بُنيان ديمقراطي راسخ

 

 

تنطلقُ، اليوم، أوْلَى جلسات الانعقاد السنوي الثاني من الفترة الثامنة لمجلس الشورى، فيما يلتئمُ مجلسُ الدولة في جلسته المقرَّرة الأحد المقبل؛ إيذاناً ببَدْء دَوْر الانعقاد الثاني من الفترة السادسة؛ ليبدأ مجلسُ عُمان بذلك مسيرةً جديدةً حافلةً بالنشاط البرلماني.

ولا شكَّ أنَّ مسيرة الشورى في السلطنة تتميَّز بالكثير من الخصوصية، التي تعكسُ رسوخَ البنيان الديمقراطي في قلب مُؤسَّسات الدولة العمانية الحديثة، التي أرْسَى دعائم ثباتها المؤسسي باني نهضة عُمان الحديثة جلالة السلطان المعظَّم -حفظه الله ورعاه- ويحقُّ للسلطنة أنْ تفخر بتجربتها البرلمانية القائمة على نهج مُتفرِّد؛ حيث كانتْ أولى دول الخليج في تبني نظام الملجسيْن: الدولة والشورى. وهو نظامٌ قائمٌ على تحقيق التنوُّع والتعدُّد في مشارب الأعضاء وتوجُّهاتهم وخلفياتهم العلمية والعملية؛ بما يَضْمَن عملاً مُؤسساتيا ناجعا من الناحية التشريعية والرقابية.

والناظرُ إلى المسيرة البرلمانية في السلطنة، يجدُ أنَّها اعتمدتْ التدرُّج في الصلاحيات والأدوات التشريعية والرقابية، وهي مسيرة مُمتدَّة منذ سنوات، شهدتْ مُتغيرات وتطورات جمَّة عكستْ الحرصَ السامي على منح مجلس عُمان ما يلزم من صلاحيات، وفقا لنضوج التجربة الديمقراطية في البلاد، وانعكاس ذلك على آلية اختيار الأعضاء، لاسيما في مجلس الشورى عبر الاقتراع السري المباشر؛ ليكون المواطن بذلك شريكًا رئيسيًّا في صُنع القرار، وإبداء وجهات النظر الخاصة بمختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية.

العملُ الدؤوب الذي يقومُ به أعضاء مجلسيْ الدولة والشورى، يُترجم الحرصَ على تحمُّل المسؤوليات؛ فكم من جلسة شهدنا فيها مُناقشات مُثمرة أفضتْ في نهاية المطاف إلى تحقيق طموحات المواطن، وإعلاء مصلحة الوطن قبل كل اعتبار. وكم من اجتماع عُقد لبحث الخطوات اللازمة بشأن قرار ما ينبغي اتخاذه، وهي كلها إجراءات عكستْ حرصَ الأعضاء على ملامسة احتياجات الواطن، والسعي لتلبية كل ما يُمكن تنفيذه من أجل راحة ورفاهية المواطنين من أقصاها إلى أقصاها.

... إنَّ مسيرة الديمقراطية في السلطنة لتُثبت يومًا بعد الآخر أنَّنا ماضوْن في الطريق الصحيح، وعازموْن على تبنِّي المنهج العُماني الخالص، الذي يعكس حكمة الرُّؤية السامية المنبثقة من الموروث العُماني التليد، الذي يعتمدُ التريُّث والحسمَ في آنٍ واحد، حتى تكون بلادنا في مُقدِّمة الرَّكب الأممي، وبصدارة الشُّعوب الواعية القوية.

تعليق عبر الفيس بوك