التي رحل فيها فيدل كاسترو نمد يد الصداقة إلى الشعب الكوبي. التاريخ سيُسجل وسيحكم على التأثير الضخم لهذه الشخصية المنفردة على الشعب وعلى العالم من حوله." وأضاف أوباما أنه سعى خلال رئاسته إلى "طي صفحة الماضي" والعمل على مستقبل يبني على تلك الأمور المُشتركة.

وبعث الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس برقية تعزية في وفاة الزعيم الكوبي فيدل كاسترو ووصفه بأنّه "كان مدافعا صلبا عن قضايا وطنه وشعبه وعن قضايا الحق والعدل في العالم." وقال في البرقية التي بعثها للرئيس الكوبي راؤول كاسترو "باسم دولة فلسطين وشعبها وباسمي شخصياً نتقدم لفخامتكم ومن خلالكم لشعب كوبا الصديق بصادق تعازينا بوفاة القائد فيدل كاسترو."

 

 

 

1926 ولد كاسترو شمالي شرق كوبا لأسرة ثرية

1953 سجن بعد قيادته انتفاضة فاشلة ضد نظام باتيستا

1955 أطلق سراحه بعد صدور عفو عام

1956 بدأ مع تشي جيفارا حرب عصابات ضد الحكومة

1959 أسقط نظام الجنرال باتيستا.. وتولى رئاسة وزراء كوبا

1961 قاوم غزوا برعاية المخابرات الأمريكية في خليج الخنازير

1962 وافق على نشر الاتحاد السوفييتي صواريخ نووية في كوبا

1976 انتخبته الجمعية الوطنية الكوبية رئيسًا لكوبا

1992 توصل إلى اتفاق مع الولايات المتحدة بشأن اللاجئين الكوبيين

2008 سلم الرئاسة لشقيقه راؤول لمعاناته من مشكلات صحية

تعليق عبر الفيس بوك