اصطادت حلمها بفرصة لدراسة الطيران في أستراليا

مها البلوشية.. أول عمانية تحلّق بأجنحة "الطيران العماني"

الرؤية - عزة الحسيني

عندما نُولد نحمل في رؤسنا الصغيرة حلمًا صغيراً أيضًا نرتبط بالأرض منذ الوهلة الأولى وأحلامنا أيضًا ترادفنا في هذا الارتباط وتنمو مع نمونا، لكل منِّا حلم يرافقه في نزهة الحياة  وكذلك مها البلوشية كانت لها أمنية أوقدتها في السماء .

ومها البلوشية هي أوّل عمانية تعمل بمهنة ضابط طيار في الطيران العًماني، وخطرت لها فكرة دراسة الطيران بعد إنهاء المرحلة الثانوية وتمنت الانضمام إلى سلاح الجو، لكن المجال لا يتسع للإناث إلا في الملاحة الجوية وليس متاحاً للنساء قيادة الطائرات، لذلك درست التسويق بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة السلطان قابوس وتخرجت في عام 2009م. ولم يكن التسويق الخيار الذي تحبه مها في بداية الأمر بل اختارته تلبية لرغبة والديها، بينما كانت تطمح هي منذ طفولتها للطيران وساقت الأقدار إعلاناً يُفيد بتوفر فرصة تدريبية في الطيران واصطادت مها حلمها هذه المرة وجعلته واقعاً بسفرها إلى أستراليا للدراسة بعد استيفائها للشروط المطلوبة.

وتقول مها عن تجربتها: سافرت إلى أستراليا لدراسة الطيران في مدرسة RMIT Flight Training Melbourne ومكثت هناك 13 شهرًا وتضمنت دراستي الجوانب العملية والنظرية، وكنت أبذل كل جهدي لأكون الأفضل فقد ولدت لأحقق هذا الحلم وأخذتني الحماسة إذ إنّ الحلم بدأ يتحقق أخيرا فكوني فتاة في هذه المهنة هو أمر جديد على كثير من المجتمعات حول العالم.  وعدت إلى السلطنة في أبريل 2011م، وبدأت بالتدريب على طائرات الطيران العماني. وأعمل  حالياً كطيار ضابط أول على متن طراز إيرباص ٣٣٠ في الطيران العُماني.

 وواجهت مها تحديات في فترة دراستها كان أبرزها الغربة فكانت المرة الأولى التي تبتعد فيها عن عائلتها لمدة طويلة وحاولت التكيف مع البيئة المحيطة تدريجياً والتركيز على الدراسة. وتقول: لا أرى أنّ التحديات تعيقني تمامًا، بل هي تزيدني إرادة وصلابة وتزيدني تحفيزاً لتطوير ذاتي وتوسيع معارفي وتعزيز خبرتي في الطيران لأكون مثالاً جميلاً وإلهاما لبنات بلدي.

وتصف مها شعورها في تجربتها الأولى للطيران بالفريدة: في أوّل رحلة تدريب في أستراليا مع مدرب الطيران كنت أضحك باستمرار بعد التحليق وكان الأمر غريباً على المدرب فسألني عن سبب ضحكي المستمر فيما بعد أخبرته إنما هو بسبب فرحتي الشديدة وحماسي لأنني بدأت أحقق الحلم أخيراً بفضل الله.

 وبعد انقضاء فترة الدراسة ورجوعها إلى السلطنة كان لابد من مواجهة المجتمع بهوية "الطيار مها " حيث إن المجال كان مقتصراً في السابق على الرجال لكنها واصلت مسيرتها بكل إخلاص  وتقبل المجتمع مها وبعد مرور بضع سنوات لا ترى أي عوائق مجتمعية مهمة أو جديرة بالذكر تحول دون تحقيق رغباتها فقد أصبح المجتمع أكثر تقبلاً  لفكرة عمل المرأة في شتى المجالات جنباً إلى جنب مع الرجل. فوجود المرأة بمجالات مختلفة منوط فقط بمهارتها وكفاءتها الذاتية المنفردة بعيدًا عن أيّ أمر آخر.

وتكشف مها البلوشي خطتها القادمة والتي تتلخص في إكمال دراستها للماجستير في تخصص أمن وسلامة الطيران، وتسعى لتكون أول كابتن طيار عُماني في الناقل الوطني لدى السلطنة وأن تكمل مسيرتها في مجال الطيران بخبرات قوية وواسعة حتى تحقق أكبر قدر من الكفاءة والعمل الجاد للناقل الوطني في السلطنة الطيران العماني؛ سعيا لإثبات دور المرأة الفعّال في القطاعات المختلفة بشتى أنواعها.

تعليق عبر الفيس بوك