للوهيبي ورفاقه.. مع التحيَّة!

أحمد السلماني

تحرُّكات واسعة ونشطة لاتحاد كرة القدم في كل الاتجاهات التي لها علاقة بمنظومة كرة القدم العمانية، بل شملتْ نطاقَ قنواتها الخارجية باستضافة الشيخ سلمان بن إبراهيم رئيس الاتحاد الآسيوي لكرة القدم، والتي بلا شك ستُمثل شراكة بين الاتحادين، ونقطة ارتكاز ستُسهم في تطوير الكرة لدينا، وبما ينعكس إيجابا على منتخباتنا، خاصة الأول الذي يعيش ما بين فصلين: صيف حار وشتاء بارد، أصابه بانفصام، فلا هو ميت ونيأس منه، ولا حي ونسعد به، على كل حال وحتى لا نظلم أحدًا فلا نملك سوى الانتظار، ولكن نتمنى أن لا يطول.

وَصَفات كثيرة تلك التي كِيْلَت لاتحاد الكرة من أجل تصحيح المسار حسب معتقدات البعض؛ منها ما هو صالح وواقعي وعملي، ومنها ما هو مجرد تنظير للاستعراض، ومن هذا المنبر نقول: "اعملوا على مكانتكم إنَّا عاملون"، وبما تُؤمنون به وتعتقدونه أنتم كاتحاد كرة، شريطة أن يخالط عملكم هذا النية الصادقة والرغبة الأكيدة في خلق واقع جديد يقفز بالكرة العمانية الى فضاء أرحب.

العمل كبير ومضنٍ، والمشوار طويل والملفات عديدة، وما يُبشِّر بالخير هو أنَّ اتحاد الكرة ومن خلال اجتماعه بالأندية أكد أنَّ بعضًا منها لن يمس حاليا لضمان ديمومته، فضلا عن أن بعض الشخوص الفاعلة في الاتحاد السابق لا تزال موجودة، وهذا قرار يُحسب للمجلس الحالي، وينم عن وعي وإدراك بأهمية مواصلة العمل من حيث انتهى الآخرون، خاصة وأن الأعوام الأخيرة من عمر الاتحاد السابق شهدتْ تطورا مريحا على المستوى التنظيمي بالاعتماد على الكفاءات بعد نبذ العلاقات.

المنتخبات والأندية والمسابقات والتسويق والتدريب والعلاقات الخارجية، ومن ثم الإعلام، كلها ملفات لا بد أن تسند لمن تتوافر فيه المقومات والقدرات؛ سواء كانت إدارية أو فنية، ومرة بعد مرة أجدد الدعوة للمجلس الحالي بأن يكون دقيقا في اختياراته، وبعد ذلك علينا جميعا أن لا نستعجل النتائج.

على مستوى المنتخبات، أتمنى أن يخضع الأحمر الكبير لتقييم فني بحت من خارج معسكر المنتخب؛ فهذا يجب أن يعود للواجهة مجددا، عطفا على غزارة الإنتاج في آخر عامين بوجود منتخبات الأولمبي والشباب، فهما في أيادٍ وطنية أمينة وكفوءة، ومن الأهمية بمكان مواصلة دعم منتخب الناشئين الأخير والمحافظة عليه وتعزيزه، فهو من سيحمل لنا الهوية الحقيقية لكرة القدم العمانية بأسلوبها "السهل الممتنع"، يوم أن كانت قبل أن تعيش سنوات التيه.

الأندية مطلوب منها أن تدرك أنها شريك أصيل للاتحاد، وهي نواته وأساس بنيانه، وبالتالي فهي مُطالبة بأن لا تثقل عليه بالمطالب، خاصة فيما يتعلق بالموازنات، وعليها أن تتجه إلى الاستثمار لا سواه، ولا بأس أن أتوقف كنادٍ موسمين أو أكثر حتى يشتد العود، وانتظروا ناديي الحمراء وعبري في المواسم المقبلة.

التسويق.. وهذه "لا يُفتى ومالك في المدينة"؛ فرئيس اتحاد الكرة واحد من العقول التجارية الفذة في البلاد، ونعول عليه الكثير في إدارة منظومة المال بكفاءة وانسيابية وشفافية بالاتحاد.

التدريب.. وهذه قد قطع فيها الاتحاد السابق شوطا كبيرا وتنوعت وتطورت كثيرا ونأمل استمراريتها مع إضافة بند مهم وهو ابتعاث الكفاءات والمواهب للدول الصديقة والمتطورة كرويًّا؛ للمساهمة في تطوير كرة القدم العمانية، بعد أن أصبح لعالم المستديرة المجنونة علوم ونظريات.

أمَّا العلاقات الخارجية، فهذه يبدو أن الاتحاد ليس بغافل عنها، والبداية كانت قوية على المستوى الخارجي، كذلك تعزيز العلاقة مع الجهات الرسمية والأهلية ذات الصلة؛ وأولها: وزارة الشؤون الرياضية، المظلة الكبرى لكل الرياضات، والداعم الكبير بما تمتلكه من مؤسسات وبنية أساسية رائعة.

وها نحن قد وصلنا إلى مفصل مهم، ومكوِّن ضروري في منظومة الرياضة؛ ألا وهو الإعلام، فهذا القطاع إن لم يُدرك القائمون عليه مسؤولياتهم في دعم اتحاد الكرة -ظالما أو مظلوما- فهذا يعني نسفا كاملا لمجهودات شموع احترقت لتضيء دروب ومسالك جديدة تخرج الكرة العمانية من متاهاتها، فجلد الذات أمر سلبي ومدمر، ننتقد لنبني ونترفع عن الأهواء والمصالح، ننصره مظلوما بإبراز حقيقة الأمور كما هي دونما زيادة أو نقصان وننصره ظالما بالنصيحة والنقد البناء، ولا بأس في بعض الوخز إن لزم الأمر.

أعزائي باتحاد الكرة، ثقتنا بكم كبيرة، وآمالنا عطشى بأن نستعيد هيبتنا الكروية وبالوصول لكأس العالم فقد فات إبان وأبان.