بعد تجربتين وديتين

منتخبنا الوطني بحاجة للانسجام وطريقة اللعب لا تتفق مع إمكانيات اللاعبين

 

 

الرؤية – وليد الخفيف – عادل البلوشي

تصوير – عبد الله البريكي

اختلفت الرؤى الفنية في تحليلها لأداء منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم خلال مباراتيه الوديتين اللتين جمعتاه بنظيريه الأردني والبحريني وانتهتا بالتعادل بهدف لمثله وهدفين للكل على الترتيب، فمنهم من يرى أن المنتخب أضحى أفضل من ذي قبل تزامنا مع اكتشاف أسماء جديدة عددت الخيارات أمام المدرب الذي يطبق مبدأ باب المنتخب مفتوح أمام كل مجتهد ، فيما أبدى آخرون توجسهم من الأداء لافتين إلى أن المنتخب يحتاج لمزيد من الوقت لإحداث الانسجام المطلوب ملمحين في الوقت نفسه بأنه ليس من الصواب إصدار حكم قاطع على الأداء عبر معيار المباريات التجريبية وإنما يؤخذ منها مؤشرات فقط.

المحلل محمد العاصمي قال إنّ مستوى المنتخب كان أفضل أمام الأردن مقارنة بما قدمه اللاعبون أمس الأول أمام البحرين، لافتاً إلى أن النتيجة ليس لها قيمة في مثل هذه المباريات، وأن هناك أهدافا أخرى تحقق جانب منها مثل تجربة بعض الأسماء والتدريب على طرق لعب مختلفة  والسعي لرفع مستوى الخبرة الدولية لا سيما لدى اللاعبين الجدد على حمل شعار المنتخب الوطني على صدورهم.

ويرى العاصمى أن هناك مشكلة واضحة في خط الوسط، الذي لم يقم بالدور الهجومي المطلوب في تعزيز المنظومة الهجومية وإيجاد الكثافة العددية، تزامنا مع تراجع مردود لاعبي الارتكاز على المستوى الدفاعي ما أثر سلبًا على كشف خط الدفاع.

وألمح أنه لا يوجد في خط الدفاع من يؤدي دور " الليبرو" بشكله الصحيح ، مضيفا : " لدينا مشكلات واضحة في قلب الدفاع ما كلفنا احتضان شباكنا لهدفين، فمواصفات "الليبرو " السرعة والهدوء والدقة في التسليم والتسلم وحسن التوقع والعمق الدفاعي والقدرة على استخلاص الكرة دون أخطاء، واعتقد أن التمتع بهذه الإمكانيات يحتاج لمزيد من الوقت.

ويقترح أن يعود المدرب لخطة 4-4-2 أو 4-4-1-1 بناء على الهدف من المباراة، لافتا إلى أنه من الأفضل اللعب بقلبي دفاع أمامهما لاعبان في الارتكاز، وأن يلعب رائد إبراهيم كطرف أيمن بدلا من مركزه الحالي كظهير مدللا على ذلك بالمساحات التي يتركها خلفه عند قيامه بالدور الهجومي وعدم امتلاكه للقدرات البدنية التي تمكنه من القيام بالدورين (الهجومي والدفاعي ) بشكل منضبط تكتيكياً .

وحول الإيجابيات التي تحققت قال: " لا شك أن ثقة اللاعبين أصبحت أفضل، وهناك خيارات متعددة، وظهرت أسماء جيدة مثل صلاح اليحيائي وياسين وحارب فضلاً عن ظهور رائد ومحسن بشكل جيد وأعتقد أن جوهر مازال يمتلك الكثير للمنتخب "

وعن المواجهة التكتيكية بين لوبيز كارو وسكوب ميروسلاف قال: " لم يكن لأحدهما الغلبة المطلقة، فسكوب تقدم ولم ينجح في المحافظة على تفوقه ويحسب لمدرب منتخبنا العودة والتعامل الجيد مع سيناريو التأخر بهدفين"

 

                   لدينا مشكلات فنية

بينما قال المحلل أحمد البلوشي: "بعد مضي 8 أشهر على عمل المدرب النتيجة غير مشجعة .. لدينا مشكلات فنية واضحة في خطي الدفاع والوسط، أما المنظومة الهجومية فتحسنت في خلق الفرص والتسجيل "

وعن مباراة أمس الأول وصف الأداء بالشوط الأول بأنه غير مقنع وهناك أخطاء فنية بالجملة، لافتاً إلى أن المنتخب البحريني كان بمقدوره تسجيل أهداف كثيرة لولا براعة الحارس فايز الرشيدي وتألقه.

