أولياء أمور: التدخل في اختيار التخصص قد يؤدي إلى فشل الأبناء في الدراسة مستقبلاً

 

أكد عدد من أولياء الأمور أن التخصص الجامعي يجب أن يترك للطالب في المقام الأول على أن يختار حسب رغبته الدراسية باعتبار أن تدخل الأسرة في اختيار التخصص لأبنائها ربما يعود بنتائج سلبية في المستقبل ويمكن أن يؤدي إلى فشل الطالب في المستقبل.

مشيرين إلى أن دور الأسرة يجب ألا يتعدى مساحة التشاور والحوار بعيداً عن إجبار الأبناء على دراسة تخصص معين لا يرغبه الابن لأن الإجبار في مثل هذه الحالات قد يؤدي إلى نتائج عكسية يتحمل نتائجها الطالب والأسرة معاً، خاصة وأن كثيرا من الأبناء ومنذ وقت مبكر من سنوات الدراسة حددوا تخصصات معينة ولديهم طموح وأحلام بالعمل في مهن معينة مستقبلاً.. وهم على قناعة تامة بها ولايمكن أن يتم إجبارهم للتخلي عن أحلامهم وطموحهم من أجل إرضاء رغبة الأسرة التي تريد أن يتخصص أبنها في تخصص آخر.

 

الرؤية – محمد قنات

قال خالد الجهوري: يجب على الطالب أن يحدد بنفسه المجال أو التخصص الذي يتناسب مع قدراته التحصيلية ومع ميوله العلمية حتى لا تواجهه صعوبات قد تهدد مسيرته الدراسية في المستقبل، إذ ينبغي على الطلاب أن يفتحوا مجال التحاور والتشاور مع أولياء أمورهم حتى يتم اختيار التخصص الذي يتناسب معهم، وهنالك الكثير من الطلاب يكونون على قناعة تامة بتخصص معين منذ وقت طويل ويعملون على تحقيقه وتكون أسرهم على علم برغبة ابنها ولا تعترض وتعمل على تشجيعه بكافة السبل حتى يحقق هدفه.

وأضاف أن الطالب يمكن أن يستجيب لوالديه في دراسة تخصص معين ثم تواجهه بعض الصعوبات التي قد تهدد مستقبله لأنه يدرس ما هو بعيد عن رغبته وحتى إذا أكمل الدراسة يمكن أن يكون غير ناجح مهنيًا، لذا يجب ألا يتدخل الآباء في تخصصات أبنائهم سوى بالنصح فقط وألا يكون النصح بمثابة قرارات غير قابلة للنقاش.

وتابع: لابد أن يترك للطالب حرية اختيار التخصص لأنه هو الذي يعرف نقاط الضعف والقوة ويجب أن يختار حسب رغبته كما يجب ألا يضغط عليه في دراسة تخصص بعيدًا عن رغبته، وأن ينحصر دور الأسرة في التوجيه والاقتراح فقط وليس من حقها أن تفرض التخصص الذي تريده.

وزاد أن كثيرا من الجامعات أصبحت تهتم بوجود المرشد الذي يساعد الطلاب في اختيار تخصصاتهم على حسب إمكانياتهم ومقدراتهم وهو شخص متخصص يساعد الطلاب في حالة اللجوء إليه في أمر الاختيارات، التي يجب أن تكون مبنية على رغبة الطالب الأكيدة في دراسة تخصص معين.

من جانبه قال خليفة المقبالي إنّ الطالب في كثير من الأحيان يضيع مستقبله الدراسي عندما يستجيب لرغبة الأسرة، خاصة وأن الاختيار في مرات كثيرة يكون غير مناسب، مما يترتب عليه من آثار نفسية سلبية على الطلاب وإجبار الطالب على دخول كليّة لا يرغب فيها سيؤثر في مستقبله الأكاديمي، وربما يترك الدراسة، والبعض منهم يدرس لسنوات في تخصص لا يرغبه ليدرك بعدها أنّه لا يستهويه فيعود ويدرس تخصصاً آخر ويكون قد ضيّع سنوات من عمره لو استثمرها بشكل صحيح لاستفاد منها في حياته المهنية.

وأضاف أن الأهل في حالات كثيرة يؤثرون على أبنائهم بالتدخل في بتحديد ميولهم الدراسية، كما أنّ بعض الآباء يحاولون تحقيق أحلامهم الدراسية التي فشلوا فيها مستغلين بذلك أبناءهم دون أن يتركوا لهم حق اختيار ما يريدون دراسته وفق رغباتهم وطموحهم مما يلحق بهم الضرر مستقبلاً على مستوى الدراسة أو من الناحية المهنية لذا يجب أن يترك الأبناء أن يحددوا تخصصاتهم باختيارهم على أن ينحصر دور الأسرة في المشورة وتقديم النصح، حتى لا يقع الابن في اختيار خاطئ يضيع عليه سنوات دراسية ويدخله في دوامة فشل تنهي في كثير من الأحيان بقطع الدراسة ليبدأ دراسة تخصصه الذي يرغبه بعد أن بذل جهود وأضاع الوقت في تخصص لم يوفق في اختياره.

وقال سيف المزيني إنّ هناك من يختار التخصص بناء على طلب والديه، وهناك من يختاره بناء على كونه تخصصا نادرا، أو أنه يتعشم في أن يكون التخصص مدخلاً له لعالم المال، وهذا يعتبر خطأ حيث يجب أن تكون الدراسة من أجل العلم والمعرفة في المقام الأول وبرغبة الشخص وهذا الأمر يجب أن يخضعه الطالب للتفكير والتمحيص وأن يتعرف أولاً على رغباته ومن ثم يختار تخصصه بدون ضغوط من أحد.

وأضاف أن تدخل الأهل والأسرة اختيار التخصص الدراسي لم يعد كما كان في السابق حيث كانت الجامعات والكليات محدودة مما يجعل الاختيار محدوداً وكانت مسؤولية الآباء تنحصر في تقديم المساعدة حتى يصل أبناءهم إلى الاختيار التخصصي الصحيح.

وتابع أن الأمر اختلف كثيراً اليوم حيث الأبناء لديهم وعي كبير ويحددون رغباتهم منذ وقت طويل ويعرفون أهدافهم ويسعون إلى تحقيقها، وساعدهم في ذلك التكنولوجيا التي من خلالها يستطيعون تصفح كل المعلومات عن طريق الانترنت ومعرفة تفاصيل التخصصات التي يختارونها، ويجب على أولياء الأمور أن يراعوا رغبات أبنائهم في الدراسة وأن يبتعدوا قدر الإمكان في التدخل باختيار التخصصات لهم بصورة إجبارية لأنّ هذا الأمر يقود للفشل حيث لا يمكن للطالب أن يكون متميزاً وهو يدرس في تخصص لا يرغبه.

 

تعليق عبر الفيس بوك