خبراء المياه يوصون بالإسراع في وضع خارطة شاملة للعيون بالسلطنة

قريَّات - العُمانيَّة

أوْصَي خبراء ومختصون في قطاع المياه من السلطنة والخارج، بتسريع العمل باستخدام التقنيات الحديثة في سبيل وضع خارطة وطنية شاملة للعيون المائية البحرية في السلطنة؛ تشمل جميع المعلومات المتعلقة بمواقعها والدراسات الاستكشافية والتحاليل الكيمائية والفيزيائية وعمليات المراقبة.. جاء ذلك في ختام ندوة "العيون المائية البحرية في سلطنة عُمان"، أمس، بولاية قريات، ونظمتها الجمعية العمانية للمياه.

وأكَّدتْ الندوة في توصياتها على أهمية تأهيل كادر وطني متخصص يُعنى بجميع الدراسات والمشاريع المتعلقة بالعيون المائية البحرية في السلطنة، وضرورة الاستمرار في الجهود الرامية لاستغلال مياه العيون البحرية في السلطنة وتنشيطها لسد جزء من العجز المائي بما يتوافق مع الأنظمة العامة المراعية للحفاظ على البيئة البحرية مع برنامج مراقبة دقيق لضمان استدامتها، خاصة في ظل التغيرات المناخية المتوقعة، وتأثير ذلك على الموارد المائية. ودعت الندوة إلى العمل على تطوير العيون البحرية لتكون أحد مرافق الجذب السياحي في السلطنة مع المحافظة على المحيط الحيوي لهذه المواقع بما يكفل استدامتها وتنشيط دورها السياحي، وتوعية كافة شرائح المجتمع بأهمية تلك العيون وتفعيل وتشجيع مؤسسات المجتمع المدني في القيام بهذا الدور في سبيل المحافظة عليها، وتقنين استغلالها سواء للسياحة أو كمورد مائي بديل.

وقد ناقشت الندوة على مدى يومين بمشاركة خبراء ومختصين في قطاع المياه من داخل وخارج السلطنة 19 ورقة علمية تناولت عدداً من المحاور؛ أهمها: تأثير الخصائص الجيولوجية والهيدرولوجية والبيئية في تكوين العيون البحرية والخصائص الفيزيائية والكيميائية لمياه العيون البحرية والوسائل والتقنيات الحديثة المستخدمة في الاستكشاف والبحث والتحليل ومراقبة العيون البحرية والخزانات الجوفية الكارستية الساحلية ودورها في تكوين العيون البحرية وطرق الاستغلال الاقتصادي لمياه العيون البحرية.

 وقال الدكتور عبدالله بن محمد باعوين عضو الجمعية ورئيس اللجنة التنظيمية لوكالة الأنباء العمانية إن هذه الندوة هي الحادية عشرة التي تنظمها الجمعية العمانية للمياه وكان الموضوع الرئيسي لكل تلك الندوات هو المياه وأهميتها؛ حيث ناقشت مواضيع من بينها المياه المصاحبة للنفط وعن حصاد الضباب وعن المياه الصناعية المفقودة وكيفية إدارتها والسياحة المائية والافلاج العمانية.

وأشار باعوين إلى أنَّ الجمعية تسعى من خلال الندوات التي تعقدها إلى أنْ تكون توصياتها قابلة للتطبيق، وكثير من التوصيات التي صدرت سابقا عن الندوات الماضية وجدت طريقها إلى التنفيذ من قبل الجهات المختصة التي أبدت الكثير من التعاون والاهتمام والتجاوب الكبير.. مؤكدًا أنه إذا أظهرت الدراسات أن العيون المائية البحرية في السلطنة عبارة عن تدفقات مائية مستدامة فإنه بالإمكان تغطية جزء من النقص في المياه.

يُذكر أنَّ مجلس البحث العلمي يواصل العمل بالتعاون مع مؤسسة "هلم هولز" البحثية بجمهورية المانيا الاتحادية ووزارة البلديات الاقليمية وموارد المياه في المشروع البحثي الذي بدأ العام الماضي ويستمر ثلاث سنوات لتتبع حركة المياه الجوفية في محافظة ظفار من الجبال وحتى تسربها في البحر من خلال العيون البحرية؛ حيث سيتم مراقبة تدفق هذه المياه في المحيطات باستخدام جهاز "ويف جيلدر" الذي يستطيع السير آليا في مياه المحيطات باستخدام الطاقة الحركية والطاقة الشمسية لتنفيذ مهمة جمع وتحليل المياه والمعطيات البيئية البحرية الأخرى.

تعليق عبر الفيس بوك