ويرى أن سكوب ميروسلاف مدرب البحرين تفوق على لوبيز كارو في القراءة الفنية غير أنّ تراجع الحالة البدنية كان سبباً في تراجع مستوى لاعبيه، مشيراً الى أن سكوب قاد فريقه 15 وحدة تدريبية فقط خلال شهرين، معتبراً أن ما ظهر به المنتخب الضيف يعد نجاحًا كبيرًا قياسًا بالفترة الزمنية التي وصفها بالقصيرة.

وأبدى إعجابه بتنظيم المنتخب البحريني الذي يضم 3 لاعبين قدامى فقط بعدما قام ميروسلاف بعملية إحلال وتجديد شبه كاملة في صفوف المنتخب، مضيفاً بالقول: "أعتقد أن البحرين سيكون أفضل مع ميروسلاف إذا ما تمكن من رفع المعدلات البدنية وهو أمر سيتحقق مع الوقت"

وأضاف قائلا :" سكوب ميروسلاف حلل مباراتنا مع الأردن جيدا، فدفع بثلاث لاعبين في خط الهجوم وذلك لإيقاف خماسي خط الدفاع ، الأمر الذي أفقدنا الاستفاده منهم على المستوى الهجومي، ونجح المنتخب الضيف في الضغط على حامل الكرة ولم ينجح خط وسطنا في بناء هجمات منظمة فكانو وحارب أو ياسين عند مشاركته لم يحسنا صنع الهجمات، أضف إلى ذلك غياب عيد الفارسي الذي كان مؤثراً "

وعن الإيجابيات قال: " تعددت الخيارات أمام المدرب وكان للمباراتين دور في رفع منسوب الخبرة للاعبين الجدد وكشفت عن بعض نقاط القوة التي اعتقد أنها تتمثل في ثلاثي الهجوم وكذا نقاط الضعف وتمثلت في خط الدفاع وطريقة اللعب "

واتفق مع رأي العاصمي أن رائد إبراهيم لا يجيد اللعب في مركز الظهير الأيمن وبات على المدرب البحث عن بديل، لافتاً إلى أن طريقة اللعب التي اعتمد عليها 3-4-3 قد تتسبب في كارثة إذا واجهنا فريقا قويا هجوميا لا سيما إذا كانت قوته في أطرافه .

وحول التغييرات التي أجراها لوبيز أوضح أن تغيير المقبالي جاء اضطرريًا ونجح البديل "الشلهوب" في وضع بصمته، وأبدى تعجبه من إشراك سعيد عبيد في الدقائق الأخيرة رغم تراجع المستوى البدني للمنافس وما يمتلكه عبيد من إمكانيات بدنية وفنية قادرة على صنع الفارق من الدقيقة 65".

وعن رأيه في صلاح اليحيائي قال إنه لاعب جيد ويمتلك إمكانيات عالية وواثق في نفسه، ولكن ليس من الدقيق تقييمه في ظل تراجع الحالة البدنية للمنافس.

واختتم بالقول: " كان من المفترض أن يصحح لوبيز الأخطاء التي ارتكبها لاعبوه في لقاء الأردن ولكن هذا لم يحدث، ولم أشاهد خلال مران المنتخب حرص المدرب على معالجة تلك الأخطاء، واقتصر الأمر على الجانب النظري " وبدوره قال نجم المنتخب عماد الحوسني : " لم يظهر الفريق بالشكل المأمول في مباراة البحرين، وكان بمقدور لاعبيه الظهور بشكل أفضل لاسيما وأن المباريات تجرى بمسقط وبعد فترة جيدة من الإعداد "

وألمح إلى أنّ المنتخب بحاجة لمزيد من الوقت لتحقيق عنصر الانسجام تزامنًا مع حفظ طريقة اللعب وإتقان المهام والواجبات الأساسية والثانوية لكل لاعب.

وأشار إلى أن هناك نواقص في عدة مراكز يتعين على المدرب تجهيزها قبيل المشاركات الرسمية، وأن المنتخبين العماني والبحريني تقاسما الأفضلية على شوطي اللقاء.

ودعا الحوسني – الذي يواصل فترة التأهيل من الإصابة قبيل عودته المرتقبة – زملاءه اللاعبين لاستثمار فرصة انضمامهم للمنتخب لافتاً إلى أن المنتخب بوابتهم للاحتراف.

 

تعليق عبر الفيس بوك