تضارب التفسيرات حول أسباب رحيل الأمين العام السابق

مصادر لـ"الرؤية": استقالة الزدجالي من "اتحاد القدم" تهدف إلى تحقيق المصلحة العامة

الرؤية- خاص

في أعقاب استقالة سلطان الزدجالي الأمين العام والمدير التنفيذي للاتحاد العماني لكرة القدم، ثارت الأسئلة التي تسعى إلى إجابة حقيقية وشافية حول دوافع القرار المفاجئ، والأسباب التي "أجبرت" الزدجالي على توديع الاتحاد الذي لم يجف حبر انتخابات مجلس إدارته حتى الآن.

الجماهير ومحبو الساحرة المستديرة وكذلك المراقبون أطلقوا علامات الدهشة من قرار الاستقالة، لكن أحدا لم يفلح في أن يضع يده على ما يبدد هذه الدهشة، فيما نُقل عن الزدجالي قوله إنّه كان "يرغب في الاستمرار بمنصبه وتكريس خبرته لخدمة اتحاد الكرة إلا أنّ الوقت حان لإفساح المجال". لم تستطع "الرؤية" الحصول على إضافة لهذه الجملة المقتضبة والدبلوماسية، وحاولت الاتصال به لكن دون فائدة، فيما تتزايد الأسئلة حول فحوى الاستقالة والأسباب الحقيقية التي لم يذكرها نص الاستقالة. القرار كان مفاجئا بمعنى الكلمة نظرا لأنّ الزدجالي لم يتحدث مطلقا عن رغبته في عدم الاستمرار، بل إنّه كان مفعما بالنشاط والتشجيع من كثيرين لمواصلة العمل في الاتحاد والتعاون مع الآخرين لما فيه خير ومصلحة المنظومة الكروية بالسلطنة. علاوة على أن تيارا عريضا من الوسط الكروي كان يتمنى استمرارية الرجل الذي وحسب تصريحه، امتنع عن البوح بأي شيء في حينها حتى يضمن الاستقرار التام للمؤسسة التي تعنى بتطوير كرة القدم.

الزدجالي رفض الحديث إلى "الرؤية"، تعليقا على قرار الاستقالة، إلا أن مصادر مطلعة على أسباب الاستقالة تحدثت لـ"الرؤية" شريطة عدم نشر اسمها، وقالت إن "النية كانت مبيتة لدى بعض أعضاء اتحاد الكرة لتنحية الزدجالي، وهناك آخرون داخل الاتحاد ربما رأوها فرصة مناسبة تصب في صالح دورة العمل، وبالتالي صار حريا به الانسحاب وإفساح المجال للكوادر الجديدة التي قد تضيف شيئا في قادم السنوات".

المصادر أكدت كذلك أنّ "أي بيئة عمل أو مؤسسة لا تخلو من التباينات والتجاذبات والإختلاف في الآراء والأفكار وهي أمور واردة، لكن الأهم من كل ذلك أن تستمر مؤسسة اتحاد الكرة في أداء مهامها ودورة عمل إداراتها ولجانها، وليرحل هذا ويأتي ذاك، وبهذا أو ذاك فإنّ العمل مستمر".

ومض المصدر يقول: "إنه ومن الوهلة الأولى وبعد الانتخابات مباشرة كان واضحا أنّ الزدجالي مستهدف، وأن خروجه لا يعدو مسألة وقت لا أكثر؛ حيث وفي أكثر من لقاء أو اجتماع تكون الرؤية غير واضحة والغموض يكتنف كل شيء، فضلا عن أنّ بعض الأعضاء كانوا كثيرا ما ينتقدون عمل الأمانة العامة وأنّها الخاصرة الرخوة في المؤسسة على الرغم من أنّه لم تمض فترة كافية بعد لإدراك كيف كانت تسير الأمور، كل هذا وأمور أخرى منها تمديد عقده لشهرين فقط والتي تنتهي بنهاية شهر نوفمبر قد دفعت سلطان الزدجالي إلى تقديم الاستقالة".

مصادر أخرى عليمة بموقف الزدجالي تحدثت لـ"الرؤية" وقالت "كانت رغبة اتحاد الكرة في التعاقد معه لمدة شهرين فقط، وهذا ولّد لديه إحساس بعدم الاستقرار وأنّها فترة قصيرة لتقييم عمل الأمانة العامة"، وبالتالي كان من الأجدر ولضمان استمرارية منظومة العمل وكفاءته أن يرحل ويترك المجال لمن يرى أنّه أكفأ منه. وأكدت المصادر أنّ الزدجالي يعبر عن احترامه لوجهة نظر أعضاء اتحاد الكرة الذين يرون في استمراريته "تعطيلا" لرؤيتهم المستقبلية للكرة العمانية، على حد قولهم.

غير أنّ المصادر دعت الجميع إلى الهدوء ودعم ومؤازرة الاتحاد الحالي، بما يخدم مسيرة الرياضة العمانية ومنظومة كرة القدم.

يشار إلى أنّ الزدجالي عمل مع الاتحاد لفترة تجاوزت 3 سنوات، تدرج خلالها في المناصب، وسعى إلى تطوير كرة القدم العمانية من الناحية التقنية والإدارية، وحقق نجاحات عدة مع مجلس الإدارة السابق، فضلا عما يتمتع به من شعبية وتقدير في الأوساط الرياضية. وشغل الزدجالي منصب مدير دائرة النظم باتحاد الكرة إضافة إلى مدير للشؤون الإدارية والمالية، ومن ثمّ تمّ تعيينه أمينا عاما ومديرًا تنفيذيا لاتحاد الكرة نظير ما قدمه من تطوير لمنظومة دورة عمل المؤسسة.

تعليق عبر الفيس بوك