بغداد – رويترز
قالت القوات الخاصة العراقية إنّها واصلت التوغل في الموصل رغم مقاومة شرسة من مُقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية الذين يستخدمون مدنيين دروعا بشرية وإنها تحكم قبضتها على ستة أحياء بالمدينة سيطرت عليها في الأيام العشرة الماضية.
واخترق جنود جهاز مكافحة الإرهاب خطوط دفاعات تنظيم الدولة الإسلامية ليدخلوا المدينة في الأسبوع الماضي ويخوضون منذ ذلك الحين معارك شرسة مع المتشددين الذين يستخدمون موجات من المفجرين الانتحاريين والقناصة.
والقوات الخاصة هي رأس الحربة في تحالف أوسع يضم مئة ألف مقاتل يسعون للقضاء على بضعة آلاف من مُتشددي الدولة الإسلامية الذين حكموا الموصل -أكبر مدينة في دولة "الخلافة" التي أعلنها التنظيم في العراق وسوريا- على مدى العامين الماضيين.
وتستعد القوات الأمنية وفرق مشاة من الجيش بدعم من ضربات جوية تقودها الولايات المتحدة للتحرك صوب الأحياء الجنوبية والشمالية في الموصل في الأيام المقبلة لتكثيف الضغط على المُتشددين. وتسيطر قوات البشمركة وفصائل شيعية مسلحة على أراض إلى الشمال الشرقي وإلى الغرب.
وقال المتحدث باسم جهاز مكافحة الإرهاب صباح النعماني لرويترز إنه على الجبهة الشرقية توغلت القوات الخاصة في حي القادسية الثانية على الطرف الشمالي من جيب صغير من الأحياء التي تسيطر عليها حتى الآن.
وأضاف أنَّ القوات قوبلت بمقاومة شرسة من "العدو" الذي شكل دوريات من المقاتلين المتشددين في مسعى لعرقلة تقدم القوات. وقال إن القوات تواجه "أصعب شكل لحرب المدن" في ظل وجود المدنيين لكنه أكد أن القوات العراقية مدربة على هذا النوع من المعارك.
وأبلغ ضباط عسكريون رويترز بأنّ المعارك هي أعنف ما شهدوه في ظل استخدام مجموعات صغيرة من المتشددين لشبكة كبيرة من الأنفاق والشوارع الضيقة لشن سلسلة لا نهاية لها فيما يبدو من الهجمات ضد الجنود.
وشاهد مراسل لرويترز في كوكجالي على الطرف الشرقي من المدينة طائرات هليكوبتر أباتشي أمريكية تحلق فوق المنطقة. وأمكن سماع دوي انفجارات -إما انها ناتجة عن ضربات جوية أو تفجيرات انتحارية نفذ المتشددون المئات منها منذ بدء الحملة في 17 أكتوبر وقصف مدفعي.
ومع ارتفاع أعمدة الدخان فوق المدينة خرج المئات من المدنيين في شوارع كوكجالي بعضهم من السكان المحليين لكن آخرين من الفارين من المعارك في الموصل نفسها.
وتقول المنظمة الدولية للهجرة إن حوالي 48 ألف شخص نزحوا بسبب المعارك وهو رقم لا يزال ضئيلا نسبيا مقارنة بتقديرات الأمم المتحدة قبل بدء الحملة لاحتمال نزوح ما يصل إلى 800 ألف شخص.
وقال النعماني إن الجيش طلب من المدنيين البقاء داخل منازلهم حرصا على سلامتهم مضيفاً أنّ جهاز مكافحة الإرهاب يهدف إلى تسليم الأحياء التي سيطر عليها إلى قوات أخرى. وفي مدن أخرى جرى استعادتها من الدولة الإسلامية دخلت قوات الشرطة المحلية بعد أن مهدت لها القوات الخاصة الطريق.