التعليم العالي.. نمو مستمر بمختلف التخصصات.. و28 جامعة وكلية خاصة تعزز المنظومة الأكاديمية

يَشْهَد قطاعُ التعليم العالي تطوُّراً كبيراً خلال سنوات النهضة المباركة؛ حيث كان ولا يزال من الأبجديات التأسيسية لخطاب النهضة العُمانية المعاصرة منذ ولادتها على هذه الأرض الطيبة. وقد تمثَّل ذلك الاهتمام في إنشاء العديد من مؤسسات التعليم العالي بمختلف المجالات: الفنية، والصحية، والمصرفية، والتربوية، ومجال القضاء، والوعظ والإرشاد...وغيرها؛ وذلك لتلبية احتياجات قطاعات العمل المختلفة من الكوادر البشرية العُمانية المؤهلة، إضافة إلى برامج الابتعاث الخارجي؛ حيث تشهد هذه البعثات تحديثات مُستمرة؛ سواء فيما يخصُّ بلدان الابتعاث، أو مجالات الدراسة، وفقاً للأولويات والمتطلبات.

مسقط - الرُّؤية

وقد تمَّ استحداث قبرص كجهة ابتعاث جديدة في هذا العام الأكاديمي (2016/2017)، وبالمثل تمَّ استحداث تخصُّصات جديدة في البعثات الداخلية والخارجية كالعلوم اللوجستية، والصيرفة الإسلامية، وهندسة المواد المعدنية والمواد واقتصاديات الطاقة وإدارة المشاريع الصغيرة...وغيرها.

 

بعثات داخلية وخارجية

وتمثل دائرة البعثات الخارجية أحد الكيانات المهمة بالمديرية العامة للبعثات؛ حيث يُناط بها القيام بالعديد من المهام المتعلقة برفد خريجي دبلوم التعليم العام أو ما يعادله وإلحاقهم ببعثات خارجية حكومية، أو منح دراسية مُقدَّمة من بعض الدول الشقيقة والصديقة؛ من أجل تأهيلهم للحصول على الإجازة الجامعية الأولى (البكالوريوس) في مختلف التخصصات العلمية التي يحتاجها سوق العمل بالسلطنة.

فيما تشكل دائرة البعثات الداخلية أهمية كبيرة في المديرية العامة للبعثات؛ كونها الجهة التي تشرف على عشرات الآلاف من الطلاب المبتعثين الذين يدرسون على نفقة الوزارة بمؤسسات التعليم العالي الخاصة داخل السلطنة. وتقوم المديرية العامة للبعثات -ممثلة في الدائرة- بتخصيص 9 آلاف و708 بعثات دراسية داخلية في كل عام أكاديمي، وتتضمَّن تلك البعثات الدراسية عدة برامج تقوم الدائرة بالإشراف عليها؛ أهمها: البعثات المخصصة لأبناء أسر الضمان الاجتماعي والتي تقوم الوزارة بتمويل الرسوم الدراسة الكاملة، إضافة للمخصص الشهري، أيضا البعثات الدراسية كاملة الرسوم لأبناء أسر الحالات الصعبة؛ حيث تتحمَّل الوزارة ما نسبته 100% من الرسوم الدراسية المستحقة على الطالب.

 

الدراسات العليا

وتختص دائرة الدراسات العليا باستكمال الإجراءات المتعلقة بطلاب الدراسات العليا (الماجستير والدكتوراه) الراغبين بمواصلة دراستهم العليا؛ سواء كانوا موظفين في القطاعين العام والخاص أو غير الموظفين من مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة.

كما قامت الدائرة بإيجاد قاعدة بيانات متكاملة لطلاب الدراسات العليا الدارسين بمؤسسات التعليم العالي داخل السلطنة وخارجها، وإقامة ندوات حول عدد من الجامعات بالدول الصديقة والشقيقة.

وتماشيًا مع الرؤية الشاملة التي تتبناها الوزارة في مجال التعليم العالي، وفي ضوء الزيادة المستمرة من مخرجات دبلوم التعليم العام، والراغبين في مواصلة دراستهم الجامعية، وكذلك الراغبون في مواصلة الدراسات العليا للماجستير والدكتوراه، تم استحداث دائرة مكاتب خدمات التعليم العالي في المديرية العامة للبعثات، ووصل عددها إلى 21 مكتبًا مرخَّصا.

