بين "النفط العمانية" و"البترول الكويتية العالمية"

اتفاقية تفاهم لتعزيز الاستثمارات في مصفاة الدقم بطاقة إنتاجية 230 ألف برميل يوميا

...
...
...
...

 

 

 

التكلفة التقديرية للمصفاة 7 مليارات دولار.. والإنشاءات خلال العام المقبل

 

الدقم - الرؤية

وقعت شركة النفط العمانية الذراع الاستثمارية للحكومة في قطاع النفط والغاز والمشاريع المرتبطة بقطاع الطاقة وشركة البترول الكويتية العالمية مذكرة تفاهم لتعزيز الجوانب الاستثمارية في تطوير مشروع مصفاة الدقم ومجمع الصناعات البتروكيمياوية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم في محافظة الوسطى.

وقال معالي نائب رئيس مجلس الوزراء ووزير المالية ووزير النفط بالوكالة الكويتي أنس خالد الصالح إنّ توقيع اتفاقية الشراكة الاستراتيجية في مشروع مصفاة (الدقم) يأتي في إطار الجهود المبذولة لتعزيز التعاون الاقتصادي بين سلطنة عمان الشقيقة ودولة الكويت وذلك من خلال اقتناص الفرص الاستثمارية في مشروعات الطاقة الكبرى. وأوضح أنّ توقيع مذكرة التفاهم لمشروع مصفاة (الدقم) بين شركة النفط العمانية وشركة البترول الكويتية العالمية (كي بي أي) يساهم في تحقيق استراتيجية مؤسسة البترول الكويتية في الدخول إلى أسواق نفطية تعزز من مكانتها في الأسواق العالمية حيث تبلغ الطاقة الاستيعابية حوالي 230 ألف برميل.

وأكد أنّ المرحلة المقبلة تتطلب من دول الخليج التنسيق فيما بينها في المشاريع البترولية ومشاريع الطاقة الكبرى؛ حيث يعتبر مشروع مصفاة الدقم أحد أهم المشاريع الصناعية الحيوية والواعدة التي يتم تطويرها في المنطقة. وأشار إلى أنّه من المتوقع أن تبلغ الطاقة الاستيعابية للمصفاة حوالي 230 ألف برميل من مزيج النفط الخام الكويتي والعماني حيث ستقوم بإنتاج مشتقات نفطيّة وفق أعلى المواصفات والمقاييس العالمية وبتكاليف تنافسية. وأضاف أنّ المشروع يهدف إلى تعزيز الاستراتيجية الكويتية العمانية لضمان تكرير مزيج النفط الخام الكويتي والعماني الخام على المدى البعيد والمساهمة في دعم الاقتصاد الوطني للبلدين.

وقال إنّ هذه الشراكة الاستراتيجية تأتي كقصة نجاح لدولة الكويت ولسلطنة عمان الشقيقة فمن خلال هذا التعاون تتقاسمان التحديات وتحصدان ثمار التعاون معا، فهذه هي روح الأخوة والتعاضد التي تجمع الأشقاء في دول مجلس التعاون لدول الخليج العربية.

ووقع الاتفاقية نيابة عن شركة النفط العمانية هلال بن علي الخروصي المدير العام التنفيذي للشركة فيما وقعها عن الشركة الكويتية بخيت الرشيدي الرئيس التنفيذي لشركة البترول الكويتية العالمية وذلك في فندق كراون بلازا بالمنطقة الاقتصادية الخاصة في الدقم بحضور معالي يحيى بن سعيد الجابري - رئيس مجلس إدارة هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، وسعادة الدكتور درويش بن سيف المحاربي نائب رئيس مجلس إدارة شركة النفط العمانية.

وبموجب توقيع مذكرة التفاهم يسعى كلا الطرفين لتكوين شراكة مستمرة بامتلاك وإدارة وتشغيل مصفاة الدقم ومجمع البتروكيماويات في مرحلة لاحقة، كما سيمتلك الطرفان حصصا متساوية في أسهم المشروع لتطوير مصفاة النفط الخام إلى جانب مجمع الصناعات البتروكيماوية، حيث يعد المشروع من أهم المشاريع الصناعية الحيوية التي يتم تطويرها في المنطقة الاقتصادية بالدقم.

ويعمل الطرفان على دراسة إمكانيّة دخول شركاء استراتيجيين آخرين مستقبلاً ومن المؤمل أن يسهم المشروع في تحويل المنطقة إلى أحد أكبر المراكز الصناعية والاقتصادية في السلطنة. وتم الانتهاء من الأعمال المتعلقة بتمهيد وتسوية موقع المصفاة على أرض تبلغ مساحتها 900 هكتار ومن المتوقع أن يتم اتخاذ قرار الاستثمار النهائي خلال الربع الثاني من العام المقبل.

