العمانيون يجددون الولاء والعرفان لباني النهضة الحديثة بكل اعتزاز وامتنان

السلطنة تحتفل بالعيد الوطني الـ46 المجيد وسط إنجازات حضارية باهرة ودولة مؤسسات تواكب تطورات العصر في شتى الميادين

 

 

 

 

المواطن العماني يشعر بالفخر والعزة لما تحقق على أرض عُمان الغالية من منجزات غير مسبوقة

جلالة السُّلطان أرسى دعائم الوحدة الوطنية لتحقيق التنمية المستدامة

إعلاء قيم العدالة والمواطنة والمساواة وحكم القانون في ظل حكم جلالته

تطور مسيرة الشورى العمانية تترجم الحرص السامي على إشراك المواطن في صنع القرار

قوات السلطان المسلحة على أهبة الاستعداد للذود عن تراب الوطن وحماية مكتسبات النهضة

ارتفاع الناتج المحلي الإجمالي إلى 26.850 مليار ريال العام الماضي

مؤشرات تنموية تعكس متانة الاقتصاد رغم التحديات الراهنة

"تنفيذ" أحد أبرز الحلول لتحقيق التنويع الاقتصادي مع التركيز على "القطاعات المستهدفة"

السياسة الخارجية للسلطنة ترتكز على قيم السلام وحسن الجوار وعدم التّدخل في الشؤون الداخلية للغير

السلطنة تتعاطى مع التطورات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية بحكمة وبعد نظر

"دبلوماسية السلام".. نهج سامٍ رائد في حل الخلافات والمنازعات بين الأشقاء والأصدقاء

حصول السلطنة على "درجة الصفر" في مؤشر الإرهاب دليل على الأمن والاستقرار الداخلي

 

 

 

 

مسقط - العمانية

 

تحتفل السلطنة اليوم بالذكرى السادسة والأربعين للعيد الوطني المجيد، وهي ذكرى تحمل في ثناياها عبق المُنجزات الحضارية الباهرة وأرفع معاني الفخار والعزة والانتماء والولاء على امتداد ربوع أرض عُمان الغالية التي بلغت في ظل القيادة الحكيمة لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -أعزّه الله وأبقاه- أسمى مراتب المجد والنماء والأمن والأمان.

وقبل ستة وأربعين عامًا وعد جلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- في خطابه التاريخي الأول عام 1970 بإقامة الدولة العصرية، فأنجز ما وعد بتوفيق وفضل من الله وبحكمة مستنيرة استلهمت قيم الماضي وتطلعات المستقبل. وطوال السنوات الماضية نعمت عُمان بقيادة جلالته- أعزه الله- بمنجزات عديدة ومتواصلة شملت مختلف مجالات الحياة، وعلى نحو يُحافظ على أصالتها وعراقتها، ويكرس قيمها ويعتز بتراثها ويواكب تطورات العصر في ميادين العلم والمعرفة، ويستفيد من التَّقدم الإنساني في شتى الميادين.

 

 

 

تجديد الولاء

وبمشاعر فخر واعتزاز وامتنان لباني نهضة عُمان الحديثة يحرص أبناء الشعب العماني الوفي على التعبير عن عميق الحب والولاء والعرفان لجلالته- حفظه الله ورعاه- مجددين العهد والولاء للسير قدمًا تحت رايته وخلف قيادته الحكيمة. ولعل أبرز ما يُميّز مسيرة النهضة العمانية الحديثة أن جلالة السلطان المعظم- أعزه الله- أرسى منذ توليه مقاليد الحكم في البلاد أسس ودعائم الوحدة الوطنية باعتبارها ركيزة راسخة تنطلق منها وترتكز عليها جهود التنمية المستدامة في شتى المجالات، كما حرص جلالته على إعلاء قيم العدالة والمواطنة والمساواة وحكم القانون وتدعيم أركان دولة المؤسسات التي ينعم فيها المواطن والمقيم بالأمن والأمان، وتتحقق فيها للجميع أجواء الطمأنينة وصون الحقوق في ظل حكم وسيادة القانون، وشكلت الثقة السامية العميقة في قدرات المواطن العُماني على المشاركة الإيجابية والواعية في صنع القرارات وفي صياغة وتوجيه التنمية الوطنية حافزًا كبيرًا للمواطن العماني على المشاركة وممارسة حقوقه السياسية التي كفلها النظام الأساسي للدولة منذ عشرين عامًا مضت.

