دعوات إلى سرعة طرح رخصة المشغل الثالث لتعزيز تنافسية القطاع

"#مقاطعة_عمانتل_أوريدو" تكشف عدم رضا شرائح مجتمعية عن جودة خدمات الاتصالات

 

 

 

≤ الفارسي: حملات المقاطعة تعكس رقي ووعي المواطن بحقوقه

≤ المعشني: ينبغي تدخل الجهات الحكومية المعنية لحث الشركات على تجويد الخدمة

≤ الشرياني: تكرار حملات المقاطعة سيرغم الشركات في النهاية على الاستجابة

≤ المعولية: المقاطعة تنجح عبر حشد المشاركين والداعمين للأهداف

 

 

اشتعلتْ مواقع التواصل الاجتماعي، خلال الأيام الماضية، بوسم (هاشتاج) "#مقاطعة_عمانتل_أوريدو"، وهو ما كشف عن حالة من عدم رضا عن خدمات الاتصالات لدى شرائح عريضة من المجتمع؛ فالحملة التي شارك فيها شباب من مختلف الأعمار والتوجهات، بجانب مسؤولين وأعضاء مجالس منتخبة، تؤكد الحاجة إلى ضرورة إعادة النظر في سياسات تعاطي الشركات والجهات مع مثل هذه الدعوات. وشهد الوسم إقبالا كبيرا خلال الأيام الماضية، دفع به إلى الصدارة في بعض الأوقات -من حيث معدلات كتابته- بحسب إحصاءات موقع "تويتر".

وقال مواطنون إنهم يأملون تدخل الجهات المعنية لمناقشة الأمر مع شركتي الاتصالات، والتوصل لصيغة تفاهمية تقضي بالعمل على جودة الخدمات وتخفيض الأسعار. مشيرين إلى حديث مَعَالي الدكتور أحمد بن مُحمَّد الفطيسي وزير النقل والاتصالات، مؤخرا، عن أهمية توفير مشغل ثالث للاتصالات بالسلطنة. وأكَّدوا أنَّ مثل هذه الخطوة ستُسهم في تعزيز تنافسية هذا القطاع الحيوي، وتعمل على الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة.

الرُّؤية - أحمد الجهوري

 

 

 

وقال سعود الفارسي: "بدأت خلال الأيام الماضية حملات عدة لمقاطعة شركات الاتصالات في بعض دول الخليج، والتي تعبِّر عن تطور ملموس في مستوى وعي المواطن الخليجي بحقوقه وسعيه في التعبير عن رأيه بمختلف الطرق الحضارية". وأضاف بأنه يؤيد المقاطعة لأنه يريد "حقوقه كاملة" بما يعكس أهميته كمشترك لدى الشركة، لكنه استنكر في المقابل ظهور أصوات مُثبطة ترفض أهداف هذه الحملات. وأوضح أن سخرية البعض من جدوى المقاطعة تأتي من عدم الاقتناع بأهميتها في إجبار الشركات على خفض الأسعار وتحسين جودة الخدمة المقدمة للمشتركين.. مشيرين إلى أنَّ المقاطعة لن تتسبب في تكبد هذه الشركات أية خسائر. وأوضح أن الهدف من المقاطعة ليس تكبيد الشركات خسائر، بل إنها محاولة لإيصال صوت المشترك بطريقة مختلفة، بعدما فشلت المطالبات التي يتم إرسالها عبر خدمة العملاء، مشيرا إلى أنَّ الشركات لن تخسر من المقاطعة على النحو الذي يظنه البعض؛ فهناك الكثير من العملاء الكبار لديها سواء في الشركات أو المؤسسات الحكومية. وتابع: "نعلم أنَّ نسبة كبيرة من أرباح شركات الاتصالات لا علاقة مباشرة لها بالمستخدم البسيط لخدمات الاتصالات والإنترنت، وأنها تقدم خدمات كثيرة أخرى غيرها كفيلة بتحقيق أرباح خيالية، لكن يبدو أنَّ الكثير يجهل الهدف الحقيقي من حملات المقاطعة؛ إذ إنَّ حملات المقاطعة الجماعية تضع أهدافًا أخرى؛ أهمها: إيصال رسالة جماعية مباشرة للشركات ولأصحاب القرار بعدم قبول الوضع الحالي للاتصالات من حيث جودة الخدمات المقدمة وأسعارها".

وأبْدَى الفارسي اندهاشه من صَمْت الشركات على دعوات المقاطعة، وعدم الرغبة في إصدار بيانات أو حتى التعليق على مواقع التواصل الاجتماعي التي تشهد تفاعلا كبيرا على هاشتاج (وسم) "#مقاطعة_عمانتل_أوريدو"، مشيرا إلى أنه يأمل أن تولي الشركات مزيدا من الاهتمام للمشترك حتى ولو كان مستخدما صغيرا.

ونوَّه الفارسي إلى ضرورة تدخل الهيئات الإشرافية والتنظيمية لقطاع الاتصالات، بما يضمن العمل على حماية المستخدم المستهلك للخدمة، والعمل على توفير الخدمات بجودة عالية وأسعار مناسبة.

غير أنَّ الفارسي أكد أن حملة المقاطعة تعكس رقي المواطن العماني في التعبير عن رأيه إزاء خدمة ما، لاسيما خدمات الاتصالات التي باتت خدمة أساسية ربما لا يستطيع أي شخص العيش بدونها لفترات، لاسيما في قطاع الأعمال والخدمات الحكومية التي تتعطل بالكلية لو أصاب هذه الخدمات أي خلل.

