مجلس البحث العلمي .. جهود حثيثة للنهوض بالمنظومة البحثية وفق أعلى المعايير الأكاديمية

...
...
...
...
...
...
...
...
...

مسقط – الرؤية

شهد العام 2016 إنجازات وجهود لمجلس البحث العلمي لإيجاد بدائل لتمويل البرامج والمشاريع المختلفة التي يعمل عليها من خلال بناء شراكة مع مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة، بالرغم من وجود بعض التحديات الاقتصادية، وقد تنوعت تلك الجهود بين عدد من الفعاليات والأنشطة.

فقد عقد الملتقى السنوي للباحثين للعام الثالث على التوالي استمراراً في ترجمة أهداف الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي في تشجيع ونشر ثقافة البحث العلمي في السلطنة، ونقل المعرفة، وتبادل الخبرات والمعارف البحثية بين الباحثين من داخل وخارج السلطنة بالإضافة إلى عرض مستجدات البحوث العلمية، وتشجيع الباحثين على ضرورة إبراز أنشطتهم البحثية في شتى المجالات العلميّة والتعريف بأنشطة وبرامج مجلس البحث العلمي والبحوث التي يقوم بتمويلها.

وواصل المجلس جهوده المختلفة في توفير البيئة المحفزة ودعم التواصل ونقل المعرفة بين الباحثين وأقرانهم من مختلف المؤسسات الحكومية والأكاديمية والبحثية والخاصة، وفي هذا الإطار نظم المجلس هذا العام الملتقى السنوي الثالث للباحثين، وتضمن الملتقى عقد 6 جلسات نقاشية بحثية متزامنة حول مستجدات ومخرجات المقترحات البحثية في القطاعات البحثية الستة، إضافة إلى تكريم 10 مشاريع بحثية بالجائزة الوطنية للبحث العلمي، وتكريم أفضل 6 مشاريع طلابية ضمن برنامج دعم بحوث الطلاب، والإعلان عن الفائزين بالمراكز الثلاثة الأولى في مسابقة مختبر الجدران المتساقطة الذي نظمه مجلس البحث العلمي بالتعاون مع مؤسسة الجدران المتساقطة الألمانية، وإقامة معرض للملصقات البحثية على هامش الملتقى تضمن 43 ملصقا بحثيا بتمويل من مجلس البحث العلمي تم نشر بعض مخرجاتها في مجلات علمية عالمية محكمة ضمن برنامج المنح البحثية المفتوحة و6 ملصقات لبحوث طلابية، وإقامة معرض مصاحب لـ8 مؤسسات داعمة للبحث العلمي والابتكار.

أمّا الجائزة الوطنية للبحث العلمي في النسخة الثالثة فقد شهدت منافسة بين 132 مشروعا بحثيا منها 89 مشروعا بقيادة باحثين من حملة الدكتوراه و43 مشروعا بحثيا بقيادة باحثين ناشئين من غير حملة الدكتوراه.

وقد حصلت 7 بحوث بقيادة باحثين من حملة الدكتوراه على الجوائز في 6 قطاعات بحثية، في حين فازت 3 بحوث بقيادة باحثين ناشئين من غير حملة الدكتوراه في 3 قطاعات. الجدير بالذكر أنّ الجائزة دشنت في 20 يوليو 2014م، وتم تكريم الفائزين في نسختها الأولى في أكتوبر 2014م، وأقيمت النسخة الثانية في أكتوبر 2015م.

مجمع الابتكار مسقط

ووافق المجلس مبدئياً على إنشاء شركة لإدارة المجمع والتي تهدف إلى إعداد الخطط والاستراتيجيات المعنية بالمجمع وتطويره بكافة مرافقه، وخلق فرص استثمارية جديدة ومتنوعة لاستقطاب المستثمرين من كافة أرجاء العالم، وإدارة الشؤون المالية والتشغيلية لكافة مرافق المجمع، وإدارة حاضنات الأعمال، ووضع الخطط التسويقية والتواصلية مع مختلف الشرائح داخل وخارج السلطنة.

