129 عالميا.. الأحمر إلى أين؟!

أحمد السلماني

كهف مظلم ذلك الذي ولج إليه منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم بعد سقوطه المروع وغير المسبوق على امتداد تاريخ التصنيف الدولي للمنتخبات ورسوه في التصنيف الـ129 عالميا.

ولا نرغب هنا في أن نجلد ذواتنا دائما ونتذمر من هكذا وضعية نحن من ساهمنا في أن نصل إليها، فهذه معزوفة مل منها الوسط الكروي لأننا نعرف لب المشكلة ولكن ندفن رؤوسنا في الرمال، فقط لو يترك الأمر لذوي الاختصاص في كل شيء وليس في كرة القدم لما التصق بنا رقم ثلاثي بدلا من ثنائي فضلا عن رقم عشري واحد.

 إننا ننزف يا قوم فهل من مغيث؟! لكن سنن الكون تقول: لا بد من وميض أمل وبارقة ضوء في آخر النفق المظلم الذي نسير فيه الآن، ولا بد لليل أن ينجلي وجل ما نتمناه أن نحث الخطى من أجل ذلك، لكن قبل كل هذا، هل نمتلك الأدوات والعوامل والمقومات التي أهلت منتخبنا لاحتلال الترتيب 54 عالمياً العام 2004م كأفضل تصنيف له فضلا عن أنّه وبمعيّة منتخبات البحرين وتركمانستان كانوا أفضل 3 منتخبات متطورة العام 2003، ويومها ظهر أجمل وأمتع منتخب في تاريخ السلطنة رغم أنّه أقصى ما حققه كان التفوق إقليميا، إذن الأمر ليس بمستحيل ولكنه يحتاج إلى إرادة حقيقية للزحف نحو المقدمة.

وتعود أهمية تصنيف المنتخبات لأمور كثيرة، منها أنّه قبل إجراء قرعة أي بطولة أو تصفيات مؤهلة لمحفل ما، يتم تقسيم المنتخبات المشاركة فيها إلى مستويات، كل حسب تصنيفه، ومن خلاله تتجنب أقوى وأفضل المنتخبات مواجهة بعضها بعضًا في الأدوار الأولى على أقل تقدير، مما يعزز فرصهم فى تخطى منافسيهم الأقل تصنيفًا لمواصلة التقدم وتحقيق النجاح.

ويتم احتساب عدد النقاط المجموعة طوال الشهر بقاعدة

"النقاط = نقاط المباراة × أهمية المباراة × قوة الخصم × قوة الاتحاد القاري"،

ويضاف إليها الأمر الثانى وهو النسبة المئوية من نقاط المنتخب فى نفس الشهر على مدار آخر 3 سنوات، حيث يجمع إلى النقاط التى يحصدها فى الشهر الأخير 4 درجات هي كالتالي: "مجموع نقاطه في العام الحالي كاملا + 50% من نقاطه فى عام 2014 + 30% من نقاطه فى عام 2013 + 20% من نقاطه في عام 2012" وهكذا، كل هذا الشرح المفصل من أجل وضع المسؤولين وصناع القرار والوسط الكروي بكل أطيافه لحقيقة الوضع الذي صرنا إليه، وبالتالي سنعاني كثيرا حتى نخرج من هذا المأزق الذي وضعنا فيه أنفسنا.

ومع ذلك، الأمر ليس بهذه السوداوية وبالإمكان تدارك الأمور وفق استراتيجية وأهداف محددة توضع من قبل متخصصين؛ وأشدد على مضمون "التخصص" وابتعاد المتطفلين واللاهثين وراء المناصب والمال والترحال، "لجنة فنية خبيرة" وملمة بتفاصيل ما تتطلبه المرحلة المقبلة هي الحل الأمثل من وجهة نظري، وأن تعمل في اتجاهين، داخلي بوضع الخطط والبرامج التي تساهم في تطور اللعبة وبنيتها وخارجيا بالاهتمام بالمنتخبات وخاصة الأول وذلك بوضع منهجية له ورسم خطة إعداده لأربع سنوات قادمة وبطريقة تقفز به وبتصنيفه قاريا ودوليا مع ضرورة أن تراعي هذه الخطة طويلة الأمد حتى المباريات الودية التي سنلعبها ومع من.

رسالة هامة جدا للوبيز كارو مدرب الأحمر ولدائرة المنتخبات باتحاد الكرة، الأشقاء في المملكة العربية السعودية كانوا يعانون مثلنا واليوم الأخضر "واثق الخطوة يمشي ملكا"، السر لدى الهولندي بيرت فان مارفيك، الأخير كان مراوغا عندما قال: "لا أملك العصى السحرية"، بلى، لقد كان يملكها.

أتمنى أن يدرك القائمون على كرة القدم العمانية حجم المسؤولية الكبيرة والمهمة التي تنتظرهم وكلي أمل ألا يستعجل الطيف الكروي النتائج.