تكافؤ الفرص بين الرجال والنساء في كل المجالات سمح للجميع بالمشاركة في بناء الوطن

مواطنات: مبدأ المساواة خلال العهد الزاهر مكَّن المرأة العُمانية من تحقيق طموحها وإثبات ذاتها

نهال: ما تُحققه المرأة العمانية في مختلف مجالات العمل والإبداع مفخرة لكل العمانيين

عزيزة: العمانية نجحت في كافة أدوارها كعالمة وفقيهة ورئيسة ومديرة وأميرة عبر العصور

أبرار: من حق العُمانيات أن يرفعن رؤسهن فخرا واعتزازا بما نلنه من حقوق في عهد جلالته

أرقام

50694 عمانية تعمل بأجر في مؤسسات القطاع الخاص حتى أغسطس 2015

الرؤية – محمد قنات

خصصت السلطنة السابع عشر من أكتوبر من كل عام يومًا للاحتفال بالمرأة العُمانية بهدف تحفيز وتعزيز مشاركة المرأة في مُختلف المجالات، خاصة وأنَّ المرأة العُمانية شريك أصيل في التنمية التي انتظمت السلطنة، إلى جانب دخولها مجالات القيادة والريادة منذ وقتٍ مبكر وتقلدت مناصب حساسة في المؤسسات التشريعية والتنفيذية، بعد أن سبقت مثيلاتها في العديد من الدول في جميع المجالات وباتت تعمل جنباً إلى جنب مع أخيها الرجل من أجل رفعة بلادها والمُساهمة في التنمية بعد أن توفرت لها فرص التَّدريب والتَّعليم والتَّأهيل والتوظيف ودعم دورها ومكانتها في المجتمع، حتى أصبح للمرأة العمانية حضور لافت لا تخطئه العين في جميع المهن والتخصصات شأنها شأن أخيها الرجل دون تفرقة أو تمييز في الحقوق والواجبات.

وقد بلغ عدد العمانيات العاملات بأجر في مؤسسات القطاع الخاص حتى نهاية أغسطس 2015، خمسين ألف وستمائة وأربعة وتسعين عاملة، في حين بلغ عدد المعينات من الباحثات عن العمل خلال عام 2015 اثني عشر ألف وسبعمائة وثمانية وثلاثين عاملة، وكان للتعليم المهني والتقني دور فاعل في تعزيز سوق العمل. وعندما أمر جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- بتخصيص السابع عشر من أكتوبر من كل عام يوماً للمرأة العُمانية جاء ذلك تكريماً إضافياً من المقام السامي للمرأة العمانية ليحرص الجميع في هذا اليوم على الوقوف على إنجازات المرأة العمانية ورصد آمالها وطموحاتها التي تتطلع إلى إنجازها في إطار دورها المُؤثر في مسيرة النَّهضة العُمانية.

توصيات "سيح المكارم"

وقالت الدكتورة نهال عفيفي إنَّ الاحتفال بيوم المرأة العمانية في السابع عشر من أكتوبر من كل عام يؤكد مدى أهمية دور المرأة العمانية في التنمية وأنها شريك أساسي بجانب الرجل وأنها جزء لا يتجزأ من طموحات التنمية الوطنية حيث لا يتقدم شعب إلا بتكاتف جميع أفراده سواء كانوا رجالاً أو نساء. وقد كانت رؤية جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- منذ توليه الحكم ضرورة مشاركة المرأة العمانية في جميع المجالات وأن تقوم بدورها المنشود في التنمية الوطنية، وقد دعا جلالته إلى أهمية تعليم المرأة وإنشاء جمعيات المرأة العمانية في جميع الولايات وبعد ندوة المرأة العُمانية التي عقدت بتوجيهات سامية، في رحاب المُخيم السلطاني بسيح المكارم بولاية صحار، عام 2009، وما تمخض عنه من توصيات حُظيت بالمباركة السامية من قبل جلالته فقد جاء العمل منذ ذلك التاريخ على ترسيخ دور المرأة بشكل أكثر وضوحاً في المجتمع.