وفي مجال الشركات الاستراتيجية طويلة المدى وقع مجمع الابتكار مسقط أول اتفاقية تعاون لإنشاء مركز بحث وتطوير، مع شركة الاستخلاص المعزز للنفط (Enhanced Oil Recovery LLC)، بهدف تأسيس أول مركز أبحاث وتطوير متخصص في الاستخلاص المعزز للنفط على مستوى خارج الولايات المتحدة الامريكية، سيتم إنشاؤه في أرض المنطقة العلمية (مجمع الابتكار مسقط)، على مساحة مقدارها 3 آلاف متر مربع وبأحدث التقنيات والأجهزة المتطورة، وذلك بغرض تلبية احتياجات قطاع النفط والغاز، من خلال إيجاد حلول للتحديات التي يواجهها هذا القطاع في السلطنة بشكل خاص والمنطقة بشكل عام مثل استخلاص النفط الثقيل وكميات المياه المصاحبة للنفط، عن طريق البحث عن أفكار بديلة تساهم في الاستغلال الأمثل للقيمة الكامنة من استخلاص هذه الموارد، والاستفادة من التقنيات الحديثة في تطوير وتطبيق الحلول الفنية المناسبة للنهوض بهذا القطاع، وبالتالي المساهمة في رفد الاقتصاد المحلي، عبر تطوير إنتاج واستخلاص النفط والغاز في السلطنة عن طريق الابتكار.

مشاريع التخرّج الطلابية شركات ناشئة

وفي إطار سعي مجلس البحث العلمي لتحويل المعرفة ومخرجات البحوث إلى منتجات في السوق، أسس المجلس بالشراكة مع عدد من المؤسسات الحكومية والخاصة برنامج تقوم فكرته على منح مشاريع التخرج الطلابية في قطاع الاتصالات ونظم المعلومات فرصة للتحول إلى شركات ناشئة قادرة على النمو بوتيرة مستدامة من خلال توفير سلسلة من الدعم المادي والاستشاري والفني عبر مختلف الشركاء الداعمين للبرنامج، يسعى برنامج "Upgrade" إلى الإجابة عن سؤال يواجه مشاريع التخرج دائما، "ماذا بعد تنفيذ مشروع التخرج؟" وكيف يمكن الاستفادة من المشاريع المجيدة؟ وقد تبلورت فكرة هذه الشراكة نتيجة للتعاون القائم بين الجهات المشاركة وسعيها إلى دعم ريادة الأعمال والابتكار بما يتماشى مع خطط الحكومة للتنويع الاقتصادي وتوفير المزيد من فرص التشغيل الذاتي وفرص العمل للشباب العماني.

حيث وقع المجلس اتفاقية مع الشركة العمانية للاتصالات "عمانتل" ومركز ساس لريادة الأعمال التابع لهيئة تقنية المعلومات والهيئة العامة لتنمية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة "ريادة" والشركة العمانية لتطوير الابتكار، ليكونوا شركاء في البرنامج حيث تتولى كل جهة مهمة معينة في البرنامج خلال مراحله المختلفة.

وسيبدأ التسجيل في البرنامج بحلول فبراير 2017م، على أن تبدأ عملية فرز مشاريع التخرج المشاركة بداية من مايو 2017م.

كما سيتم تبني المشاريع الفائزة والعناية بها لتحويلها شركات ناشئة ابتكارية عبر احتضانها في حاضنات ريادة الأعمال وتوفير التمويل التأسيسي اللازم وإكساب فريق المشروع المهارات التجارية والمالية اللازمة.

يذكر أنّ مشاريع التخرج المستهدفة يجب أن تكون مواكبة للتطورات الحديثة في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات مثل حلول المدن الذكية، إنترنت الأشياء والأمن السيبراني.

كذلك اعتمد مجلس البحث العلمي تمويل41 مقترحًا بحثيًا طلابيا لعام 2016 وذلك للسنة الرابعة على التوالي بتكلفة بلغت 73 ألف و282 ريال عماني.

يذكر أنّ إجمالي عدد المشاريع البحثية التي موّلها مجلس البحث العلمي ضمن هذا البرنامج بلغ خلال الفترة من 2013 إلى 2016 ولمدة أربع سنوات متتالية251 مقترحًا بحثياً بموازنة وقدرها 516 ألف و606 ريالا عمانيا.

الشبكة العمانية للبحث

جاء مشروع الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم كمشروع وطني بمبادرة من مجلس البحث العلمي تنفيذاً للأهداف الاستراتيجية الوطنية للبحث العلمي في السلطنة في توفير بيئة محفزة للباحثين، وإثراء التعاون البحثي والتعليم. وذلك من خلال إنشاء بنية أساسية قوية تساعد على تطوير البحث العلمي والتعليم بالسلطنة باعتبارها محورًا أساسيا في تحسين القدرات البحثية في المجالات العلمية المختلفة. وسوف تكون الشبكة العمانية بوابة السلطنة إلى الشبكات العالمية المماثلة.