وقد انعكس ذلك بوضوح في تطور مسيرة الشورى العمانية التي حظيت بدعم جلالته -أبقاه الله-، وفي هذا الإطار يقوم مجلس عمان بجناحيه (مجلس الدولة ومجلس الشورى) بدور حيوي، بالتعاون مع الحكومة، وفي ظل الصلاحيات والاختصاصات الواسعة التي يتمتع بها، بدوريه التشريعي والرقابي لصالح الوطن والمواطن. وتجدر الإشارة هنا إلى أنّ محافظات السلطنة تستعد لإجراء انتخابات أعضاء المجالس البلدية للفترة الثانية (2017 2020) في 25 ديسمبر المُقبل.

ومع أنَّ السلطنة تؤمن بالسلام وتعمل من أجل تحقيقه، فإنّ قوات السلطان المسلحة والحرس السلطاني العماني وشرطة عمان السلطانية تقف على أهبة الاستعداد للذود عن تراب الوطن وحماية مكتسبات النهضة المُباركة، سيما وأنّ حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم القائد الأعلى للقوات المسلحة- أعزه الله- يحيطها دومًا برعايته السامية وعلى نحو يوفر لها كل ما تحتاجه من عُدة وعتاد للقيام بواجبها ودورها الوطني مع العناية التامة بمنتسبيها قادة وضباطاً وجنودًا أو بما يحقق كفاءة عالية في الأداء وفق البرامج المحدّدة لذلك.

خُطط التنمية

ومنذ فجر النهضة المباركة في عام 1970، تتابعت خطط التنمية الخمسية منذ خطة التنمية الأولى (1976- 1980) وعلى امتداد ثماني خطط متتالية. وقد بدأت هذا العام خطة التنمية الخمسية التاسعة (2016- 2020) بعد ارتفاع مُعدَّلات النمو في كافة القطاعات. واستخدمت الحكومة إيرادات النفط والغاز بشكل خاص لتحقيق التنمية وتشييد البنية الأساسية وبناء ركائز اقتصاد وطني قادر على النمو والتفاعل مع التطورات الإقليمية والدولية، والاستجابة أيضاً لمتطلبات تحقيق مستوى حياة أفضل للمواطن العماني أينما كان على امتداد أرض عمان الطيبة مع تحقيق تطوّر مُستمر في المجالات الاقتصادية والاجتماعية والعمل في الوقت ذاته على تنويع مصادر الدخل القومي والحد من الاعتماد على عائدات النفط والغاز بقدر الإمكان. وكانت خطة التنمية الخمسية الثامنة (2011-2015) من أكبر تلك الخطط من حيث المشاريع المعتمدة لأنّها ركزت على استكمال قطاعات الهياكل الأساسية ومنها الطرق والمطارات والموانئ، والخدمات الأساسية في محافظات السلطنة المختلفة. ولتخطي الآثار الاقتصادية والاجتماعية المُترتبة على الانخفاض الحاد لأسعار النفط قامت الحكومة ومؤسسات الدولة المختصة بتقييم الأوضاع من أجل إيجاد حلول عملية تأخذ في الحسبان العديد من الاعتبارات المناسبة والقابلة للتطبيق وهي حلول رُوعي فيها عدم التأثير على الجوانب الحياتية للمواطنين وما يقدم لهم من خدمات أساسية وفقًا للتوجيهات السامية. وأكدت الحكومة أن تعاطيها مع الانخفاض الحالي لأسعار النفط لن يؤثر على سياسات التعمين والتوظيف وبرامج التدريب والتأهيل في القطاعين العام والخاص وما يتعلق بمستحقات الموظفين والعاملين في الدولة، باعتبارها ثوابت أساسية تعكس حرص حضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم -أبقاه الله – على توفير أفضل سبل العيش الكريم لأبناء هذا البلد المعطاء.