بينما شهد قطاع التعليم العالي الخاص نموًّا مضطرداً؛ فقد تطوَّرت مُؤسسات التعليم العالي الخاصة كمًّا ونوعاً؛ ففي العام الحالي بلغ عدد تلك المؤسسات عشرين كلية وثماني جامعات خاصة، مُوزَّعة على مُختلف مُحافظات السلطنة، ليصبح عددها 28 مؤسسة، تقدِّم تخصصات وبرامج مختلفة على مستوى الدبلوم والبكالوريوس والماجستير.

ومع الزيادة في أعداد المؤسسات، فقد صحبه زيادة في أعداد الطلاب الدارسين؛ إذ يتزايد هذا العدد سنويًّا بنسب مختلفة؛ حيث بلغ عدد الطلاب المقيدين في مؤسسات التعليم العالي الخاصة حسب إحصائية العام الأكاديمي 2014/2015م (68.350) طالباً وطالبة، وحسب ذات الإحصائية، فقد بلغ عدد الخريجين في العام الأكاديمي 2014/2015م 8879 خريجاً وخريجة.

ويُتوَّج اهتمام الحكومة الرشيدة بتطوير التعليم العالي الخاص وضمان جودته وتأكيد استمراره لمواكبة عملية التنمية في البلاد بتقديم العديد من أوجه الدعم المادي والعيني المباشر وغير المباشر لمؤسسات هذا القطاع؛ إيمانا منها بأنَّ هذا الدعم هو آلية من آليات تطوير التعليم والارتقاء بمستواه ومستوى الخدمات المقدَّمة للطلاب المنتسبين إليه. ويتمثل الدعم الحكومي في توفير الأراضي المناسبة لإنشاء هذه المؤسسات، وقد باشرت عدد من مؤسسات التعليم العالي الخاصة في إقامة مبانيها الدائمة في الأراضي المخصصة لها، وهناك 20 مؤسسة انتقلت إلى مبانيها الدائمة، في حين بقيت 8 مؤسسات لم تنتقل إلى مبانيهما الدائمة. إضافة إلى ذلك دُعمت الجامعات الخاصة بمنحة مالية من قبل الحكومة والتي حُددت بنسبة 50% من رأس مال المؤسسة، وبما لا يتجاوز ثلاثة ملايين ريال عُماني، علاوة على المكرمة السامية التي تفضل بها حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم لعدد من الجامعات الخاصة؛ وهي: جامعة صحار، وجامعة ظفار، وجامعة نزوى، وجامعة البريمي، وجامعة الشرقية، وجامعة مسقط، والمقدرة بـ17 مليون ريال عُماني لكل جامعة لإقامة المباني التعليمية المتكاملة، والتي تكفل البيئة المناسبة للطلاب. كذلك حظيت مؤسسات التعليم العالي الخاصة بالعديد من الامتيازات كالإعفاءات الضريبية والجمركية المفروضة على المؤسسات والشركات الأخرى. وتعد البعثات والمنح الممولة من قبل الحكومة لمؤسسات التعليم العالي الخاصة نوعا آخر من الدعم الحكومي؛ حيث يتم توفير حوالي 9708 بعثات داخلية سنوية يتم توزيعها على مؤسسات التعليم العالي الخاصة وفق أسس وضوابط محددة.

 

كليات العلوم التطبيقية

وانطلاقاً من التوجيه السامي لسلطان البلاد المفدى في الخطاب الأخير لمجلس عُمان، والذي نصَّ على أهمية إعطاء المزيد من الفرص لتعزيز مكتسبات الشباب وصقل مهاراتهم خلال المرحلة المقبلة، ودعمهم للمشاركة في المحافل العلمية العالمية، دأبت وزارة التعليم العالي -مُمثلة في المديرية العامة لكليات العلوم التطبيقية- على دعم المسيرة التعليمية في مختلف الاتجاهات؛ حيث تشرف المديرية على ست كليات للعلوم التطبيقية تتوزع في مختلف ولايات السلطنة: صحار، ونزوى، وصور، وعبري، وصلالة، والرستاق. وقد بلغ عدد الطلاب في العام الأكاديمي 2015/2016م حوالي 6655 طالبا وطالبة يدرسون في تقنية المعلومات، وإدارة الأعمال، والاتصال الجماهيري، والتصميم، والهندسة، والتقنية الحيوية التطبيقية، وهناك حوالي 387 طالباً وطالبة يدرسون بتخصص اللغة الإنجليزية ببرنامج التربية بكلية العلوم التطبيقية بالرستاق.