وشهد مشروع الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم عددا من التطورات في العام 2016م، حيث تمّ اختيار الشركة العمانية للاتصالات عمانتل لبناء وتشغيل البنى الأساسية للشبكة التي تضم ضمن حزمتها الأولى شبكة اتصالات عالية السرعة تربط المؤسسات التعليمية والبحثية بالسلطنة ببعضها وتوصيلها بشبكات عالمية على غرار Internet2. جاء هذا التعيين من خلال اتفاقية أبرمت في شهر أغسطس الماضي ضمن التوصيات الوطنية لإقامة شراكات حقيقية بين القطاع العام والخاص حيث بادرت الشركة العمانية للاتصالات عمانتل على الاستثمار في البنى الأساسية للشبكة وبعض التطبيقات المبدئية.

كما انضمت مجموعة من الجامعات المحلية لعضوية الشبكة العمانية للبحث العلمي والتعليم، والتي ستحصل على ميزة الاتصال بالشبكة البحثية عبر تقنية MPLS بسرعة 500 ميجابايت في الثانية قابلة للزيادة مع ضمان التوصيل المستمر بنسبة تصل إلى 99.5% مؤمنة بعقود ضمان الجودة. وكذلك الاتصال بشبكة الإنترنت بسرعة تتراوح بين 75 و150 ميجابايت في الثانية. والاتصال بشبكات البحث العالمية بدءا بـ (Internet2) للتواصل مع الباحثين الدوليين والمشاركة في الموارد البحثية والتعليمية.

ومن ضمن الخدمات التي ستحصل عليها الجامعات أيضا خدمة الاجتماعات المرئية لتمكين نقل المحاضرات والمؤتمرات على الشبكة بحسب ما جاء في الاتفاقيات من تفاصيل كما يسعى المجلس مع عمانتل لتطوير ذلك مستقبلا.

ويحصل الباحثون المنتسبون لتلك الجامعات على خدمة التجوال التعليمي (EDU Roam) التي تسمح بتنقل الباحثين بين الجامعات في السلطنة أو خارجها بين المؤسسات المشتركة بذات الخدمة.

المقترحات البحثية

كذلك نفذ المجلس 4 حلقات عمل لتدريب الباحثين على أحدث الوسائل العلمية المتبعة لكتابة المقترحات البحثية في محافظة مسقط ومحافظة الداخلية ومحافظة شمال الباطنة ومحافظة ظفار خلال الفترة من 4 إلى 14 أكتوبر، بهدف رفع جودة المقترحات البحثية المقدمة للمجلس ولتدريب الباحثين على التوقّع الصحيح للموازنة المطلوبة في المشاريع البحثية وتدريب الباحثين على المهارات المطلوبة في إدارة موازنة المشاريع البحثية بالإضافة إلى تدريب الباحثين على كتابة الأبحاث العلمية ونشرها في الدوريات العالمية.

كما استضاف مجلس البحث العلمي الاجتماع الإقليمي لمجلس البحث العلمي العالمي الخاص بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وناقش الاجتماع مشكلتين أساسيتين وهما: التكامل بين التخصصات المختلفة ودفع عملية التكامل بين المجالات الإنسانية مع العلوم التطبيقية، وركز الاجتماع على الطاقة الشمسية وكيفية تقليل استهلاك الطاقة وأنواع أخرى من الدراسات الإنسانية بالإضافة إلى مناقشة دور المرأة في مجال البحث العلمي.

معاهدة التعاون بشأن البراءات

نظم مجلس البحث العلمي حلقة العمل المتخصصة حول معاهدة التعاون بشأن البراءات بالتعاون مع المنظمة العالمية للملكية الفكرية (الوايبو)، التي ناقشت مواضيع عدة أبرزها براءات الاختراع في سلطنة عمان، ودور براءات الاختراع في تشجيع الابتكار ونظام البراءات الوطني في سلطنة عمان، والمزايا الرئيسية لمعاهدة التعاون بشأن البراءات، والمرحلة الدولية والمرحلة الوطنية لمعاهدة التعاون بشأن البراءات.