واتخذت الحكومة عدة إجراءات للحد من آثار انخفاض أسعار النفط وكان لتعاون الشعب العماني أثره البالغ في نجاحها في تحقيق الهدف منها، وتتواصل هذه الإجراءات وفق برامج وخطط محددة على أسس سليمة. وفي هذا الإطار تعمل الحكومة على تشجيع الاستثمار والمستثمرين المحليين والأجانب، وتنفيذ المشاريع الإستراتيجية الكبرى والمشاريع الإنتاجية لتنويع مصادر الدخل ودفع القطاعات غير النفطية، وتفعيل دور القطاع الخاص وتشجيع المشروعات الصغيرة والمتوسطة والعمل على الاستفادة من المقومات السياحية للسلطنة ومن موقعها الجغرافي الفريد مع الحفاظ على أفضل مناخ جاذب للاستثمار. وفي الوقت الذي انخفضت فيه قيمة صادرات السلطنة من النفط الخام، كما تشير الإحصائيات خلال سنوات الخطة الخمسية الماضية (2011 -2015) وتراجعت صادرات السلطنة غير النفطية، إلا أنّ استمرار الإنفاق على المشاريع ساعد على تحقيق ارتفاع في الناتج المحلي الإجمالي من 26.121 مليار ريال عُماني بالأسعار الجارية في العام 2011 ليصل إلى 26.850 مليار ريال عُماني في عام 2015، مُعتمدا على التعويض من القطاعات غير النفطية، وعليه ارتفعتْ مُساهمة الأنشطة غير النفطية في الناتج المحلي الإجمالي عام 2015 إلى 71.4%؛ منها 1.6% للزراعة والأسماك، و19.8% للأنشطة الصناعية (والتي يدخل فيها التعدين بمقدار 0.5%)، وكذلك 49.9% للأنشطة الخدمية (والتي يدخل فيها نشاط الفنادق والمطاعم بحوالي 0.9%، إضافة إلى نشاط النقل والتخزين والاتصالات بمقدار 5.8%).

واستمرت حكومة السلطنة، رغم تأثير انخفاض الإيرادات الحكومية المعتمدة بشكل كبير على الإيرادات النفطية، في الصرف في مجال الخدمات لمقابلة الزيادة في السكان والتوسع في الأنشطة الاقتصادية والاجتماعية؛ فعلى سبيل المثال زاد إنتاج الكهرباء من 21350 جيجاوات- ساعة في عام 2011 إلى 32100 جيجاوات - ساعة في عام 2015م، بينما زاد إنتاج المياه من 242 مليون متر مكعب في عام 2011 إلى 300 مليون متر مكعب في العام 2015. وزاد عدد الركاب القادمين عبر مطاري مسقط وصلالة من 3.528 مليون والمغادرين من 3.386 مليون في عام 2011، ليصل إلى 5.708 مليون و5.598 مليون راكب على التوالي في العام 2015م، وقد زاد عدد منتفعي خدمة الإنترنت من 89000 مستخدم في عام 2011 إلى 236000 مستخدم في عام 2015.

الخمسية التاسعة

وبدأت السلطنة مع مطلع هذا العام تنفيذ خطة التنمية الخمسية التاسعة (20162020) في ظل تحديات ماثلة وأوضاع اقتصادية غير مُعتادة تواجهها البلاد كغيرها من الدول المُنتجة للنفط والمعتمدة على عائداته خاصة مع انحسار مساهمة النفط والغاز في الناتج المحلي الإجمالي، والذي كان ولايزال مصدراً أساسيا للدخل. وفي حين حرصت الحكومة على الاستمرار في إكمال المشروعات الكبيرة، الصناعية، والسياحية، والخدمية، والاستمرار في تشغيل الباحثين عن عمل، فإنّها حرصت على الحفاظ على مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين، ولذا فإنها عملت على تخفيض المصروفات الحكومية وإيجاد سبل وبدائل للحد من العجز في الميزانية مع السعي لإيجاد الحلول الاقتصادية ودفع المؤسسات الحكومية لتقديم خدمات أفضل وأسرع وإيجاد شراكات طويلة المدى مع القطاع الخاص، مع التركيز على القطاعات الواعدة الخمسة التي حددتها الخطة الخمسية التاسعة.