 

مشكلات وحلول

فيما قال أمين بن بخيت المعشني: إنَّ هناك انتشارًا واسعًا لحملة مقاطعة الاتصالات؛ بهدف تحسين الخدمة وخفض أسعار الاشتراكات الشهرية، علاوة على زيادة جودة الخدمات المقدمة، لاسيما في القرى والمناطق البعيدة. وأوضح أنَّ المستخدمين يعانون في كثير من المناطق من ضعف الخدمة والإرسال، وكذلك الانقطاع المتكرر لخدمات الانترنت. مشيرا إلى أنه لم يكن يأمل أن يأتي الحل من خلال حملات المقاطعة، وأنه كان يتعين على الشركات التنبه إلى المشكلات مبكرا، والعمل على حلها بلا تأخير.

ويأمل المعشني أن تقوم الجهات المعنية -مثل: وزارة النقل والاتصالات، وهيئة تنظيم الاتصالات- بالاجتماع مع ممثلي عمانتل وأوريدو؛ لمعرفة أسباب تراجع جودة الخدمة وارتفاع الأسعار، وأن يتم تقديم مهلة لهذه الشركات لإصلاح الاوضاع، لتحسين خدماتها من حيث تخفيض سعر اشتراكات الإنترنت، وتحسين جودة الشبكة وزيادة نطاق شبكة الاتصال بمختلف محافظات السلطنة، لاسيما القرى البعيدة عن المدن الرئيسية. وطالب المعشني وزارة النقل والاتصالات بطرح رخصة المشغل الثالث، لتعزيز تنافسية القطاع، ولتقديم كل ما هو أفضل لخدمة المستهلك. وأعرب عن أمله في أن تنتهي هذه الإشكاليات سريعا.

 

أسباب المقاطعة

وقال مُحسن الشرياني إنَّ المقاطعة سلوك متحضر للاعتراض على أمر ما، ويلجأ إليه المجتمع لإرسال رسالة قوية للمستهدفين، والذين غالبا ما يكونون التجار أو مقدمي الخدمات، مفادها أن المستهلك مُستاء من عدم جودة الخدمة وارتفاع السعر.

وأضاف بأنَّه فيما يتعلق مقاطعة شركات الاتصالات، فإنها ليست الأولى في السلطنة؛ حيث إنَّ المجتمع حاول مرارا تنظيم مقاطعات مشابهة لما يحدث الآن، وهو ما يعكس عدم رضا شرائح عريضة من المجتمع عن خدمات الاتصالات المقدمة.

ويرى الشرياني أنَّ هناك سببين رئيسيين لهذه المقاطعة؛ السبب الأول: الأسعار المبالغ فيها؛ فمثلا باقات الإنترنت في دول مجلس التعاون الخليجي وصلت في بعض الدول للتيرابايت بقيمة تساوي قيمة باقة 5 جيجابيت هنا في السلطنة، وقد يظنُّ البعض أن شركات الاتصالات هي السبب الوحيد في ذلك، لكنه أوضح أن المسؤولية مقسمة بين الشركات وهيئة تنظيم الاتصالات التي تعد الجهة المسؤولة لمتابعة أداء وتقييم شركات الاتصالات.

في حين أنَّ السبب الثاني بحسب الشرياني، يتمثل في ضعف جودة التغطية وهي مشكلة يعاني منها المستخدم في كلا الشركتين؛ حيث إن التغطية "ضعيفة جدا" داخل محافظة مسقط، علاوة على أن الخطوط الأرضية غير مكتملة في العديد من الولايات.

وأشار إلى أنَّ لهذين السببين لجأت قطاعات مختلفة من المجتمع الى المقاطعة، وهي خيار صعب كون الاتصالات أصبحت عصبَ الحياة.. مشيرا إلى أنَّ نجاح المقاطعة في تغيير نهج شركات الاتصالات من عدمه، ليس هو المستهدف، بل إنَّ الهدف هو إبلاغ الشركات بعدم رضا المستخدمين.

 

ثقافة المقاطعة

وعن ثقافة المقاطعة في المجتمعات وتأثيرها في اتخاذ القرار، قالت منى المعولية: "في خضم عالم مهووس بالتقنيات الحديثة أصبحت الاتصالات كالخبز والماء، وأحد أهم احتياجاتنا الأساسية اليومية، كما أصبح العالم غرفة صغيرة يعلم حدود جدرانها في أقل من الثانية، ومع كل هذا الشغف والتطلع وما يرافقه من إلحاح يتطلب وجود مشغلات خدمة بكفاءة عالية؛ للحصول على خدمات ذات جودة تناسب واقع الحياة السريع". وأضافت بأنَّ الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي يطالبون عبر هاشتاج "#مقاطعة_عمانتل_أوريدو" بتجويد الخدمات، وهو ما يؤكد عدم رضاهم عن الخدمات المقدمة حاليا؛ سواء من حيث الجودة أو الأسعار.

وأشارت إلى أنَّ تنوُّع طرق التعبير والترويج لحملة المقاطعة أمر محمود؛ حيث يُسهم في النهاية في تحقيق الأهداف المرجوة منها. موضحة أنَّ ثقافة المقاطعة في الأسواق الرأسمالية تحقق الأهداف، وتعمل على الارتقاء بالخدمات داخل السوق الواحد، وزيادة التنافسية والإتقان في تقديم الخدمات.

تعليق عبر الفيس بوك