اجتماع منظمة لينداو

كأحد المزايا التي حصل عليها مجلس البحث العلمي بعد أن أصبح شريكا أكاديميا في منظمة لينداو في عام 2015م شاركت رحمة البوسعيدية، معيدة بقسم الفيزياء بجامعة السلطان قابوس، في الاجتماع ال 66 لمنظمة لينداو بألمانيا لعام 2016م كأول عمانية تمثل الباحثين الناشئين العمانيين في هذا الاجتماع الذي عقد في الفترة من 26 يونيو إلى 1 يوليو من هذا العام.

وتضمن برنامج الاجتماع فعاليات عديدة مثمرة بمشاركة الباحثين الناشئين والعلماء الحاصلين على جائزة نوبل في الفيزياء لإلقاء بعض المحاضرات العلمية، وتنوعت المحاضرات لتشمل مجالات مختلفة كفيزياء المواد وفيزياء الكم وفيزياء الاشعاعات والطب ودراسات مكثفة عن الكون وغيرها.

الجدير بالذكر أن هذه الاجتماع مخصص للفائزين بجائزة نوبل للالتقاء بالباحثين الناشئين من مختلف دول العالم. يتنافس الباحثون الناشئون من أكثر من 80 دولة للحصول على فرصة الحضور والمشاركة ضمن هذا الاجتماع العالمي.

وسعيا من مجلس البحث العلمي لتحفيز الباحثين العمانيين ونقل المعرفة فقد قام المجلس بتوقيع مذكرة تفاهم مع منظمة لينداو يتمكن المجلس من خلالها بترشيح ثلاثة باحثين عمانيين للمشاركة في هذه الاجتماعات الهامة وتتحمل المنظمة نصف تكاليف هذه المشاركات.

منتدى لندن الدولي

ضمن المشاركات الخارجية لمجلس البحث العلمي شارك مجموعة من الشباب العمانيين في منتدى لندن الدولي العلمي للشباب في دورته الثامنة والخمسين والذي أقيم في الفترة من 27 يوليو وإلى 10 أغسطس من هذا العام، وذلك بالتعاون مع المجلس الثقافي البريطاني ومؤسسة الزبير وشركة الحبيب، وتأتي هذه المبادرة من المجلس لإتاحة الفرصة للباحثين العمانيين من فئة الشباب للاستفادة من البرامج والتجارب الناجحة التي تقدم للشباب على مستوى العالم والاحتكاك مع أقرانهم من مختلف دول العالم والاطلاع على أحدث ما توصل إليه العالم في مختلف المجالات البحثية والمعرفية.

الجدران المتساقطة

استضاف المجلس في أكتوبر الماضي مسابقة مختبر الجدران المتساقطة لأول مرة على مستوى السلطنة ودول الخليج بالتعاون مع مؤسسة الجدران المتساقطة في ألمانيا، وتهدف هذه المسابقة إلى بناء وتعزيز الصلات بين الأكاديميين المتميزين والمبتكرين ورواد الأعمال من جميع المجالات. والمشاركون في هذه المسابقة يحظون بفرصة عرض أعمالهم البحثية ونماذج أعمالهم الابتكارية أو الريادية على أقرانهم وأمام لجان تحكيم عالية المستوى تتكون من خبراء من الأواسط الأكاديمية والمؤسسات البحثية ورجال الأعمال وفي زمن لا يتجاوز 3 دقائق لكل مشارك.

تقدم للمسابقة 128 مشاركا وتأهل للتصفيات 17 مشاركا. وتمّ خلال المسابقة تقديم المشاريع المختلفة ومن مختلف التخصصات. ونالت الطالبة حفصة الأنصارية من كلية العلوم التطبيقية بصحار على إجماع لجنة التحكيم كأفضل مشروع سوف يشارك في المنتدى الدولي ضمن 100 مشارك من مختلف دول العالم.

مؤتمر الإكوادور

رشح المجلس كونه عضوا في مجلس البحث العالمي للعلوم الدكتورة حنان الجابرية تخصصية معمارية أولى من بلدية مسقط للمشاركة ضمن أعمال مؤتمر الأمم المتحدة الدولي الثالث للإسكان والتنمية في الإكوادور، وهو أول قمة عالمية للأمم المتحدة بعد تعديل وثيقة التنمية المستدامة والأهداف الإنمائية المستدامة 2030م، مما أتاح الفرصة للمشاركة الالتقاء مع المختصين والباحثين في مجال التخطيط الحضري والعمراني.

تعليق عبر الفيس بوك