استجابة سريعة ومعبِّرة

 

 

أظهرتْ الحملة التوعوية التي نظَّمتها هيئة تقنية المعلومات "بلِّغ وسرك في بئر"، استجابة سريعة ومعبِّرة عن مَدَى الوعي المجتمعي بخطورة ظاهرة الابتزاز الإلكتروني؛ حيث سجَّلتْ الهيئة 163 حالة ابتزاز إلكتروني خلال أسبوعين فقط هي مُدَّة الحملة.

هذه النتائج تؤكِّد تنامي الوعي المجتمعي بخطورة تلك الظاهرة الخبيثة، التي ينبغي اجتثاثها، كما تُبرهن على نجاح الحملة التي استقبلتْ أكثر من 2800 اتصال هاتفي، وما يزيد على 420 بريدا إلكترونيا، خلال هذه المدة الزمنية القصيرة. نتائج الحملة تُثبت كذلك أنَّ هناك مُعاناة حقيقية من سلبيات التطور التكنولوجي الذي يسير بخطى متسارعة، رغم وجود عقوبات رادعة نص عليها قانون تقنية المعلومات في مادته الثامنة عشرة؛ حيث تصل العقوبة إلى السجن فترة قد تمتد إلى 10 سنوات، إضافة إلى الغرامة التي تصل إلى 10 آلاف ريال عُماني.

غير أنَّ القانون وحده لا يكفي.. فلكي يكون التشريع فاعلاً، يتطلَّب تكاتفا مجتمعيا ووعيا بكيفية مواجهة هذا النوع من الجرائم، وجرأة وقدرة على المكاشفة، وهو ما بدأ يتحقَّق بالفعل خلال هذه الحملة؛ فمن أبرز الأرقام التي أعلنت عنها الهيئة أنَّ نسبة الإناث اللاتي يُبلغن عن حالة الابتزاز الإلكتروني ارتفعت من 10% إلى 38%، وهو رقم كبير يكشف تطوراً حقيقيًّا في هذا الصدد.

وما زلنا بحاجة لمزيدٍ من التوعية وترويج الثقافة الإلكترونية بين أفراد المجتمع، وأهم بنودها ما يتعلق بالحرص على عدم إعطاء فرصة للآخرين للحصول على معلومات شخصية، والابتعاد عن الفضول، خاصة مع غير المحترفين في التعامل مع الشبكة الإلكترونية، وعدم التواصل مع أشخاص غير معروفين، والتأكد تماماً أن تلك الشبكة المليئة بالإيجابيات مليئة في نفس الوقت بأعداد كبيرة من المجرمين الذين يستغلون كلَّ الوسائل الإلكترونية المتاحة للإيقاع بالأبرياء، خاصة مُستخدمي شبكات التواصل الاجتماعي، ويستمرون في ابتزازهم حتى يحصلوا على ما يريدون، وهؤلاء أهدافهم كثيرة والبعض منها لا يزال غير مكشوف.

أخيراً.. يجب توجيه الشكر لكل الجهات التي تعاونت فيما بينها لإنجاح تلك التجربة المهمة والخروج بتلك النتائج المشجِّعة. وفي المقابل، ندعو كل من يتعرَّض للابتزاز الإلكتروني أن يبادر ويتجه للجهات المعنية، حتى نقضي على هذه الظاهرة التي تهدد استقرار الأسر والأفراد.

تعليق عبر الفيس بوك