70 من موظفي الحكومة ورجال الأمن أعدمهم مقاتلو "داعش" في الرطبة
بغداد – الوكالات
قال الجيش العراقي إنّ قواته تسيطر على قضاء الرطبة الواقع غرب مدينة الرمادي في محافظة الأنبار، بعد محاولة مسلحي ما يعرف بتنظيم الدولة الإسلامية الاستيلاء على القضاء. وأكد قائمقام الرطبة عماد مشعل الدليمي أنه "لم يبق فيه من مسلحي التنظيم إلا قناصين اعتلوا المباني العالية ومنارات المساجد في الأحياء التي دخلوها الأحد، وهي الزيتون والحارة والميثاق".
وأعلن محافظ الأنبار صهيب الرواي أمس أنّ قضاء الرطبة قد تحرر بالكامل ورفع العلم العراقي فوق مبنى الحكومة فيه. وكان مسلحو تنظيم الدولة الإسلامية اقتحموا قضاء الرطبة يوم الأحد الماضي وأعدموا نحو 70 من موظفي الحكومة ورجال الأمن الذين فوجئوا بالهجوم، حسبما قال نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي.
وقالت وكالة رويترز إنّ تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر على ما بين ثلث ونصف بلدة الرطبة، حسبما علمت من مصادر أمنية. وهاجم تنظيم الدولة الرطبة في محاولة لتخفيف الضغط على مدينة الموصل الشمالية التي يشن الجيش العراقي حملة لاستعادتها من التنظيم. ولكن العيساوي قال إنّ وصول التعزيزات العسكرية إلى الرطبة والغارات التي نفذها طيران التحالف الدولي ضد مواقع المسلحين دفعت معظمهم إلى الانسحاب من القضاء.
وقال روبرت كولفيل المتحدث باسم مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان إن هناك تقارير أولية تفيد بأنّ مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية قاموا بقتل العشرات حول مدينة الموصل معقله بالعراق خلال الأسبوع المنصرم.
وقال كولفيل إن تقارير أفادت بأن تنظيم الدولة الإسلامية قتل 50 فردا من رجال الشرطة السابقين الذين كانوا محتجزين في مبنى خارج الموصل يوم الأحد كما اكتشفت قوات الأمن العراقية يوم الخميس الماضي جثث 70 مدنيًا في منازل في قرية تلول ناصر جنوبي الموصل. وقال "الجثث كانت بها إصابات بالرصاص ولكن لا يُعرف على وجه اليقين في هذه المرحلة من المسؤول عن عمليات القتل تلك."
وفي قرية السفينة الواقعة على بعد نحو 45 كيلومترا جنوبي الموصل قُتل 15 مدنياً وألقيت جثثهم في النهر في محاولة لبث الرعب كما رُبط ستة رجال من أقارب زعيم عشائري يقاتل الدولة الإسلامية بعربة وتم جرهم حول القرية.
وقال كولفيل "زُعم أيضًا أنّ الرجال الستة ضُربوا بهراوات وبمؤخرات بنادق. ولم يتضح ما حدث لهم بعد ذلك."
وقالت تقارير أيضًا إنّ مقاتلي التنظيم قتلوا بالرصاص ثلاث نساء وثلاث فتيات وأصابوا أربعة أطفال آخرين بسبب سيرهم ببطء خلال ترحيل قسري من قرية.
وقال كولفيل إن "الضحايا تخلفوا عن الباقين لأنّ طفلة كانت معوقة. وكانت من بين من أُطلقت النار عليهم وقُتلوا."
وتضمنت مصادر المعلومات مدنيين ومصادر مؤكدة في شمال العراق استعانت بها الأمم المتحدة في الماضي.
وقال كولفيل "إنه خليط من المصادر وبوضوح بعضها لا يمكن حتى أن نلمح إلى تعريفها أو حتى أماكنها لأسباب تتعلق بحمايتها لا سيما بالنسبة لهؤلاء الموجودين في مناطق ما زال تنظيم الدولة الإسلامية يسيطر عليها وفي حالات أخرى حيث تدور معركة كبيرة."
وأضاف أنَّ بعض التقارير جاء من مصادر حكومية عراقية لكن ما زال لابد أيضًا من التحقق منها.
وتابع قائلاً "نخشى بشكل كبير جدًا من أنّ هذه لن تكون آخر مثل هذه التقارير التي نتلقاها عن ارتكاب تنظيم الدولة الإسلامية مثل هذه الأعمال الوحشية."
وأضاف أن مكتب الأمم المتحدة لحقوق الإنسان يحث القوات الحكومية العراقية وحلفاءها على عدم الانتقام من المدنيين ومعاملة مقاتلي تنظيم الدولة الإسلامية وفقا للقانون.
وتشعر الأمم المتحدة أيضا بقلق بشأن طرد مئات النازحين في كركوك بعدما شن تنظيم الدولة الإسلامية هجوما مفاجئا هناك والذي قال كولفيل إنه قد "يعقد بشكل كبير الوضع المثير للقلق بالفعل من النزوح الجماعي في المنطقة."