وتمَّ في هذا الإطار إعلان مشاريع محددة قدرت تكلفتها بحوالي 9 مليارات ريال عماني، تم الالتزام منها بحوالي 50 بالمائة، وهي مشاريع قيد التنفيذ ويتوقع الانتهاء منها خلال العام الجاري 2016 والعامين القادمين، وتستحوذ مشاريع الطرق والمطارات والموانئ على 50 بالمائة من مُجمل المشاريع إلى جانب المشاريع في القطاعات الأخرى مثل الكهرباء والمياه والإسكان والموانئ والمناطق الحرة في صحار وصلالة والدقم، بالإضافة إلى تعزيز قدرة القطاع السياحي على استقطاب المزيد من السياح ورجال الأعمال.

وقد تم افتتاح الصالة الرئيسية لمركز عمان الدولي للمعارض والمؤتمرات الشهر الماضي بمساحة إجمالية تبلغ 22 ألف متر مربع، ويعتبر المركز جزءًا من المرحلة الأولى لمدينة العرفان إضافة إلى مشروع الواجهة البحرية بميناء السلطان قابوس الذي يتوقع الكشف عن الفرص الاستثمارية فيه قبل نهاية العام الحالي.

وبمباركة سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- انطلق في هذا العام 2016 البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي "تنفيذ" الذي يأتي مبادرة وطنية تُنفّذ في إطار الخطة الخمسية التاسعة (2016 – 2020) بالتعاون مع وحدة الأداء والتنفيذ التابعة لحكومة ماليزيا "بيماندو"، للعمل على تنويع مصادر الدخل مع التركيز على القطاعات الأساسية المستهدفة ضمن برنامج التنويع الاقتصادي وفق الخطة الحالية؛ وهي: الصناعات التحويلية والسياحة والنقل والخدمات اللوجستية، والتعدين والثروة السمكية. وسوف يركز البرنامج على رفع نسبة مساهمة تلك القطاعات في الناتج المحلي الإجمالي للسلطنة وزيادة الاستثمارات في القطاعات الواعدة وزيادة فرص العمل. وتتضمن أهداف ومحاور البرنامج الوطني للتنويع الاقتصادي (تنفيذ) إيجاد سوق عمل واعد للشباب العماني وتقوية القطاع الخاص لجعله شريكًا في التنمية والاقتصاد الوطني بما يحقق الاستقرار في بيئات العمل وإيجاد وظائف مختلفة في شتى المجالات للخريجين مواكبة لمسيرة الحكومة في التوظيف والتقليل من العبء على الوظائف الحكومية. ويتمُّ تنفيذ البرنامج على عدة مراحل حيث تتم الاستفادة من نتائج كل مرحلة في المرحلة التي تليها، ويتم البدء بقطاعات الصناعات التحويلية والسياحة واللوجستيات، إضافة إلى قطاع المالية والتمويل المبتكر، وقطاع التشغيل وسوق العمل كقطاعين ممكنين، فيما تمتد المرحلة اللاحقة لتشمل قطاعي التعدين والثروة السمكية، وربط القطاعات الخمسة الأساسية الواردة في الخطة ببعضها.

الاهتمام بالتعليم

وفي ظل الأهمية الكبيرة للتعليم، فإن هذا القطاع لايزال في مقدّمة أولويات الحكومة منذ بزوغ فجر النهضة المباركة باعتباره الركيزة الأساسية لضمان مستقبل أفضل وإعداد جيل يحمل على عاتقه مسؤولية البناء والعطاء. وترجمة للتوجيهات السامية لحضرة صاحب الجلالة السلطان المعظم- حفظه الله ورعاه- تستمر وزارة التربية والتعليم في القيام بدورها في النهوض بالتعليم وتطويره؛ حيث شهد العام الدراسي الحالي (2016 -2017) تعيين أكثر من 1700 معلم ومعلمة من بينهم خريجو الدفعة الأولى من برنامج التأهيل التربوي على المستوى الوطني، وافتتاح نحو (55) مبنى مدرسيا في مختلف محافظات السلطنة. ويبلغ عدد طلاب المدارس الحكومية للعام الدراسي (2016-2017) في مختلف المدارس الحكومية بمحافظات السلطنة حوالي 572990 طالبًا وطالبةً، بزيادة قدرها 32922 طالبًا وطالبةً عن العام الدراسي الماضي، منهم 290219 طالبًا، و282771 طالبةً، ينتظمون للدراسة في 1103 مدارس بزيادة قدرها 35 مدرسةً عن العام الدراسي الماضي. فيما يقدر عدد المعلمين بنحو 56607 معلمين ومعلمات.