وقال المهندس عصام بن سعود الزدجالي - الرئيس التنفيذي لشركة النفط العمانية إنّه بموجب المذكرة سوف تصبح الشراكة مع الجانب الكويتي مناصفة في مصفاة الدقم التي تعد مرحلة أولى فيما لم يتم تحديد الأسهم بعد في مجمع البتروكيماويات الذي سيأتي في المرحلة الثانية وذلك بعد التعرّف على أداء الدراسات الأولية والمالية، مشيرا إلى أنّ المشروعين مكملين لخطط شركة النفط العمانية طويلة المدى.

وفيما يتعلق بموعد بدء الأعمال الإنشائية لمصفاة الدقم، أوضح أنّ شركة النفط العمانية تسعى للحصول على الموافقات النهائية قبل الربع الثاني من العام المقبل، موضحا أنّ المرحلة التشغيلية للمصفاة ستبدأ في عام 2021 بطاقة إنتاجية قدرها 230 ألف برميل.

وقال إنّ مصفاة الدقم تعد من أكبر المصافي في السلطنة حيث تبلغ طاقتها الإنتاجية 230 ألف برميل يوميا.. موضحا أنّ التكلفة التقديرية للمصفاة في الوقت الحاضر تتعدى 7 مليارات دولار وأن مصفاة الدقم تعد مشروع عملاق وسيوفر فرص عمل للشباب العماني. وأضاف أنّ شركة النفط العمانية حريصة على التعاون مع شركاء استراتيجيين لترجمة تطلعاتها في تطوير مشاريع اقتصادية واعدة من شأنها الارتقاء بالاقتصاد الوطني.

وأكّد نزار العدساني نائب الرئيس والرئيس التنفيذى لمؤسسة البترول الكويتية أنّ مثل هذه الفرص الاستثمارية تجسد روح التعاون بين سلطنة عمان ودولة الكويت اقتصاديا حيث تساهم مؤسسة البترول الكويتية بتحقيق استراتيجيتها في دخول أسواق نفطية تعزز من مكانتها في الأسواق العالمية، معربًا عن أمله في أن يصبح المشروع المزمع إقامته في منطقة الدقم نموذجا ناجحًا يحتذى به في المنطقه لمشاريع لاحقه في مجال الطاقة بين دول مجلس التعاون التي تعتبر من الأسواق الواعدة حيث يعد المشروع باكورة المشاريع الخليجية المشتركة الضخمة والذي بدوره سوف يساهم في تحويل المنطقه إلى أحد أهم المراكز في مجال الصناعات النفطية في المنطقة والعالم سواء والذي سيؤدي إلى نقلة نوعية من مرحلة التنافس إلى مرحلة التكامل بين دول مجلس التعاون.

وقال إنّ مذكرة التفاهم تعد خطوة وبعدها خطوات تتمثل في مصنع البتروكيماويات لاحقا وهناك فرص أخرى يتم تدارسها مع شركة النفط العمانية الأمر الذي من شأنه أن يحقق استراتيجية التكامل بين السلطنة والكويت التي يطمح لها القادة في البلدين. وعن سبب اختيار الدقم للاستثمار فيها أوضح ان من خلال العرض المرئي الذي تم عرضه بين ان الدقم تمثل ملتقى الشرق والغرب واطلالتها على بحر العرب وقربها من الأسواق الآسيوية مما يمثل شركة البترول الكويتية بعد استراتيجي لدولة الكويت في تواجدها في الدقم.

وأشار إلى أنّ مذكرة التفاهم تنص على الالتزام في الاستثمار في المصفاة وفي مرحلة لاحقة والتي تمثل اتفاقية الشركاء بيننا وبين شركة النفط العمانية وبين شركة البترول الكويتية العالمية التي بدورها ستدفع للاستثمار النهائي في المصفاة ومصنع البتروكيماويات.

وقال بخيت الرشيدي إنّ شركة البترول الكويتية العالمية تهدف من خلال الاستثمار إلى نقل خبراتها الواسعة في إدارة المشاريع الكبرى في مجال الصناعة النفطية من مشاريعها في أوروبا وآسيا والتي سوف تساهم في نجاح وتحقيق الكثير من الأهداف المرجوة في هذا المشروع، كما سيساهم هذا المشروع في فتح الكثير من الفرص التجارية وتطوير الكوادر المحلية في مجال الصناعة النفطية.

وقال إنّ التعاون بين سلطنة عمان ودولة الكويت في بناء مصفاة الدقم لاقى أشد الاهتمام محليًا وعالميا نظرًا لطبيعة المشروع المميزة وما فيها من فائدة لكلا الطرفين كما يضيف المشروع آفاق التعاون في مشاريع مستقبلية أخرى تصب في مصلحة البلدين. ويقع مشروع المصفاة ومجمع الصناعات البتروكيماوية في قلب المنطقة الاقتصادية الخاصة بولاية الدقم في محافظة الوسطى - جنوب شرق السلطنة ويعد موقعه الاستراتيجي ميزة تنافسية، بسبب وقوعه على مسار خطوط الشحن البحري الدولية على المحيط الهندي وبحر العرب، وهذا من شأنه أن يسهّل أنشطة النقل البحرية من المنطقة وإليها.

 

تعليق عبر الفيس بوك