ارتفاع عدد سفيرات السلطنة بالخارج من 2 في 2010 إلى 4 سفيرات في 2014

تكريم رائدات الأعمال الناجحات في احتفال "التنمية الاجتماعية" بيوم المرأة العمانية

...
...
...
...
...
...

 

 

 

 

السعيدي: المرأة تلعب دورا بالغ الأهمية في دعم مسيرة التنمية

البوسعيدية: جلالته وضع منهاجا لمشاركة المرأة في جهود بناء الوطن

 

أرقام

2009 شهد انعقاد ندوة "سيح المكارم" لمناقشة واقع المرأة العمانية وطموحاتها

 

 

 

احتفلتْ السلطنة -مُمثلة بوزارة التنمية الاجتماعية- أمس، بيوم المرأة العمانية، تحت رعاية مَعَالي الدكتور عبدالله بن مُحمَّد بن سعيد السعيدي وزير الشؤون القانونية، وبحضور عدد من أصحاب المعالي وأصحاب السعادة الوكلاء وأعضاء مجلس الشورى، وشيوخ وأعيان الولاية؛ وذلك بالمركز الرياضي التابع لولاية ضنك بمحافظة الظاهرة.. ويأتي الاحتفال بهذا اليوم تنفيذاً لتوصيات ندوة المرأة العمانية التي أُقيمت في سيح المكارم بولاية صحار في العام 2009، والتي نالتْ المباركة السامية من لدن مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظة الله ورعاه.

 

مسقط - مُرشد البلوشي وسليمة العامريَّة

 

 

واعتبرَ مَعَالي الدكتور راعي الحفل أنَّ الدور الذي تلعبه المرأة في السلطنة دور تنموي، وجزء لا يتجزأ من مسيرة التنمية لهذا الوطن الغالي. وأضاف بأنَّ المرأة في السلطنة تميزت كثيرا عن نظيراتها بالدول الأخرى، وعبَّر معالي الدكتور وزير الشؤون القانونية عن سعادته بهذه المناسبة، متمنيا دوام التوفيق والنجاح للمرأة العمانية بكافة القطاعات.

 

منهاج عمل المرأة

وقالتْ مَعَالي الدكتورة راوية بنت سعود البوسعيدية وزيرة التعليم العالي: إنَّ مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس المعظم -حفظه الله ورعاه- وضع بحكمته منهاجا لمشاركة المرأة في مسيرة التنمية، يقوم هذا المنهاج على حتمية وضرورة مشاركة المرأة وتحملها المسؤولية مناصفة وبذات القدر. وأضافت: لا أدل على ذلك من النداء الذي أطلقه قائد هذا الوطن في العام 2009؛ حيث قال: "ونحنُ ماضونَ في هذا النهجِ إنْ شاءَ اللهُ؛ لقناعتنا بأن الوطنَ في مسيرتهِ المباركةِ يحتاجُ إلى كل من الرجل والمرأة، فهو لا ريب كالطائر الذي يعتمد على جناحيه في التحليق إلى آفاق السموات، فكيف تكون حاله إذا كان أحد هذين الجناحين مهيضًا منكسرًا... هل يقوى على التحليق؟".

وأكَّدت مَعَاليها أنَّ المرأة حظيت بمكانة عالية كفلتها التشريعات والقوانين، مكانة تتيح لها الإسهام في التنمية في كل مجالاتها، كما أتيحت لها الفرص بتكافؤ؛ لذا فإن المرأة العمانية في عمر هذه النهضة قد حققت مراتب متقدمة وتميزت في كل التخصصات التي فتحت لها، وأشارت معاليها إلى نسبة الطالبات العمانيات الدارسات في التعليم العالي حيث بلغت نسبة الطالبات العمانيات الدارسات 57.1% من إجمالي العمانيين الدارسين داخل وخارج السلطنة للعام الأكاديمي 2014/2015م، ونجد المرأة في مختلف التخصصات والمجالات مدفوعة بالطموح والرغبة في خدمة الوطن.

 

أهمية يوم المرأة

وأشارتْ مَعَالي الدكتورة إلى أنَّ يوم المرأة العمانية يوم يستذكر فيه ما قدمه الوطن للمرأة بعين الامتنان، وما حققته المرأة من إنجازات مُتغلبة على كل الصعوبات والتحديات بعين الفخر والمؤازرة، متطلعين جميعا لما هو أفضل وأجل في هذا البلد المعطاء الذي ينهل بحكمة قائده -حفظه الله ورعاه- والذي أُسِّس لتكون المرأة العمانية شريكة في بناء هذا الوطن، ونبارك لها ما تحقَّق حتى الآن في المسيرة الوطنية فهنيئا لكل عمانية في يومها هذا.

