باريس - رويترز
بعد ساعات من فوز دونالد ترامب في انتخابات الرئاسة الأمريكية أشاد حليف سياسي مقرب من نيكولا ساركوزي الطامح إلى الفوز بالرئاسة في فرنسا بهذا الحدث باعتباره "يوما جميلا". وقد أثارت نتائج الانتخابات الأمريكية حالة من القلق في صفوف التيار الرئيسي للسياسة في أوروبا لكن المشرع الفرنسي فيليب مونييه اجتذب التصفيق والتهليل من حشد من المحافظين قبيل وصول ساركوزي لحضور مؤتمر جماهيري قرب مدينة ليون. وقال "استيقظت هذا الصباح على أنباء طيبة من الولايات المتحدة وأحيي تصميم الأمريكيين الذين واجهوا أولئك الذين كانوا يلقون علينا المحاضرات بشأن كيف يتعين علينا أن نفكر ولمن ندلي بأصواتنا." وفي هذه الأثناء كان زعماء أوروبا يعرضون العمل مع ترامب لكنهم يوضحون قلقهم من تهديداته خلال حملته الانتخابية فيما يتعلق بقضايا بدءا من تضامن حلف شمال الأطلسي وصولاً إلى الاتفاق النووي مع إيران والتغير المناخي. لكن مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الفرنسية في الربيع المقبل لا يبدو أن فريق ساركوزي يشعر بهذا القلق.
وقال ساركوزي الذي لم يؤيد حملة ترامب إن نتائج الانتخابات الأمريكية تمثل رفض "نمط التفكير السائد". ويسعى ساركوزي المحافظ في فرنسا لجذب أصوات الناخبين مما أوصله للبحث داخل حزب الجبهة الوطنية الذي يمثل اليمين المتطرف.
وقال مونييه في لقاء الأربعاء إن نتائج الانتخابات الأمريكية أظهرت خيبة أمل الناخبين تجاه مؤسسة متجذرة في مختلف أنحاء الغرب بما في ذلك فرنسا.
ومهد الطريق لساركوزي الذي هاجم النخبة في فرنسا وقال إنها لا تستمع للمواطنين في ظل حكم الرئيس الاشتراكي فرنسوا أولوند.
وقال ساركوزي الذي شغل منصب الرئيس في الفترة من 2007 إلى 2012 فكان هو شخصيا جزءا من النخبة إنه ينصت للمواطنين وذلك قبل أقل من أسبوعين من منافسات تمهيدية لاختيار مرشح يمين الوسط للرئاسة.
وعلى خلفية موجة من الهجمات الدموية التي شنها إسلاميون متشددون في فرنسا وأزمة المهاجرين في أوروبا يعد ساركوزي البالغ من العمر 61 عاما باتخاذ مواقف متشددة تجاه الهجرة وأن يدافع عن القيم العلمانية لفرنسا وأن ينعش مشاعر الفخر الوطني.
وقال ساركوزي بعد ذلك بيوم في حديث تلفزيوني "يشعر الناس بالغضب. فهم يعيشون واقعا لم يعد العديد من الساسة يعترفون به." وأضاف "من يطرح السؤال عن الهجرة ليس ضعيفا. من يقول أن فرنسا تحتاج لحدودها ليس قوميا. ومن يعبر عن غضبه في صندوق الاقتراع ليس شعبويا.
قالت مارين لوبان زعيمة الجبهة الوطنية التي تمثل أقصى اليمين في فرنسا إن فوز دونالد ترامب بانتخابات الرئاسة الأمريكية هو نصر للجماهير على النخبة وعبرت عن أملها في أن يحذو الشعب الفرنسي حذو الأمريكيين في انتخابات العام المقبل وينتخبها رئيسة للبلاد.
وترجح استطلاعات الرأي فوز لوبان في الجولة الأولى من انتخابات الرئاسة الفرنسية المقررة في أبريل لكنها تتوقع أن تخسر إذا خاضت جولة الإعادة أمام أي منافس.
وخلال سؤالها في مقابلة مع برنامج أندرو مار الذي تبثه هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) عما إذا كان فوز ترامب يزيد احتمالات فوزها في الانتخابات قالت لوبان "جعل في الإمكان تحقيق الشيء الذي كان يروج له في الماضي على أنه مستحيل لذا فإنه بحق انتصار للجماهير على النخبة."
وقالت وفقا لترجمة بالإنجليزية قدمتها (بي.بي.سي) "إذا كان لي أن أعقد مقارنة مع فرنسا فحينها سأقول نعم أتمنى أن يقلب الشعب في فرنسا الطاولة... التي تلتف حولها النخب لتقتسم ما يجب أن يكون للشعب الفرنسي."
وقالت إنها تأمل أن تتاح الفرصة لجميع مواطني الاتحاد الأوروبي للتعبير عن وجهات نظرهم في الاتحاد عن طريق الاستفتاء مثلما فعلت بريطانيا يوم 23 يونيو وأضافت أن "النخبة ستفاجأ مرة أخرى" إذا ما طرح السؤال.
وتابعت إنه لا يوجد سبب يدعو أوروبا للخوف من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين. ومضت تقول "يتعين علينا إذا كنا نريد أوروبا قوية أن نتفاوض مع روسيا وأن نبرم اتفاقات تعاون مع روسيا واتفاقات تجارية مع روسيا." وأضافت أن الولايات المتحدة هي التي كانت تزعزع استقرار أوروبا وليست روسيا. وقالت "النموذج الذي يدافع عنه فلاديمير بوتين وهو منطقي (يشمل) السياسات الحمائية ورعاية مصالح بلده وحماية هويتها هو نموذج يعجبني." وأضافت لوبان أن حزبها اقترض من بنك روسي لكن فقط لأن البنوك الفرنسية رفضت إقراضه.