هل تنقذ جائزة نوبل اتفاق السلام في كولومبيا؟

 

 

 

أرقام

34.9 مليون ناخب شاركوا في الاستفتاء على الاتفاق.. والنتيجة: لا

 

 

بوغوتا - الوكالات

قبل أقل من أسبوع مضى صوت الكولومبيون بـ "لا" رفضا لاتفاق السلام مع الحركة المسلحة لتحرير كولومبيا المعروفة باسم (فارك)، التي خاضت حرب عصابات ضد الحكومة، ما أشعل أزمة سياسية هددت عملية السلام في البلاد. وبعد أن حصل رئيس كولومبيا خوان مانويل سانتوس، على جائزة نوبل للسلام هذا العام تقديرا لجهوده في المفاوضات مع فارك، يطرح السؤال نفسه: هل هذا يكفي لإنقاذ اتفاق السلام؟ وشارك في الاستفتاء على الاتفاق أكثر من 34.9 مليون ناخب للإجابة على سؤال: "هل تؤيد الاتفاق النهائي لوقف النزاع وإقامة سلام ثابت ودائم؟"، وهو عنوان الوثيقة المؤلفة من 297 صفحة وهي خلاصة محادثات في كوبا استغرقت نحو أربع سنوات وانتهت في 24 أغسطس الماضي.

وقد قضى الرئيس سانتوس أربعة أعوام في مفاوضات صعبة قبل توقيع الاتفاق في أغسطس الماضي في احتفال بمدينة قرطاجنة. لكن رفض الاتفاق الذي جاء في استفتاء شعبي ترك الرئيس في موقف ضعيف، رغم تتويجه بجائزة نوبل.

وقال سانتوس عقب الإعلان عن نوبل "أتلقى هذه الجائزة بتواضع كبير واعتبرها تفويضًا للاستمرار في العمل بجد لإحلال السلام في كولومبيا". لكن وراء تعهد الرئيس هذا، كيف يمكن لجائزة نوبل أن تمنع أزمة بعد رفض الشعب للاتفاق؟ وبشكل عام، يُنظر إلى الجائزة بمثابة دفعة للعملية ورسالة من المجتمع الدولي لجميع أطراف النزاع.  ويقول هامبرتو دو لا كالي، رئيس وفد الحكومة في المفاوضات بهافانا في كوبا، حيث تم التوصل للاتفاق "إنها (الجائزة) صوت العالم لدعم بلادنا". وأضاف "من المناسب أن نواصل الاستماع بطريقة سريعة وفعالة لمختلف قطاعات المجتمع لفهم اهتماماتهم وتحديد وسيلة للخروج من الأزمة". وأوضح أن العديد من التفسيرات للاتفاق من جانب من صوتوا بـ"لا" كانت خاطئة. لكنه أكد وجود حوار بين الحكومة وجماعة فارك يمكن أن يقود إلى تعديلات أو توضيحات حول الاتفاق.  وأيد ايفانز ماركيز، رئيس وفد فارك التفاوضي موقف لا كالي. وقال "سنبحث في كيفية إضافة موادا جديدة للاتفاق الذي بنيناه بإخلاص وجهد كبير على مدار أربعة أعوام". لكنه أضاف "وقعنا بالفعل شيئا ما، ولن ندمر (فارك والحكومة) ما بنيناه". ويقود الرئيس السابق والسيناتور الحالي ألفارو أوريبي، رئيس حزب الوسط الديمقراطي، المعارضة الرئيسية لاتفاق الحكومة مع فارك. وأوقفت المعارضة محادثتها مع الحكومة، ومن المقرر أن تستأنف الأسبوع المقبل مع اقتراحات بتعديل الاتفاق. لكن فارك قد تجد الأمر صعبا للغاية، إذا لم يكن مستحيلا، للقبول بهذه التعديلات. وكان أوريبي قد غرد على موقع تويتر مهنئا الرئيس سانتوس، لكنه قال "نريد تغيير الاتفاقيات الضارة بالديمقراطية". وغرد معارض آخر بارز وهو الرئيس السابق أندرياس باسترانا "أهنئ خوان سانتوس بجائزة نوبل، والتي تمثل عاملا آخر لتقدم اتفاق الوحدة الوطنية". ويشير اتفاق الوحدة الوطنية إلى توافق مقترح بين الحكومة وحملة معارضة اتفاق فارك، والذي من المقرر التفاوض حوله في العاصمة الكوبية هافانا. ولا يتمتع الرئيس سانتوس بشعبية كبيرة بين الكولومبيين، ولن تغير جائزة نوبل من رأيهم، وقاد هؤلاء معسكر الرفض الذي قال "لا" للاتفاق.

وقدم المجتمع الدولي دعما قويًا للمفاوضات أثناء عملية السلام مع فارك، مثل الفاتيكان والولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة وبلدان أمريكا اللاتينية. ومع ذلك، عندما حان وقت التصويت، لم يؤثر هذا على قرار المصوتين.

 

تعليق عبر الفيس بوك