في إطار الزيارة الرسمية لولي عهد المملكة المتحدة إلى السلطنة

الأمير تشارلز يتعرف على معالم المتحف الوطني.. ويشهد عرضا للفنون التقليدية العُمانية بقصر العلم

...
...
...
...
...
...
...
...
...
...
...

 

 

 

 

جولة سياحية للأمير تشارلز في الحمراء ومحمية رأس الشجر الطبيعية بقريات

دوقة كورنول تزور "دار الحنان".. وتلتقي نخبة من صاحبات الأعمال العُمانيات

 

 

مسقط - الرُّؤية

في إطارِ الزيارة الرَّسمية التي يقومُ بها إلى السَّلطنة، تفضَّل صاحب السُّمو الملكي الأمير تشارلز أمير ويلز وولي عهد المملكة المتحدة، والوفد المرافق له، بزيارة المتحف الوطني، بصُحبه صاحب السُّمو السيد هيثم بن طارق آل سعيد وزير التراث والثقافة رئيس مجلس أمناء المتحف الوطني، وكان في استقبال سُمو الأمير جمال بن حسن الموسوي القائم بأعمال مدير عام المتحف الوطني.

وتجوَّل سُمو الأمير والوفد المرافق له في أرجاء المتحف وأروقته؛ ومن بين ذلك قاعة الأرض والإنسان؛ حيث -وبعد شرح تعريفي موجز عن المتحف الوطني- شاهد سُموه عروضًا حية لأبرز الصناعات الحرفية العُمانية التقليدية من تنظيم هيئة الصناعات الحرفية، ووقف على ما تحويه القاعة من مقتنيات حرفية تجسد مظاهر الحياة العُمانية الأصيلة. بعدها، تفضَّل سُموه بزيارة قاعة السلاح للوقوف على أقدم الخناجر العُمانية وتاريخ تطوُّرها وصولًا للخنجر السعيدي الذي يعدُّ رمزًا من رموز عُمان، تبع ذلك جولة في قاعات ما قبل التاريخ والعصور القديمة؛ حيث وقف سُمو الأمير أمام شواهد القبور الرسولية المعروضة على سبيل الإعارة من قبل متحف فيكتوريا وألبرت، وأقدم قطعة أثرية في شبه الجزيرة العربية والمكتشفة في عُمان يقدر عمرها بنحو المليوني عام، وأقدم مبخرة في عُمان عمرها يناهز 4500 عام، ليتفضَّل سُموه بعد ذلك بزيارة قاعة "عظمة الإسلام"، والوقوف أمام محراب مسجد العوينة الأثري، واستمع لشرح موجز عن الجهود التي تقوم بها حكومة السلطنة في حفظ وصون التراث المعماري العُماني، قبل الاطلاع على قسم التعايش السلمي بين الأديان، والذي يُوثِّق -من خلال اللقى القديمة- مفاهيم التسامح والتعايش الديني في عُمان عبر التاريخ. وقد تخلَّلت الزيارة معزوفات موسيقية حية مُنتقاة، قدَّمتها الأوركسترا السيمفونية السلطانية العُمانية.

ومن جهة ثانية، شَهِد صاحبُ السُّمو الملكي الأمير تشارلز أمير ويلز، وحرمه صاحبة السُّمو الملكي الأميرة كاميلا دوقة كورونول، أمس، عرضًا للفنون التقليدية العُمانية أُقيم بساحة قصر العلم العامر، بحضور صاحب السُّمو السيِّد هيثم بن طارق آل سعيد. وقد شاهد صاحب السُّمو الملكي أمير ويلز وحرمه عن قرب الفنون التقليدية العُمانية التي تتميَّز بها السلطنة باختلاف محافظاتها في عرضٍ تخللته مُشاركة فرق الفنون التقليدية التي قدَّمت لوحات من الموروث الشعبي والأهازيج التي تُعبِّر عن مُكنونات التاريخ والحضارة العُمانية العريقة.  وأبْدَى سُمو الأمير الضيف وحرمه إعجابهما بما شاهداه من تقاليد راسخة وعادات أصيلة يتفرَّد بها المجتمع العُماني وتعكس عراقة تاريخه.