وفي ظل السعي الدائم لوزارة التعليم العالي نحو تجويد التعليم العالي، وحرصاً منها على ربط المخرجات التعليمية بسوق العمل، استحدثتْ الوزارة دائرة مسح الخريجين في سبتمبر 2014؛ حيث أُنيط بهذه الدائرة تخطيط وتنفيذ وتحليل ونشر النتائج الخاصة بمسوحات الخريجين وأرباب العمل؛ من أجل توفير البيانات التي من شأنها أن تسهم في تحسين الربط بين التعليم العالي وسوق العمل. وتعمل الدائرة على تزويد الجهات المختصة بالتوصيات والمقترحات للسبل المثلى لمواءمة مؤهلات وقدرات الخريجين مع احتياجات سوق العمل، والاستعانة بنتائج المسوحات الدورية التي تنفذها. كما تسعى الدائرة إلى تحليل البيانات ومقارنتها ببيانات من دول أخرى؛ للاستفادة من التجارب الدولية، وتقييم الأداء المحلي فيما يتعلق بمواءمة التعليم العالي واحتياجات سوق العمل.

 

تنمية الموارد البشرية

وتقوم وزارة التعليم العالي بدور كبير في تهيئة وتنمية الكادر البشري لديها؛ وذلك من منطلق إستراتيجية تعميق مفهوم تدريب وتأهيل الموظفين، ورفع مستوى كفاءتهم في النواحي الإدارية والفنية والتنظيمية، إضافة إلى المهارات الشخصية، وقد حرصت الوزارة منذ نشأتها على إلحاق موظفيها بدورات وبرامج تتناسب مع اختصاصاتهم الوظيفية، إضافة للسعي لإيجاد فرص دراسية بما يُسهم في التنمية الأكاديمية للموظفين.

فمنذ بداية العام  2016م وحتى نهاية شهر سبتمبر، تمَّ تدريب 598 موظفا وموظفة بديوان عام الوزارة وكليات العلوم التطبيقية بمن فيهم الأكاديميون؛ منهم: 594 في برامج داخلية، و4 في برامج خارجية؛ حيث تمَّ صياغة خطة عام 2016م على نحو يضمن الجودة والتنوع تماشياً مع المسار الوظيفي وبما يضمن رفع المهارات اللازمة للموظفين لإجادة العمل، وقد احتوت المجالات التدريبية المختلفة (التنمية الإدارية، الحاسب الآلي ونظم المعلومات والإحصاء، الشؤون المالية والاقتصادية والتدقيق والرقابة المالية، التعليم والبحث العلمي والجودة والاعتماد ومعادلة المؤهلات، الإعلام والاتصال، علم المكتبات، اللغة الإنجليزية، الشؤون القانونية...وغيرها) بما في ذلك المجالات التدريبية اللازمة لأكاديميي كليات العلوم التطبيقية.

كما أنَّه ووفقاً لخطة الموارد البشرية في الوزارة، وبناء على الموازنة المتاحة، يتم تأهيل الموظفين بالوزارة وكليات العلوم التطبيقية للحصول على مؤهلات علمية بناءً على حاجة العمل ووفقاً للموازنة المعتمدة، فضلاً عن وجود خطة لتأهيل أكاديميي كليات العلوم التطبيقية.

كما تم تأهيل 25 موظفاً وموظفة بجميع المراحل الدراسية؛ منها: 5 بكالوريوس داخل السلطنة، و8 ماجستير داخل وخارج السلطنة، و12 دكتوراه داخل وخارج السلطنة، علماً بأنَّ عدد الموفدين للماجستير والدكتوراه يضم أيضاً الأكاديميين بكليات العلوم التطبيقية.

كما تقوم الوزارة بتدريب طلاب وطالبات مؤسسات التعليم العالي العُمانيين بديوان عام الوزارة وكليات العلوم التطبيقية؛ لإكسابهم التطبيق العملي لما تم تعلمه ولتزويدهم بخبرات عملية تساعد في انخراطهم لاحقاً في مجال العمل، ويتم توزيع هؤلاء على الدوائر والمراكز بديوان عام الوزارة وكليات العلوم التطبيقية، كلٍّ حسب اختصاصه الأكاديمي. وقد بلغ عدد المتدربين والمتدربات بالوزارة عام 2016م (102) طالب وطالبة.

تعليق عبر الفيس بوك