ومن جانب آخر، بلغ عدد مؤسسات التعليم العالي الحكومية والخاصة بالسلطنة 58 مؤسسة في مُقدمتها جامعة السلطان قابوس، وجامعات نزوى وظفار وصحار والشرقية وهي جامعات أهلية إلى جانب الكليات الجامعية الأخرى والتي تستوعب ما يقارب 118 ألف طالب وطالبة، بالإضافة إلى 6 آلاف و500 طالب مبتعث في عدد من دول العالم الشقيقة والصديقة.

وفي قطاع الصحة حققت السلطنة طوال السنوات الـ46 الماضية إنجازات ملحوظة في التنمية الصحية خاصة في انتشار المؤسسات الصحية في كافة محافظات وولايات السلطنة وفي تحقيق معدلات متقدمة في مختلف جوانب الخدمات الصحية الأولية والتخصصية التي يتم تقديمها مجانًا للمواطنين. وقد أشادت منظمة الصحة العالمية بهذه الجهود في مناسبات عدة؛ حيث وضعت وزارة الصحة رؤية مستقبلية للنظام الصحي (الصحة 2050) تهدف إلى تطوير النظام الصحي على مدى السنوات المقبلة من خلال إنشاء نظام صحي واسع وفعال قادر على تحقيق أفضل معدلات الرعاية الصحية لكل شرائح المجتمع. وتتكون المنظومة الصحية في السلطنة حالياً من (69) مستشفى منها (49) مستشفى تابعة لوزارة الصحة و(5) مستشفيات تابعة لجهات حكومية أخرى و(15) مستشفى للقطاع الخاص، وتدير الوزارة أيضًا (205) مراكز ومجمعات صحية مع وجود (49) مستوصفاً وعيادة تابعة لجهات حكومية أخرى. وقامت وزارة الصحة بإنجاز مجموعة من التوسعات وتحديد المستشفيات والمرافق الصحية وتطوير أجهزتها وفق أفضل المستويات من أجل دعم الخدمات الصحية المقدمة للمواطنين والمقيمين. وحققت السلطنة إنجازا صحيًّا مرموقا على المستوى العالمي بحصولها على المركز الأول في الإدارة الفاعلة للتحصينات على مستوى دول العالم حيث اجتازت التقييم الشامل لإدارة اللقاحات بنسبة 99% وفق منظمة الصحة العالمية.

ويترافق مع ذلك العديد من البرامج لرعاية ذوي الإعاقة وأصحاب الضمان الاجتماعي لضمان مستوى معيشة طيب لهم ولأسرهم في مختلف المجالات وبما يحقق استفادتهم من ثمار التنمية الاقتصادية والاجتماعية التي تشهدها السلطنة في كل المجالات.

السياسة الخارجية

وبالتوازي مع ما يتحقق من منجزات على الصعيد الداخلي في كل المجالات، فإنّ السياسة الخارجية العمانية التي أرساها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ترتكز على قيم السلام والاحترام المتبادل وحسن الجوار وعدم التدخل في الشؤون الداخلية للغير والحوار والعمل على الحل السلمي للخلافات وتحقيق الأمن والاستقرار لكلّ الدول في المنطقة، وبحكمة وبعد نظر تتعامل السلطنة مع مختلف التطورات الخليجية والعربية والإقليمية والدولية، لذلك أصبحت السلطنة بقيادة جلالته تحتل مكانة دولية مرموقة وتحظى بتقدير العالم لما تقوم به من جهود مخلصة ومساهمات فعّالة في حل العديد من المنازعات على كافة الأصعدة بمصداقية وصراحة وبعد نظر وبرغبة جادّة في أن يعمّ السلام والاستقرار ربوع المنطقة.