كما قام صاحب السُّمو الملكي الأمير تشارلز أمير ويلز، ظهر أمس، بزيارة لولاية الحمراء شملتْ بلدة مسفاة العبريين السياحية؛ حيث كان في استقباله سعادة الشيخ الدكتور خليفة بن حمد السعدي محافظ الداخلية، وسعادة جمال بن أحمد العبري عضو مجلس الشورى، وسعادة الشيخ سلطان بن علي النعيمي والي الحمراء، وعدد من المشايخ وأعيان الولاية. واستمعَ صاحبُ السُّمو الملكي -خلال الزيارة- إلى شرح عن تاريخ وتراث هذه البلدة العريقة، وما تزخر به من تراث ضارب في القدم، ثم تجوَّل الضيف في الحارة القديمة لبلدة مسفاة العبريين؛ حيث شاهد روعة الهندسة في البناء التقليدي الذي انفردتْ به العمارة العُمانية، وما احتوت عليه هذه البلدة التراثية من تصميم هندسي في فلجها ومزارعها، والطرق الملاصقة لمزارع النخيل والليمون. بعد ذلك، قام صاحب السُّمو الملكي بتناول القهوة العُمانية في أحد البيوت الأثرية، والذي أصبح أحد النزل السياحية ببلدة مسفاة العبريين.

وكانتْ فرقة الفنون الشعبية بولاية الحمراء قد قدَّمتْ عددًا من الرزحات الشعبية، كما اصطفَّ عددٌ من الطلاب والطالبات على مدخل الحارة القديمة، مُرحِّبين بالضيف الزائر، ومُلوحين بأيديهم بأعلام السلطنة وأعلام المملكة المتحدة؛ تعبيرا عن الفرحة بهذه الزيارة التاريخية.. رافق صاحب السُّمو الملكي الأمير تشارلز أمير ويلز معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات.

كما قام صاحبُ السُّمو الملكي الأمير تشارلز أمير ويلز -يُرافقه معالي الدكتور أحمد بن محمد الفطيسي وزير النقل والاتصالات، رئيس بعثة الشرف- بزيارة إلى محمية رأس الشجر الطبيعية بولاية قريات الزاخرة بالعديد من المكنونات الطبيعية والحيوانية والنباتية والجيولوجية. وتمَّ تقديم شرح مُوجز عن المحمية ومساحتها، وأهم الحيوانات والطيور والنباتات بالمحمية، وتمَّ إبراز دور السلطنة في الحفاظ على الحيوانات والطيور المهددة بالانقراض. وتفقَّد سُمو الأمير والوفد المرافق له المحمية، مرورا على منحل العسل، وزار ركن مكتب حفظ البيئة، وتعرف على الجوانب التراثية من خلال المعرض المصاحب الذي اشتمل على نماذج من الصناعات المحلية والمنتجات العُمانية والتراثية الخاصة، وشاهد صورا للحيوانات البرية التي تتواجد في المحمية. يُذكر أنَّ المحمية تأسست عام 1985 تحت مظلة مكتب حفظ البيئة، وتقع بين ولايتي قريات بمحافظة مسقط، وصور بمحافظة الشرقية، وتبلغ مساحتها حوالي 7ر93 كيلومترمربع، وتتميز المحمية بوفرة أشجار السمر؛ لذلك سُميت برأس الشجر. وتزخر المحمية بالعديد من المكنونات الطبيعية الحيوانية والنباتية والجيولوجية، فتضم المحمية عددا من الحيوانات الثديية؛ أبرزها: الغزال العربي الذي يعيش على الجزء الساحلي للمحمية، والوعل العربي الذي يتواجد في المناطق الجبلية الوعرة في المحمية، كما يوجد بالمحمية حيوانات الثعلب الأحمر والوشق العربي، كما تعدُّ المحمية ملاذا آمنا لعدد من الطيور المهاجرة والمستوطنة كطيور الهدهد والشقراق الهندي، وطائر الجشنة والوروار والنسر المصري، والصفرد والبوم والقطا والحمام البري والصقر، والكروان والنورس. كما تتميَّز المحمية بوجود عدد من النباتات البرية ذات الفوائد العظيمة للإنسان والحيوان والطبيعة، كأشجار السمر والسدر والشوع التي تعتبر مصدرا غذائيا لنحل العسل، وللحيوانات العاشبة في المحمية، كما تتواجد في المحمية نباتات القفص والقطف والشكاع واللثب، والعسبق، ونباتات الشحص والطلح، والسرح، والسيداف والضجع التي يستفيد الأهالي من بعضها حتى اليوم في الاستخدامات الطبية.

