انطلق نحو الريادة (10)

 

د. عبدالله المسكري *

تتطلَّب ريادة الأعمال ميزات معينة وصفات خاصة يُمكن لكل إنسان أن يكتسبها بالممارسة والهمة العالية ويمكن لكل شخص بغض النظر عن جنسه أن يكون رائد أعمال ناجحا إذا وجدت لديه الرغبة والنشاط والدافع لممارسة نشاط تجاري معين ولعل بعد تحديد رأسمال المشروع والمكان المناسب لإقامة المشروع ونوع المشروع التجاري الذي يتناسب ورغبات رائد الأعمال وتجهيز المستندات والتراخيص الرسمية والقانونية اللازمة لإقامة المشروع أن يكتسب الإنسان صفات معينة، إضافة إلى الصفات الأصيلة فيه؛ فالتاجر يحتاج أن يكون صاحب أخلاق عالية وصفات حميدة مع الله والنفس والزبائن؛ ومنها: الأمانة والبعد عن الغش وعدم الظلم وتأدية الحقوق والصدق واحترام الناس كل الناس سواء الزبائن أو الموردين أو زملاء العمل وشركاء المهنة، ومن ثم يمكن أن يكتسب رائد الأعمال صفات أخرى يتطلبها العمل وتتحول بعد ذلك إلى صفات طبيعة فيه من فن عرض السلعة والابتسامة والبشاشة وحسن التدبير وعدم الحرص والسماحة.    ومن هنا جاء حديث الرسول -صلى الله عليه وسلم- الذي رواه البخاري وابن ماجة عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "رحم الله عبداً سمحاً إذا باع، سمحاً إذا اشترى، سمحاً إذا اقتضى". فالسماحة في البيع والشراء هدي نبوي تربوي فيه خير كثير، تربى عليه صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن اقتفى أثرهم، فلعبت التجارة دوراً عظيماً في انتشار الإسلام، وسلامة المجتمع الإسلامي من أمراض النفس الداخلية. وعرّف بعضهم رائد الأعمال بأنه هو ذلك الشخص الذي لديه الإرادة والقدرة لتحويل فكرة جديدة أو أختراع جديد إلى ابتكار ناجح. وبالتالي فالوجود القوي لروّاد الأعمال في الأسواق والصناعات المختلفة تنشئ منتجات ونماذج عمل جديدة. وبالتالي فإن تكوين روّاد أعمال ناجحين يُسهم وبشدة في التطور الصناعي والنمو الاقتصادي على المدى الطويل.

ومن صفات رواد الأعمال أن تكون لديه روح المغامرة والطموح الذي يدفعه للمخاطرة بالمال من أجل تنفيذ مشروعه التجاري، كما يجب أن تكون لديه رؤية واضحة وأفكار جديدة تؤهله لدخول السوق والمنافسة، وأن تكون لديه قابلية نقد الذات وتطوير العمل وأن تكون لديه روح الابتكار والقبول بالآخر وبالمنافسة وأن يكون شعاره "حب لأخيك ما تحب لنفسك"، وأن تكون لديه رؤية واضحة وأمل كبير وعاطفة جياشة لتحقيق هدفه، وأن تكون لديه ثقة بالله، كما يجب أن يحمل روح المبادرة لتحقيق هدفة متحليا بالصبر ومحققا لمعنى التوكل على الله، آخذا بالأسباب ومتيقنا بأن الرازق هو الله وحده، والانسان مطالب بالأخذ بالأسباب. أما الرزق، فهو من أمور الغيب التي لا يعلمها إلا الله؛ فليعمل وليصبر وليحتسب، وبهذه الروح يكسب خير الدارين: ربح التجارة وأجر الآخرة.

فالتعلم وتطوير الذات مطلوبان للارتقاء نحو الأفضل.. وعُمان تستاهل كل خير.

almanara.bookshop@gmail.com

* مؤسس المنارة العالمية

تعليق عبر الفيس بوك