وأضافت نهال عفيفي أنَّ ما قامت به المرأة العمانية على جميع الأصعدة يُعد مفخرة للمجتمع حيث يؤكد أهمية دور المرأة العمانية في مشاركة الرجل العماني لبناء الوطن ورفعته، كما يوضح ذلك أنَّ المرأة العمانية لديها القدرة على العطاء والعمل بلا كلل أو ملل في كل مجال من مجالات العمل خاصة وأنَّ مشاركتها الفعالة لا تقتصر على دورها في مجالات العمل الحكومية أو الخاصة أو كسيدة أعمال فحسب، بل يمتد ليشمل دورها الأساسي والأسمى وهو أن تكون زوجة وأماً ترعى بيتها وتربي أولادها على التنشئة الصحيحة ليصبحوا جيلاً صالحاً في المستقبل ونافعًا لوطنه وهذا الدور لا يقل أهمية عن بقية الأدوار التى تقوم بها المرأة، بل هو الدور الأعظم حيث إنّ تربية جيل صالح يعمل على تنمية الوطن مع التَّمسك بعاداته وتقاليده الأصيلة والتمسك بجذوره العريقة والمحافظة على موروثه وترسيخ القيم العمانية النبيلة والإسلامية فيه لهو جُل ما تفخر به أي دولة وما تطمح له.

وأشارت نهال عفيفي إلى أنَّ المرأة العمانية عرفت بالحفاظ على قيم المواطنة والتفاني والعطاء والتضحية من أجل الوطن والحفاظ على مكتسباته ومبادئ التسامح والترابط والتكافل بين أبناء الوطن وهو ما حرصت المرأة العمانية على غرسه في أبنائها، واستدركت أنّ تخصيص يوم للمرأة العمانية من قبل جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- دليل واضح وشاهد على مدى اهتمام الحكومة الرشيدة بدور المرأة في المجتمع وعلينا نحن النساء العمانيات الفخر والاعتزاز بذلك، كما يجب علينا العمل بكل ما لدينا من عزم وإصرار على القيام بدورنا على أكمل وجه سواء كان ذلك داخل البيت أو خارجه ويجب علينا رفع أسمى آيات الشكر والعرفان والامتنان إلى المقام السامي لحضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله- على إيمانه العميق بدور المرأة في بناء الوطن ورفعته.

العمانيات قديمًا

وقالت عزيزة راشد إنّ المرأة العمانية تبوأت مكانة مرموقة في التاريخ العُماني، ولها أدوار اجتماعية وسياسية محورية وهامة، فقد كانت موجودة بقوة في المشهد السياسي على الدوام، وقبل 4 آلاف سنة قبل الميلاد كانت تحكم عمان امرأة تدعى الملكة شمساء، وشهد عهدها تصدير أول شحنة لمعدن النحاس من ميناء صحار التاريخي إلى بلاد ما بين النهرين والمعروفة الآن بالعراق، كما شهد عهدها توقيع أول اتفاقية عسكرية بينها وبين سرجون الأكادي ملك آكاد في بلاد الرافدين، وأرسلت السفراء إلى مختلف بلاد العالم، ورسمت سياسة حكيمة ومتزنة لعمان قبل الميلاد. وأضافت أنّ إنجازات المرأة العمانية تتوالى عبر العصور، فقد أصبحت عالمة وفقيهة ورئيسة ومديرة وأميرة وغيرها من الأدوار التي لعبتها المرأة العمانية عبر العصور، وتعد سيرة السيدة سالمة إحدى أهم السير الذاتية في التاريخ العماني، وقد تنقلت المرأة العمانية بين المناصب المتعددة التي شغلتها عبر العصور.

عصر المساواة

وقالت أبرار البلوشية إنّ المرأة العمانية تثمن ما تنعم به حالياً من حقوق في عهد جلالة السلطان، وجميعنا نشهد عصر المساواة والعدل بين المرأة والرجل في بلد السلام على يدي رجل السلام جلالة السلطان قابوس بن سعيد المعظم -حفظه الله ورعاه- ، لذا يجب علينا كنساء عمان أن نرفع الرأس على كل المنابر ونفخر بما حققناه وأنجزناه، وأن نبث الأمل في الآخرين لأننا نستطيع تحقيق المزيد من النجاحات في ظل العدل والسلام الذي نعيشه. وإذا كان الرجل جدٌّ وعملٌ فالمرأة حكمةٌ وبعد نظر، وإذا انسجما مع بعضهما ساهما في بناء أساس صلب يستند عليه المجتمع ليصبح أكثر تماسكاً وحباً لهذه الأرض الطيبة، ولا يُمكن أن يُعزى ما وصلت إليه المرأة العمانية إلى جهودها فقط فلأشقائنا الرجال دور في الدعم والمساندة والتشجيع على الدوام.

تعليق عبر الفيس بوك