إلى ذلك، قامتْ صاحبة السُّمو الملكي الأميرة كاميلا دوقة كورنول -التي ترافق صاحب السُّمو الملكي الأمير تشارلز أمير ويلز في زيارته الحالية للسلطنة- بزيارة إلى مشروع دار الحنان التابع للجمعية العُمانية للسرطان بولاية بوشر. وكان في استقبال سموها لدى وصولها يؤثر بنت محمد الرواحية الرئيسة الفخرية للجمعية العُمانية للسرطان، والدكتور وحيد بن علي الخروصي رئيس مجلس إدارة الجمعية. وقد تجوَّلت سموها في أقسام الدار المختلفة، واستمعت إلى شرحٍ وافٍ عن أهداف الدار والدور الذي تقوم به من حيث توفير المساكن للأسر المرافقة للأطفال المصابين بالسرطان؛ سواءً في المستشفى السلطاني أو مستشفى جامعة السلطان قابوس أو مستشفى خولة.

من جانبه، قدم الدكتور وحيد بن علي الخروصي رئيس مجلس إدارة الجمعية، عرضًا مرئيًّا لسمو الضيفة؛ تضمَّن نبذة عن الجمعية العُمانية للسرطان، ومشروع دار الحنان التابع للجمعية، ورؤية الجمعية وأهدافها وآليات عملها، والخدمات التي تقدمها للمرضى . وتعمل دار الحنان على توفير السكن والغذاء لمرضى السرطان الصغار وأسرهم. كما تقوم بخدمة التوصيل إلى المستشفى أثناء فترة العلاج، والتأكد من التزام المرضى بالبرنامج العلاجي كالعلاج الكيميائي للمرضى الخارجيين أو العلاج الإشعاعي. وتقدِّم الدار الدعم المعنوي والإرشاد لأفراد الأسر، ومساعدة المرضى وأسرهم في الإجراءات الإدارية المتعلقة بالرعاية الصحية.

كما التقتْ صاحبة السُّمو الملكي الدوقة كاميلا دوقة كورونول، أمس -بمقر إقامة السفير البريطاني بمسقط- نخبة من صاحبات الأعمال العُمانيات، ومن اللاتي تقلَّدن مناصب رفيعة في القطاعين العام والخاص. وقد اطَّلعت صاحبة السُّمو الملكي على أعمالهن ومشاريعهن وإنجازاتهن في السلطنة، كما تمَّ عرض  بعض المنتجات التقليدية والمحلية المتنوعة، واستمعت سُموها إلى نبذة عن المسارات التي سلكتها المرأة العُمانية لتتبوأ مكانتها المرموقة اليوم، وكيف استطاعت صاحبات الأعمال بدء أعمالهن الخاصة وصنع منتجاتهن ومشاريعهن والترويج لها. حضرتْ اللقاء صاحبة السُّمو السيدة الدكتورة منى بنت فهد آل سعيد مساعدة رئيس الجامعة للتعاون الدولي، وعدد من المسؤولين بالسفارة البريطانية بالسلطنة، وجمع من الإعلاميين.

تعليق عبر الفيس بوك