وفي هذا الإطار أكدت السلطنة على أن "دبلوماسية السلام" التي اعتمدها جلالته – أبقاه الله – هي أفضل السُّبل لحل الخلافات والمنازعات بين الأشقاء والأصدقاء خاصة وأنّ السلطنة تحظى بعلاقات صداقة وتعاون مع سائر دول العالم؛ إذ استطاعت أن تُسهم بشكل فعال في التوصل إلى حلول وتوافق بين أطراف العديد من الأزمات التي شكلت خطرًا على المنطقة، ومنها على سبيل المثال لا الحصر الاتفاق بين مجموعة دول (5+1) والجمهورية الإسلامية الإيرانية حول البرنامج النووي الإيراني في العام الماضي والذي يمثل نموذجًا لحل القضايا الخلافية الشائكة بين الدول على أساس الحوار والمفاوضات وتوافق المصالح.

كما حرصت السلطنة منذ تفجّر الأزمات في كل من سوريا واليمن وليبيا على تقريب وجهات النظر بين الأطراف المعنية وتشجيعها على الحوار والسير على طريق الحل السلمي. وقد استضافت السلطنة وبالتنسيق مع الأمم المتحدة ومبعوثيها العديد من اللقاءات وبذلت مساعيها الحميدة ولاتزال من أجل الحل السلمي في اليمن وسوريا وليبيا لتحقيق صالح الدول والشعوب الشقيقة. ونظرًا لما تتمتع به السلطنة من أمن وأمان واستقرار فقد حصلت هذا العام على درجة الصفر في المؤشر العالمي للإرهاب، وهي الدرجة التي تمثل ذروة الأمان من التهديدات الإرهابية بحسب تقرير صادر عن معهد "الاقتصاد والسلام" في مؤشره الدولي الثالث للإرهاب لعام 2015، كما حلت السلطنة في المرتبة الخامسة على مستوى الشرق الأوسط والـ52 عالمياً في مؤشر الحرية الاقتصادية لعام 2016 الذي يعتمد على 37 معيارا اقتصاديا لـ178 دولة من بينها مؤشر سلطة القانون والنظام القضائي وحرية الملكية، وحجم الحكومة، والكفاءة التنظيمية، والأسواق المفتوحة وحرية ممارسة أنشطة الأعمال وحرية العمل وبيروقراطية الأعمال وتكلفة استكمال متطلبات التراخيص وأحكام العمالة وحرية النقد والتجارة.

مؤشرات متقدمة

وحافظت السلطنة على المركز السابع ضمن قائمة الوجهات الأكثر استقطابًا للمسافرين في سوق السفر الإسلامي العالمي وفقًا لتقرير المؤشر العالمي للسياحة الإسلامية لعام 2016 الصادر عن ماستركارد وكريسنت ريتنج. وحصلت السلطنة على المستوى الثاني عربياً وخليجياً والسادس والعشرين عالمياً ضمن تقرير المؤشر العالمي للأمن الغذائي الصادر عن مجلة الإيكونوميست البريطانية هذا العام والذي تقوم المجلة بإصداره بشكل سنوي من بين 113 دولة شملها التصنيف. وتم تصنيف السلطنة بين الدول ذات المقومات البيئية الأفضل المواتية للأمن الغذائي. وفي المؤشر العالمي الذي يصدر عن منظمة الملكية الفكرية العالمية (الوايبو) تقدمت السلطنة (7) درجات في التصنيف العالمي لمؤشر الابتكار العالمي 2016، مقارنة بمؤشر العام الماضي؛ حيث جاءت هذا العام في المرتبة الـ73 عالميًا والـ13 على مستوى شمال إفريقيا وغرب آسيا، وفي مؤشر كفاءة البنية الأساسية العامة جاءت السلطنة في المركز الـ32.

وبينما تدخل مسيرة التنمية العُمانية الشاملة عامها السابع والأربعين بقوة وثقة واعتزاز، فإنَّ أبناء الشعب العماني الوفي يجددون العهد والولاء لجلالة القائد المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المُعظم- حفظه الله ورعاه- للسير قدماً خلف قيادته الحكيمة، باذلين الغالي والنَّفيس من أجل عُمان وللحفاظ على مكتسباتها التي تحققت وتتحقق بفضل حكمة وبعد نظر جلالته وثقته الغالية في أبناء وبنات عُمان في كل المجالات الذين يشاركون بفاعلية في صياغة وتوجيه التنمية الوطنية وصنع القرار عبر مؤسسات الدولة المُختلفة في تناغم وتماسك وتضافر يحقق مصلحة الوطن والمواطن حاضرًا ومستقبلًا.

 

تعليق عبر الفيس بوك