وقال سعادة الشيخ الدكتور حمود اليحيائي عضو مجلس الشورى ممثل ولاية ضنك: إنَّ الولاية تشرفت باحتضان هذه المناسبة الغالية لكافة ابناء الولاية. مُشيدا بالحضور الغفير من مختلف فئات المجتمع، مشيدا بالدور الذي لعبه أبناء الولاية بالتحضير لهذه الاحتفالية الكريمة.

وألقتْ لبيبة بنت محمد المعولية كلمة الوزارة في الاحتفال بيوم المرأة العمانية؛ جاء فيها: إنَّ المرأة العمانية انطلقت منذ عصر النهضة المباركة في ظل النهج المستنير الذي رسمه صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- لأبناء الوطن عامةً للتفاعل الإيجابي مع المتغيرات، ومواجهة التحديات في عصر دائم الحركة سريع التغير؛ الأمر الذي فتح أمام المرأة العمانية -شأنها في ذلك شأن أخيها الرجل- الطريق لخوض معترك الحياة، وإبراز الطاقات والإمكانيات؛ فأثبتت جدارتها في دعم المسيرة التنموية في بلادها، وواصلت هذه الخطى إلى أعمال ذات اهتمامات حاسمة فمارست مهنة التعليم والطب والعمل الدبلوماسي وغيرها من الأعمال التي لم تكن لتصل إليها في زمن سابق لعصرها هذا، فتحسن واقعها على كافة الأصعدة والمستويات، من العمل الرعائي إلى مؤسسات المجتمع المدني والقطاع الخاص، فنهضت حقوقياً واجتماعياً وسياسياً واقتصادياً، وبرزت في مواقع صنع القرار كوزيرة، ووكيلة وزارة، ومستشارة وخبيرة وغيرها من المواقع.

وأضافتْ المعولية بأنَّ العام 2009م جاء متوجاً لهذه المكرمات بندوة سيح المكارم تحت مسمى "ندوة المرأة العمانية"، التي انطلقت بتوجيهات سامية من لدن حضرة صاحب الجلالة أخذت هذه الندوة مساحةً واسعةً لمناقشة واقع المرأة العمانية وإنجازاتها كمحطة مراجعة لاستقراء التحديات والرؤى المستقبلية.

 

حقائق ووقائع المنجز

وأشارتْ المعولية إلى أنَّ المتأمِّل في حقائق ووقائع المنجز لما بعد هذه الندوة يدرك الأشواط التي قُطعت في مجال تمكين المرأة، ودعم تواجدها، وما هذا اليوم إلا شاهداً على ذلك، ولإلقاء الضوء على بعض العلامات المضيئة التي عقبت هذه الندوة، نذكر العام 2011 الذي تم فيه تعيين مندوبتين في كل من اللجنة الدائمة لدى اليونسكو في باريس واللجنة الدائمة لدى الأمم المتحدة في نيويورك، وفي العام 2012م تمكنت المرأة من خوض تجربة الانتخابات للترشح في المجالس البلدية؛ فتواجدت في 10 مقاعد: أربعةٌ منها بالانتخاب و6 بالتعيين. كما تم في العام 2013م تعيين امرأة عمانية في منصب مدير عام مساعد للمنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة "الأسيسكو"، وحصلتْ المرأة العمانية بالعام ذاته على المركز الثاني على مستوى الدول العربية في مجال حقوق المرأة والأولى على مستوى دول الخليج العربي، وفي العام 2014 أصبحت عضوةً بمعهد اليونسكو للتخطيط تعبيراً عن مكانة السلطنة في منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة، وبالعام ذاته وصلت إلى منصب نائبة رئيس لجنة التنسيق للنساء البرلمانيات التابعة لاتحاد البرلمان الدولي.

ويشهد الاحتفال بهذا اليوم سنويًّا تكريم القطاعات الحكومية والخاصة والأهلية لعدد من النساء من قطاعات مختلفة؛ فقد شهد الحفل الرسمي للعام 2010 تكريم المرأة في المجال الصحي، والاجتماعي، والإبداع، والإعاقة، والرياضة، والاقتصاد، والمرأة الريفية. وأضيف في العام 2011م تكريم النساء في المجال التربوي، والإعلامي، والحرفي، والخدمات الإلكترونية. وكذا المجال السياسي. وخُصِّص العام 2012م لتكريم الأم المثالية، بينما خُصِّصت الأعوام 2013-2015م لتكريم جمعيات المرأة العمانية التي تبنت مشاريع خدمة قطاع المرأة ومجتمعها، هذه الجمعيات التي لعبت دوراً مهمًّا وبارزاً منذ بداية النهضة المباركة؛ حيث شكلت نقطة الانطلاقة الأولى لتفعيل دور المرأة في العمل الاجتماعي التطوعي؛ فتوسع نطاقها على مستوى محافظات السلطنة، وزاد استقطابها للعضوات اللاتي يسهمن إسهامًا كبيرًا في تفعيل دور العمل النسائي التطوعي، ولمكانة هذه الجمعيات وتنفيذاً لإحدى توصيات ندوة المرأة العمانية التي عنيت ببناء مقار لجمعيات المرأة العمانية واستكمالاً لهذا التوجه سيتم افتتاح خمسة مبان لجمعيات المرأة العمانية في كل من ولايات (السويق، والرستاق، بهلا، ثمريت، العامرات)، ونأمل أن تكون هذه المباني دافعاً لمزيد من العطاء في مسيرة العمل التطوعي.

 

مؤشرات مشاركة المرأة

واستعرضتْ مياسة بنت موسى البلوشية إخصائية قسم النوع الاجتماعي بالمركز الوطني للإحصاء والمعلومات، تقريرًا حول "المرأة العمانية شراكة وتنمية"، ويتضمَّن التقرير عددا من المؤشرات للمرأة والرجل للتعرف على حجمهم وتوزيعهم الجغرافي وأوضاعهم التعليمية والصحية والعلمية والاجتماعية في جميع محافظات السلطنة. ويعدُّ التقرير أحد التقارير التي يصدرها المركز الوطني للإحصاء والمعلومات، بالتعاون مع وزارة التنمية الاجتماعية؛ بهدف الوقوف على واقع المرأة والرجل في سلطنة عمان وتوفير البيانات الكافية على المستويات الوطنية والإقليمية والعالمية.

وعرَّجتْ مياسة خلال العرض على عدد من المؤشرات المتعلقة بتركيبة السكان العمانيين حسب النوع؛ حيث يتناصف الذكور والإناث في السلطنة، وقد بلغت نسبة النوع 102 ذكر لكل 100 أنثى. أما على مستوى المحافظات، فسجلت محافظة البريمي أكبر نسبة للنوع عام 2015م، حيث بلغت 108 ذكور لكل 100 أنثى، في المقابل سجلت محافظة شمال الشرقية النسبة الأقل حيث بلغت 98 ذكرا لكل 100 أنثى، مُنخفضة بمعدل 4 درجات عن متوسط السلطنة العام.

 

التعليم والعمل والتدريب

وفي مجال التعليم والتدريب، هناك بعض التفاوت في انخفاض معدلات الأمية بين الذكور والأناث حسب الأعوام 2011-2015. وبلغ معدل الأمية لدى الإناث 9.7%‏ عام 2015م، مقارنة بـ 4.5%‏ للذكور. وانخفض معدل الأمية للإناث بمقدار 6.2%‏ في الفترة 2011-2015 مقابل نسبة انخفاض بلغت 2.4% للذكور، كما بلغ عدد مراكز محو الأمية 14 مركزاً يحتوي على 848 طالبا وطالبة 97% منهم إناثاً. وارتفعت نسبة الإناث في مراكز التدريب المهني من 43% في العام 2012-2016 إلى 50% في العام 2014-2015. وشكلت الإناث الجدد في مؤسسات التعليم العالي داخل وخارج السلطنة النسبة الأعلى في تخصص الإدارة والتجارة؛ حيث بلغت نسبتهن 28% من إجمالي الطالبات في التعليم العالي داخل السلطنة و19% من إجمالي الطالبات في التعليم العالي خارج السلطنة. وبلغت نسبة الإناث الموظفات في القطاع الحكومي 41% مقابل 59% منهم ذكوراً، فيما بلغت نسبة الإناث العاملات 23% بالقطاع الخاص.

وفيما يتعلق بالحماية الاجتماعية، فبلغت نسبة النساء المستفيدات من الضمان الإجتماعي 58% عام 2015، كما أشارت البلوشية إلى أنَّ دعاوى العضل المحكومة انخفضت حيث كانت 126 دعوى عام 2013، بينما بلغت في العام 2015م 102 دعوى. وفي إحصائية بما يتعلق برخص السياقة، فشكلت الإناث ما نسبته 39% فقط من مجموع الحاصلين على رخص سياقة جديدة مقابل 61%.

واختتمت البلوشية العرض بمؤشرات تتعلق بالمرأة في الحياة العامة، وأشارت إلى أنَّ المرأة شكلت نسبة 7%‏ بمجلس الوزراء بالعام 2016، كما أنَّ الأنثى حازت عددا من المناصب الإدارية العليا؛ حيث يوجد 3 نساء عمانيات بمنصب وزير عام 2014، وارتفع عدد السفيرات لخارج السلطنة من 2 في العام 2010 إلى 4 سفيرات في العام 2014. وفي ختام الحفل، تم تكريم عدد من النساء اللاتي استطعن أن ينجحن في إدارة مشاريع اقتصادية تُسهم في البيئة الاقتصادية من مختلف محافظات السلطنة.

تعليق عبر الفيس بوك